علماء الأزهر الشريف والأوقاف: الروح من أمر الله ولا يجوز ظهورها حتى لو فى الخيال خرافات شفاء المرضى مخالفة للعقيدة لأن «الشافى» هو الله هذه النوعية تساهم فى ترسيخ عقيدة يحاربها القانون الغيبيات لا يعلمها إلا الله والخرافات يصدقها بعض ضعاف النفوس والثقافة خيرية البشلاوى: المؤلف قدم وجبة دسمة من القتل والعلاقات المحرمة والشعوذة
ليست الخمور والرقص والعرى فى نهار رمضان وحدها هى الأمور المرفوضة من قبل بعض النقاد وعدد كبير من الجمهور، كما أن المسلسلات التى يسمح فيها بظهور الصحابة ليست هى وحدها المعرضه للنقد من قبل رجال الدين الرافضين لتلك الفكرة، وإنما امتد الأمر إلى رفض الأعمال غير الواقعية التى تتخذ من السحر والشعوذة سبيلًا لتحقيق النجاح والمشاهدة، وهى الوجبة الرئيسية التى يعتمد عليها مسلسل «العهد» الذى رغم الإشادة به من بعض النقاد إلا أن تقديمه لنماذج بعيدة عن الواقع وتتنافى حتى مع قدرة العقل على الاستيعاب جعله محط أنظار البعض خاصة رجال الدين الذين وجدوا فى تقديمه لنموذج فتاة قادرة على شفاء المرضى واعتماده بشكل كبير على السحر والشعوذة أمر لا يمكن الصمت عنه خاصة أن تلك الفتاة تعيد رجلًا إلى الحياة تقريبًا وهو على فراش الموت، وهو الأمر الذى لا يمكن تقبله ومروره بشكل عادى حتى وإن كانت من وحى الخيال لا يجب أن يتم طرحها بهذا الشكل وكأنها حقيقة واقعة، كلها آراء واختلافات ووجهات نظر للعديد من الناس، وما بين تفسيرات وتأويلات حول المقصود من المسلسل ليصبغه البعض بصبغة سياسية، ويروح البعض الآخر إلى أنه يتناول الديانات السماوية الثلاث، يبقى اعتماد المؤلف على الأرواح والأشباح وإعادة الحياة لمن قارب على الموت هى النقاط التى يرفضها عدد كبير من النقاد ورجال الدين والجمهور أيضًا. «الصباح» استطلعت الآراء حول الأمر، وكانت البداية مع الدكتور حسن الجناينى من علماء الأزهر الشريف والذى قال: إن هذا الكلام حرام حتى وإن كان يناقش قضية فلا تكون بهذا الشكل أو من وحى الخيال لأنه يتعارض مع العقيدة نظرًا لأنه لا يوجد شخص يقال عنه «مبروك» أو يستطيع أن يشفى المرضى بهذا الشكل أو ينقذهم من الموت وغيره من الخرافات، فالشفاء من عند الله، موضحًا أن من حق الفن أن يتخيل لكن بشرط ألا يصطدم مع العقيدة، فهناك من يقلدهم بشكل عميانى دون علم ويكون لديهم انطباع بأن ما يراه على الشاشة هو أمر حقيقى. وأكد أن الأمر نفسه بالنسبة لظهور روح شخص، وأنها كانت خرافات قديمة ولا يجوز إظهارها لأن الروح من أمر ربى ولها مستقر ومستودع ولا يجوز أن تظهرها الدراما بهذا الشكل لأن ذلك تزييف للحقائق. ويرى الدكتور محمد الكحلاوى أستاذ التاريخ الإسلامى أن الأمر لا يتوقف فقط على إظهار المعجزات والخرافات والسحر والشعوذة، لكن كل الأعمال الفنية التى توجد بهذه الكثرة لا تعبر عن المصريين أو قيمة المصريين وكرامتهم وحضارتهم وأنها عبارة عن تفتيت فى المجتمع وإساءة له وأنها باقة قذرة يتم تقديمها من الإعلام ويتم الاستثمار فيها، وللأسف الأعمال التى تتناول السحر والشعوذة حتى وإن كانت خيالًا وأساطير تساهم فى ترسيخ عقيدة يحاربها القانون وأن ضعاف العلم والجهلاء من الممكن ان يلجأوا لها. وأوضح دكتور أشرف سعد أحد أئمة الأوقاف أن مثل مناقشتنا لمعالجة قضية مثلا يجب أن يكون من خلال الكتب والرسائل العلمية، لكن ومع ذلك أرفض مناقشة هذه الأمور الغيبية من أرواح وسحر وشعوذة فى أى عمل درامى لأنه خطير على عقائد الناس وأفكارهم وتصرفاتهم، ومن الممكن أن يتأثر به الصغار والكبار خاصة أن هناك من يتأثر ويمارس السحر والشعوذة ويتخيل فى عالم الأرواح والبركات، مضيفًا أن الروح من الغيبيات التى لا يعلمها إلا الله، فكل هذه الأمور خطأ وأرفض مناقشتها فى عمل درامى لأنك لن تستطيع أن توضح الفكرة الصحيحة وأعتبرها أعمالًا الغرض منها الإثارة والشو الإعلامى فقط. وشدد الدكتور محمد البسطاويسى نقيب الأئمة أن نوعية هذه الأعمال تساهم فى الاستخفاف بالعقول، وإذا كان المؤلف يتناولها من جانب طرح قضية أو غيره فعلينا أن نخاطب العقل باحترام أو من منظور دينى أو نفسى، حتى وإن كانت خيالًا خاصة أن كل شىء بإذن الله، وحتى إذا كان سحرًا فلا هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله، وأن الغيبيات لا يعلمها إلا الله وإظهار الروح لا يصح لأننا بذلك نساعد فى تثبيت أشياء فى عقل المشاهد هى ليست موجودة فى الأصل. فيما ترى الناقدة خيرية البشلاوى أن المؤلف محمد أمين راضى يذهب دائمًا إلى التاريخ والتراث فهو يستهوى هذه المنطقة التى تعتمد على الأساطير القديمة والسير الشعبية وأن مسلسله هذا العام يحمل نفس التيمة من الخرافة والسحر والشعوذه، مشيرة إلى أنها ضد هذا النوع من الدراما، رغم مدى غرابته والتى تعتبر جاذبة للجمهور، وأكدت أن خطورته تكمن فى التلاعب بعقول أشخاص ليست لديهم ثقافة ووعى تمكنهما من التفريق بين الواقع والخيال، كما استنكرت الناقدة الكبيرة تناول أمين راضى لفكرة الروح رغم قدسيتها الشديدة لأن علمها عند الله سبحانه وتعالى بالإضافة أيضًا إلى اعتماده مع كل ذلك على تقديم وجبة كبيرة من القتل والعلاقات المحرمة.