«رانيا» تشبه بطلات أفلام سينما الأبيض والأسود، فى ملامحهن، وحكاياتهن، من شباك غرفة نومها، عرفت معنى الحب، وخطف قلبها ابن الجيران، رغم أن فارق السن بينهما كبير، عاشت معه قصة حب بدأت بكلاسيكية، وانتهت بتجربة زواج مريرة، حملت تفاصيلها لتضعها بين أيدى قضاة محكمة الأسرة فى زنانيرى، طلبا للخُلع. «أنا مش عايزاه.. مش عايزة أعيش معاه، أنا بحب واحد واتفقت معاه على الزواج بعد طلاقى»، من هنا بدأت رنيا تحكى تجربتها، قالت إن زوجها حين أدرك وجود رجل آخر فى حياتها، قرر أن يعاقبها بالبقاء على ذمته، وحول منزل الزوجية إلى سجن، وكل يوم ضرب وإهانة وكلام غير لائق، دون أن ترتكب أى خطأ حسب كلامها، وحاولت أن تقنعه بضرورة انفصالهما، لأن حبها له تراجع أمام قسوته، طلبت الانفصال بدون مشاكل، لكنه رفض، وقال لها «مش هتعرفى تتجوزى أى رجل تانى طول ما أنتى على ذمتى». «رانيا» البالغة من العمر 30 عامًا، تزوجت منذ 10 سنوات، بعد قصة حب جمعتها بابن الجيران، كان أول حب فى حياتها، لذا لم تلتف إلى فارق السن بينهما، ولم تشعر بهذا الفارق، وتزوجت فى وقت قصير، لم يتح لها معرفة الشخصية الحقيقية لفارس أحلامها، ومرت السنوات، ورزق الزوجان بولد وطفلتين، وبدأت معاملة الزوج لزوجته تتغير دون سبب، وأصبح يمضى ساعات طويلة خارج المنزل، ويمضى إجازته مع أصدقائه، وهو أمر لم يعتد فعله من قبل، مما أثار شكوك زوجته، فقررت مراقبته، لكنها لم تجد منه أى سلوك يدينه، فزادت حيرتها ورغبتها فى تفسير لما يفعله. تقول «رانيا»: فى يوم انتظرت عودته إلى المنزل، وتحدثت معه بهدوء، وسألته عن سبب تجاهله لى، وأن ينبهنى أن كان صدر منى سلوك يستوجب معاقبتى بهذه الطريقة، وسبب تجنبه للحديث معى خلال فترات تواجده فى المنزل، أبلغته بضيقى من غيابه المتكرر عن المنزل، ونومه خارج غرفتنا، لكنه لم يمنحنى أى إجابة، ومرت الشهور ونحن على هذا الوضع، فشكوته إلى أمى، وعلم أهلى بما يجرى، فتحدثوا معه، دون نتيجة، وظل الحال على ما هو عليه. مرت الأيام وتعرفت «رانيا» على أحد الأشخاص عبر الإنترنت، وتواصلت معه، وتكررت بينهما الأحاديث الإلكترونية بشكل يومى، وتعلقت به، وأصبح وجوده فى حياتها يعوضها عن غياب زوجها، وتطورت علاقتهما سريعًا، من صداقة إلى إعجاب، ووصل الأمر إلى الاتفاق على الزواج، بعد أن تحصل على الطلاق، وبالفعل أبلغت «رانيا» زوجها برغبتها فى الانفصال عنه، لكنه رفض بشدة، وضربها ضربًا مبرحًا وازداد الأمر سوءًا عندما اكتشف الرسائل المتبادلة بينها وبين الشخص الذى تتواصل معه عبر الإنترنت، وقتها تمسك ببقائها على ذمته، من باب أن تظل معلقة، أو كما قال لها «علشان متعرفيش تتجوزى واحد غيرى»، فوعدته الزوجة بأن تقطع علاقتها بالحبيب الإلكترونى، بشرط أنه تعود حياتهما لما كانت عليه فى بداية زواجهما، لكن الزوج رفض، فتمسكت الزوجة بالانفصال، ولم تجد حلًا للتخلص من سجن الزوجية سوى بالتوجه إلى محكمة أسرة فى زنانيرى لتطلب الخُلع.