سيطرت حالة من الغضب على أقباط أسيوط، بسبب إهمال الكنيسة لمقتنيات أسقف أسيوط، وشيخ المطارنة، الأنبا ميخائيل، الذى توفى نهاية نوفمبر الماضى، بالإضافة إلى رفضهم فرض الأسقف العام، الأنبا يؤانس، لخلافة الأسقف الراحل، الذى عاشت المطرانية فى هدوء طوال فترة توليه الإيبراشية، على مدار 68 سنة. ورغم محاولات البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، تقديم الأنبا يؤانس إلى أقباط أسيوط، وقت مرض الأنبا ميخائيل، ليمهد لخلافته، خاصة أن كثيرًا من الأقباط يعرفونه، لأنه كان يعمل سكرتيرًا للبابا الراحل شنودة الثالث، وأسقف أسقفية الخدمات، ويخشى رعايا المطرانية أن يكون هدف تولى الأنبا يؤانس للإيبراشية هو إبعاده عن المقر البابوى، لأن البابا غاضب عليه. شهرة الأنبا يؤانس تجعل الكثيرين يقبلونه للمنصب دون مناقشة، لكن المعترضين صوتهم أعلى، خاصة أنه يتعامل فى مطرانية أسيوط باعتبار أن كلمته هى العليا، منذ فترة مرض الأنبا ميخائيل، ويتساءل أمجد شرقاوى، من أقباط أسيوط، «هل من حق الأنبا يؤانس، أن يفتح قلاية الأنبا ميخائيل قبل أن يتسلم الإيبراشية؟، وأن يوزع ممتلكاته على الكهنة، وهل من حقه أن يعبث بمقتنيات الراحل، التى تقدر بآلاف الجنيهات، وأن يسلمها لبعض خدامه دون جرد أو إيصال استلام؟». ومن جانبه، أعرب مينا رضا، أحد أقباط أسيوط، عن اعتراضه على توزيع مقتنيات الأنبا ميخائيل على الكهنة، قائلًا «المفروض يقام مزار، وكل المقتنيات توضع فيه، مثل مزار البابا كيرلس، الذى وضعوا فيه مقتنياته، حتى القلم الفاضى»، فيما أبدى أقباط أسيوط غضبهم من الكاتدرائية التى أعدت صورة تعبيرية لمطرانيتهم، تضم البابا تواضروس والأنبا يؤانس، دون الأنبا ميخائيل. وقالت نيفين صبحى، من مسيحيات أسيوط: إن كهنة المطرانية أجبروا المسيحيين بعد القداس على التصويت لصالح الأنبا يؤانس، وتساءلت «هل يعلم نيافة الأنبا يؤانس أن معظم شعب أسيوط لا يريده أسقفًا؟»، ووجهت حديثها لها «لو كنت أمامى لقلت لك: أنا لا أريدك أسقفًا وراعيًا لنا»، فيما دشن عدد من رعايا الكنيسة حملة جمع توقيعات لتقديمها للبابا تواضروس، لمطالبته بتقسيم الإيبراشية إلى إيبراشيات البدارى وساحل سليم وأسيوط، مبررين ذلك بزيادة عدد الأقباط فى المحافظة، وتقابلوا مع الأنبا روفائيل، سكرتير المجمع المقدس لدعم طلبهم. وعلى الرغم من ذلك فإن البابا تواضروس كان قد أعلن مؤخرًا، خلال زيارته إلى أوروبا أنه لا نية لتقسيم مطرانية أسيوط الآن، وهو ما اعتبره البعض موقفًا ضد رغبة أبناء أسيوط، ويضر بالإيبراشية التى تضم أكثر عدد من الأقباط على مستوى الجمهورية. وفى المقابل هناك من يساند قرار تعيين الأنبا يؤانس، ويقول مايكل أنيس من أقباط أسيوط، بالنسبة لمقتنيات الأنبا ميخائيل فهى ما زالت موجودة، ولم يوزع على الكهنة، إلا ما لم يكن يستخدمه شيخ المطارنة. كانت مطرانية أسيوط أصدرت بيانًا قالت فيه إن البابا شكل لجنة بإشراف الأنبا يؤانس لجرد محتويات قلاية الأنبا ميخائيل مطران أسيوط، وتم جردها فى الفترة من الخميس 16 إبريل حتى الأحد 10 مايو الجارى، وتم حفظ جميع المحتويات والمقتنيات، فى مكان أمين إلى حين وضعها فى مزار خاص بمدفن نيافته بدير العذراء بدرنكة، وكذلك سيتم إنشاء متحف خاص بمقتنياته ومقتنيات سلفه قداسة البابا مكاريوس الثالث.