*بدراوى يقدم مذكرة إلى «شئون الأحزاب» بالمخالفات المالية لرئيس الحزب بدأ رئيس حزب الوفد، الدكتور السيد البدوى، محاولات للتقرب من شباب الحزب، لكسب دعمهم فى مواجهة تحالف مجموعتى نائب رئيس الحزب السابق، فؤاد بدراوى، والرئيس السابق، محمود أباظة، للانقلاب عليه، وطرده من رئاسة الحزب، فعقد البدوى عددًا من اللقاءات مع اتحاد شباب الوفد، الأسبوع الماضى، تعهد خلالها بتلبية طلباتهم. واستعان البدوى بسكرتير عام الحزب، بهاء أبو شقة، الذى يتمتع بصلات قوية مع عدد من المسئولين فى الدولة، لتأكيد قوة موقفه داخل الحزب، وعدم تأثره بأفعال معارضى سياساته، منذ توليه رئاسة الحزب. ومن جهته، يعد بدراوى مفاجأة للبدوى، بتقديم مذكرات للجنة شئون الأحزاب السياسية، تتهمه بإهدار أموال الحزب، والصرف منها على مشروعاته الخاصة، مثل شركات الأدوية وشبكة قنوات الحياة المملوكة له، بالإضافة لكسر ودائع الحزب فى البنوك، التى تركها المؤسس الثانى للحزب فؤاد سراج الدين، وحافظ عليها رؤساء الحزب السابقون. وجهز بدراوى خططًا للتحرك داخل أمانات المحافظات المختلفة، فى مسعى لعقد جمعية عمومية طارئة للحزب، هدفها إسقاط البدوى، خاصة مع تمتع بدراوى وأباظة بوجود قوى فى أمانات الشرقية والمنوفية والدقهلية، التى ينتمى إليها بدراوى، بالإضافة لكفر الشيخ والإسماعيلية وبورسعيد، رغم تأييد النائب السابق فى بورسعيد، محمد مصطفى شردى للبدوى. وتتضمن خطة بدراوى استغلال حالة السخط العام بين أعضاء الحزب على البدوى، بسبب ضمه شخصيات لا علاقة لها بالحزب، من بينها أعضاء فى الحزب الوطنى المنحل، ورجال أعمال، وضباط شرطة سابقون، لتدعيم نفوذه داخل الحزب، دون أن يقدم أى منهم خدمات حقيقية للوفد، منذ انضمامهم إليه. ولم تقتصر متاعب البدوى على الحزب وحده، وإنما امتدت إلى شركاته الخاصة، بعد وقوع مشادة كلامية بينه وبين شريكه كرم كردى، الذى وجه مذكرة إلى هيئة الاستثمار يتهم فيها البدوى بإهدار أموال الشركات على قنواته الخاصة، كما أقام دعاوى قضائية ضده، ما أثار غضب البدوى، رغم الصداقة الطويلة بينهما. وحاول البدوى الاستعانة بوسطاء لإغلاق الملف، حتى لا يتسبب ذلك فى تشتيت جهوده، أو تشويه سمعته، خلال الفترة المقبلة، كما يبحث إعادة ترتيب منظومته الإعلامية، باختيار مستشار إعلامى جديد له، بدلاً من معتز صلاح الدين، الذى استغنى عن خدماته، وأوكل أمر قنوات الحياة إلى زوج ابنته منى، المنتج محمد سمير، صاحب إحدى شركات الإنتاج الفنى. فى سياق متصل أطلق عدد من قيادات حزب الوفد مبادرة لإنهاء الصراع بين المجموعة المحسوبة على رئيس الحزب، الدكتور السيد البدوى، ومجموعة ال8 مجمدى العضوية، وعلى رأسهم السكرتير العام السابق، فؤاد بدراوى، وبحسب تصريحات الرئيس الشرفى للحزب، المستشار مصطفى الطويل، «تم عقد اجتماع مع عدد من القيادات، بهدف التوصل إلى حل للأزمة التى يمر بها الوفد، وإنهاء الخلافات بين الأقطاب المتصارعة». وأشار فى تصريحات ل«الصباح»، إلى «الاتفاق بين المجتمعين على أن يدعو رئيس الحزب الجبهة المعارضة له إلى جلسة ودية»، مضيفًا أن «فكرة سحب الثقة من البدوى مستبعدة تمامًا، نظرًا لكونه رئيس الحزب لدورتين متتاليتين، ما يعنى أن الدورة الحالية هى الأخيرة له، وفقًا للائحة الداخلية، وبذلك فإنه سيبقى فى منصبه لسنتين فقط». وكشفت مصادر وفدية ل«الصباح»، عن رفض البدوى لمبادرة حكماء الحزب، الداعية إلى جلوسه مع المعارضين له، مشيرًا إلى أنه ليس متهمًا ليعقد جلسة محاسبة له، على حد قول البدوى للمصادر، حيث قال نصًا «أنا مش متهم عشان يحاسبونى، توجد هيئة عليا، وجمعية عمومية، يمكن لهما محاسبتى». وأشارت المصادر التى طلبت عدم الكشف عن اسمها، إلى أن الهيئة العليا أقرت قبل أيام التعديلات الجديدة للائحة الوفد الداخلية، بزيادة عدد مقاعد الشباب فى الهيئة العليا، مؤكدة أنه «تم اقتراح تغيير اسم الحزب من الوفد الجديد إلى الوفد المصرى، وهو ما تتم دراسته حاليًا، ولم يتم الاتفاق حتى الآن على الموافقة أو الرفض». ومن جهته، قال بدراوى فى تصريحات ل«الصباح» إنه «فور تولى البدوى لرئاسة الحزب، توغلت التمويلات الأجنبية داخل جمعيات الحزب، وأنا لى موقف واضح ضد التمويل الأجنبى، والخلط بين عمل الحزب والجمعيات، وهو ما يتحمل البدوى مسئوليته، باعتباره رئيس الحزب، بالإضافة لأنه هو وحاشيته من دشنوا الجمعيات». وقال إن «البدوى لم يقم فى بدايات رئاسته للحزب بتلك الممارسات التى نشاهدها اليوم، فمع الوقت اكتشفنا أنه غير صادق وغير أمين، ويعد الناس بأشياء، ولا يفعلها، كما أنه يتنفس كذبًا، وأتذكر ذلك من خلال مواقفه المضطربة، وخطاباته السياسية، وممارساته قبل 25 يناير و30 يونيو، ولم نكتشف ذلك إلا بعد مرور فترة زمنية، وكل من شاركوه اكتشفوا ذلك وتركوه، وأكبر دليل على ذلك أنه قال منذ يومين إن صلاح دياب صديقه، وشريكه فى كل قراراته، واليوم يقول دياب إن البدوى كاذب». وأضاف أن الأمور تتكشف مع الوقت، وهناك تخبط فى القرار السياسى، وعدم ثبات على المبادئ، متهمًا البدوى بأنه «مخادع»، ويحاول أن يكسب ود الجميع، وينقلب حسب المصالح، وهو ما حدث قبل 25 يناير وبعدها، مضيفًا « قررنا فى جبهة الإنقاذ عدم التعامل مع الإخوان ومحمد مرسى، وفوجئنا بوجوده فى أكثر من لقاء مع مرسى، ولبى دعواته دون الرجوع لأحد، ما يدل على أنه مخادع، ولا يحترم أى اتفاق أو التزام».