*صاحبة مخبز تستعين ب500 بطاقة وهمية لشحن رصيدها من المخصصات المالية لدعم الخبز *الشركة المنتجة للكروت تعترف بسرقة برنامج المنظومة وتلاعب أصحاب المخابز بالماكينات *موظفون فى «التموين» لتسهيل حصول البقالين على بطاقات لبيع أرصدة وهمية للمخابز *«التموين» تعتبر ثغرات المنظومة أخطاء بسيطة.. وشعبة المخابز: شركة الكروت تتاجر بالفقراء 16 جنيهًا سعر جوال الدقيق المدعوم مقابل 300 جنيه لنظيره فى السوق السوداء 24.5 قرش قيمة دعم رغيف العيش نظام «25» حصان طروادة الذى سمح لأصحاب المخابز الوصول لثغرات النظام 1250 رغيفًا هو العدد المفروض إنتاجه من كل جوال 500 بطاقة تم شحن رصيدها فى أقل من ساعة 250 ألف جنيه ثمن البطاقة المليون رغيف فى السوق السوداء 4 مندوبين سابقين فى شركة الكروت الذكية تم القبض علليهم لبيعهم «السوفت وير» الخاص بالشركة بطريقة غير شرعية «لقمة العيش».. يمكن لهذه الجملة أن تختصر حياة المصرى بكل تفاصيلها، فمن أجلها يفعل الكثير، ولا يطمح سوى فى الحصول على القليل، وبسببها يتخلى عن الكثير، أعزها الكرامة، وأبسطها الإنسانية.. ولأجلها يعيش، وبسببها يموت، وما بين الحالتين وجوه متعددة لحالات الفقر والمرض والفساد. الحديث حول حياة المصريين يحتاج لكلمات لا يتسع الحديث لها الآن، لكن يمكننا أن نتتبع رحلة «لقمة عيشهم».. أو بمعنى أدق.. خبز الغلابة، من دشنت لأجله وزارة التموين ما يسمى بالمنظومة الجديدة.. أو «الكارت الذكى»، للقضاء على الفساد ومحاولات المتاجرة بالدعم ومستحقيه، لكن المنظومة اتضح أنها بعيدة تمامًا عن الذكاء، وعن البسطاء من مستحقى الدعم، فالمنظومة الجديدة وجدت من يجيد استغلال ثغراتها، وعرف الفاسدون أسهل الطرق للتربح منها. المنظومة الجديدة لم تنتج رغيف خبز يستحقه الفقراء، بل أنتجت فئات جديدة من الفاسدين، تمتد أذرعهم إلى داخل الشركة التى تنتج الكروت الذكية، وتصل إلى البقال الذى يستخرج الكروت، وتمتد إلى صاحب المخبز الذى أصبح بإمكانه مضاعفة أرباحه، وبذلك يكون الجميع استفاد من المنظمة عدا محدود الدخل والحكومة. بطاقة الخبز الذكى.. حل الحكومة السحرى لإعادة إنتاج الفساد تحول الدعم الحكومى الموجه للفقراء إلى باب فساد يتربح منه المتاجرون والمتلاعبون بقوت الغلابة، وهذا ما دفع وزارة التموين لتطبيق منظومة جديدة للخبز تحمل اسم «الصرف الآلى»، واعتبرتها الوزارة الحل السحرى للقضاء على عمليات سرقة الدقيق المدعم الذى تحصل عليه المخابز بواقع 16 جنيهًا لكل «جوال» يزن 100 كيلو جرام، بينما يباع فى «السوق السوداء» بما يقارب ال300 جنيه، ووفقًا للمنظومة الجديدة يفترض صرف الدعم على عدد الأرغفة المخبوزة فقط، من خلال نظام إلكترونى هدفه تحجيم عمليات التلاعب بالدعم الموجه للبسطاء. المنظومة تبدأ من مكتب «بقال التموين» الذى يتولى عملية تسليم الكروت الذكية التى تشبه «الفيزا كارت» للمواطنين المسجلين بمنطقته، متضمنة حصة الخبز المستحقة لكل أسرة طبقا لعدد الأفراد المسجلين لدى البقال. اللافت أن المنظومة الجديدة تعتمد على مكاتب وزارة التموين بالمحافظات، وهى ذات المكاتب التى تحيط بها شبهات الفساد.. والإفساد لكل المنظومات السابقة، ليظل سكان كل منطقة بمختلف المحافظات تابعين لمكتب تموين «بقال التموين» ويتم صرف السلع التموينية شهريًا من خلاله.. ووفقًا لعدد الأفراد المسجلين لديه. البطاقة الجديدة التى يتم استخراجها بناء على المعلومات المتاحة لدى مكتب التموين، تتضمن كمية السلع التموينية مضافًا إليها عدد الأرغفة المستحقة للأسرة طبقًا لعدد أفرادها، فمثلًا الأسرة المكونة من 5 أفراد، تم برمجة بطاقتها على رصيد 25 رغيفًا يوميًا، بحيث تتم قراءة هذا الرصيد على الماكينة الموجودة لدى صاحب المخبز، لصرف الكمية المستحقة لممثل الأسرة.
وفى مقابل الكارت أو البطاقة الذكية التى تحصل عليها الأسرة، يحصل صاحب المخابز، على ماكينة، متصلة بنظام عام من خلال شريحة إلكترونية، وتعمل هذه الماكينة بطريقة آلية دون تدخل من صاحب البطاقة أو صاحب المخزن.. وفقًا لعدة خطوات، أولها أن صاحب المخبز يصطحب هذه الماكينة - صغيرة الحجم، أثناء شراء حصة الدقيق المخصصة لمخبزه من المطحن، وطبقًا لكمية الدقيق التى اشتراها صاحب المخبز.. يتم حساب الكمية التى يجب أن ينتجها، فعلى سبيل المثال إن كانت الحصة تبلغ 10 أجولة دقيق، فيتم ضرب 10x1250 ويصبح مطالبًا بإنتاج 12500رغيف، ويتم تسجيل هذا الرقم على ماكينة صاحب المخبز، وخلال عملية البيع يوضع الكارت الخاص بكل مواطن داخل الماكينة، لتقوم بخصم عدد الأرغفة المستحقة للبطاقة من الرصيد العام على الماكينة، لرصد نسبة الخبز المباعة، ووفقًا للنتائج يتم صرف القيمة المادية التى تمنحها الوزارة مقابل كل رغيف يحصل عليه المواطن، وهذا هو الحل الذى ينقذ وزارة التموين من تقديم دعم مالى لأصحاب المخابز التى كانت تتربح من المتاجرة بالدقيق ثم تحصل على دعم من الوزارة وكأنها قامت بالدور المطلوب منها. ثغرة إعادة شحن الرصيد.. حكايات داخل قلعة «الكروت الذكية كان على أصحاب الشكاوى المتضررين من المنظومة الجديدة التوجه إلى مقر الشركة المنتجة للكروت الذكية فى وزارة التموين، وكان هذا بداية الخيط الذى عرفنا على ما يجرى داخل قلعة الكروت الذكية. دخلنا الوزارة قاصدين مقر الشركة، بحجة إصلاح البطاقة الخاصة بنا، وأمام مقرها، وقف ما يقرب من 200 مواطن آخرين، كل منهم صاحب شكوى، أبرزها شكوى مواطن يدعى «محمد أحمد» الذى قال لنا «الكارت مافيهوش رصيد بقاله شهر وكل ما أروح للبائع يقول لى لسه الرصيد ما نزلش». وكان رد المسئول بالشركة أن الكارت يحتاج إلى إعادة تهيئة، لكن صاحبه لن يستفيد من الرصيد السابق. أصحاب المخابز أيضًا كان لهم نصيب من الشكاوى، وبعضهم جاء ليصلح ماكينته التى تعطلت، وكان مندوبو الشركة يبلغونهم بأن الماكينات تعمل وفقًا النظام القديم الذى تم تحديثه بناء على طلب من وزارة التموين. وكانت الشركة صممت نظامًا مبدئيًا للمنظومة الجديدة، يطلق عليه اسم «نظام 25»، وتبين أن أصحاب المخابز توصلوا إلى ثغرة فى النظام، تتيح تسجيل رصيد كروت المواطنين على أكثر من ماكينة، ما دفع الشركة إلى إجراء تعديل على النظام فى 31 ديسمبر الماضى، فى محاولة للحد من هذا التلاعب، لكن تعرضت التعديلات للسرقة مجددًا. وثبت أصحاب المخابز البرنامج السابق على الماكينات الخاصة بالصرف مرة أخرى، لإتاحة عملية الشحن عليه بسهولة دون اكتشاف الأمر، وهو ما أكده لنا أحمد جمعة أخصائى خدمة العملاء والجمهور فى شركة «سمارت»، مضيفًا أن النظام القديم يمكن من خلاله التلاعب بسهولة، وهناك ماكينات كثيرة لا تزال تعمل به، وأوضح أن البرنامج الخاص بالنظام محمل على «فلاشة» ويتم تثبيته على ماكينات أصحاب المخابز فى أقل من 5 دقائق، ولم ينف احتمالات تهريب عدد من هذه الفلاشات لتصل لأصحاب المخابز. نأسف لعدم وجود خبز.. لقد نفد رصيدكم تنهال كلمات الإشادة على المنظومة الجديدة للخبز، لكن من يطلقون هذه الكلمات لم ينتبهوا إلى الكثير من المشكلات التى ظهرت فور تطبيقها، ما يجعل تلك الكلمات مضللة، تمامًا مثل الروايات التى سمعناها من بعض أصحاب المخابز، حول المنظومة، لكن تجربتنا الصحفية مع مراحل التطبيق والعاملين فيها جعلتنا ننتبه إلى العيوب التى يستغلها المتربحون الجدد من هذه المنظومة، فالبطاقات يتم سرقة الأكود الخاص بها، لإصدار بطاقات مماثلة، واستغلالها فى شحن «ماكينات» أصحاب المخابز، لصرف قيمة العائد المادى المخصص لدعم رغيف الخبز، الذى كان 30 قرشًا للرغيف، وأصبح الآن 24.5 قرش. بدأت وزارة التموين فى تفعيل بطاقات الصرف الآلى لرغيف الخبز فى الشهور الأخيرة من العام الماضى، وتوقعت قياداتها أن تقضى هذه التجربة على الفساد والسرقة، لكن الواقع يثبت أن شيئًا لم يتغير، فتعددت شكاوى المواطنين، من تطبيق منظومة «الكارت الذكى»، ومنها شكوى «أحمد محمد أحمد» الذى أكد لنا، أن بطاقته لا تعمل منذ 15 يومًا، ولم يستطيع صرف الخبز المخصص لعائلته، وعندما توجه لمقر الشركة المنتجة للكروت.. أبلغوه أن الكارت يحتاج إلى عملية تنشيط، وبعد إجراء هذه العملية لن يستطع صرف رصيد الخبز السابق. فى المقابل قالت «إيمان عبدالله» من العباسية، إنها كانت قد استصدرت فى السابق بطاقة ورقية لخمس أفراد، لكنها فوجئت بأن البطاقة الذكية الخاصة بأسرتها مسجل بها 4 أفراد فقط ولم يخطرها أحد بالسبب. بيزنس سرقة الرصيد قبل تطبيق المنظومة الجديدة، كان أصحاب المخابز يحصلون على الدقيق المدعم مقابل 16 جنيهًا للجوال الذى يزن 100 كيلو جرام، وكان يباع رغيف الخبز مقابل 5 قروش، وعملية السرقة الوحيدة التى تتم عبر هذه الآلية، تتمثل فى قيام أصحاب المخابز ببيع جزء من حصة الدقيق، بينما المنظومة الجديدة، فتحت الباب لعملية سرقة أكبر بكثير، حيث يتم صرف الجوال الواحد وزن ال 100 كيلو جرام حاليًا بسعر 260جنيهًا، ومن المفترض أن معدل إنتاج الجوال الواحد 1250 رغيفًا، ويتم بيع الرغيف مقابل 5 قروش أيضًا، ويتم صرف 24،5 قرش من هيئة السلع التموينية التابعة لوزارة التموين مقابل كل رغيف خبز تنتجه المخابز. آلية السرقة فى المنظومة الجديدة تتم عبر عدة عمليات، تبدأ بشحن الرصيد فى ماكينات أصحاب المخابز، عن طريق الكروت المستبدلة أو الموجودة لدى البقال، والتى تسهم فى النهاية فى رفع حصة الدقيق للمخابز، وكذلك قيمة الدعم عن الأرغفة الوهمية التى يفترض أنها ذهبت للمواطنين. المدهش أن عمليات بيع أرصدة الكروت الذكية تحولت إلى ظاهرة طاغية فى وقت قياسى، وتطور الأمر إلى عملية سرقة الأرصدة، أو شراء البطاقات، وهو ما أكده لنا «ع، أ» والذى أوضح أن هناك بعض الأشخاص يبيعون ال 1000 رغيف على البطاقات مقابل 80 جنيهًا، ويلعب «البقال» دورًا مهمًا فى هذه التجارة باعتباره الوسيط الطبيعى بين صاحب البطاقة وصاحب المخبز.. وتجار الأرصدة أيضًا. «البقال» هو شيخ حارة البطاقات الذكية، يعرف سكان منطقته.. ويحتفظ فى سجلاته بأعداد كل أسرة، وهو المسئول عن استخراج بطاقاتهم.. وتسليمها، وجمعها وقت اللزوم بحجة تحديث البيانات، وكل هذا جعل منه الحلقة الأقوى فى عملية تسجيل رصيد البطاقات على ماكينات الصرف الآلى، وبإمكانه استغلال هذا الرصيد لصالح أصحاب المخابز.. ليصرفوا الدعم المستحق من الوزارة. المدهش فى تلك العملية أنه يمكن إضافة رصيد الكارت الواحد لأكثر من ماكينة، وهو ما يدفع المتاجرين بخبز الغلابة لتسجيل رصيد البطاقات فى أكثر من مخبز ويتقاضون المقابل. الحيلة الثانية التى يستخدمها المتربحون من المنظومة الجديدة تتمثل فى قيام بعض أصحاب محلات التموين «البقال» بتحرير محاضر بفقد عدد من البطاقات المسجلة لديهم، وباعتباره الوسيط بين المواطن ووزارة التموين، فإنه يحق له فى حال فقد البطاقة، أن يستخرج بدل فاقد من الوزارة أو الشركة المنظمة لعملية الكروت. بالفيديو: شحن رصيد 500 بطاقة فى أقل من ساعة تمكنت «الصباح» من الحصول على «فيديو» يظهر عملية شحن الرصيد بماكينات المخابز، بعمليات تجاوزت ال 500 بطاقة فى أقل من ساعة. ويظهر فى الفيديو أحد العاملين فى مخابز القاهرة، وهو يجرى عملية شحن البطاقات فى ماكينة المخبز، لتسجيل عدد الأرغفة المستحقة لكل بطاقة، علما بأن المخبز لم ينتج هذه الكميات من الخبز، ولم تسلم لأصحابها، بينما يتم صرف المقابل المادى المستحق عن هذه الأرغفة من الوزارة التى تضيف النسبة المالية المستحقة لعدد الأرغفة إلى حساب أصحاب المخابز. وهى عملية يتم تنفيذها على نطاق واسع جدًا فى القاهرة والجيزة، من أجل الفوز بأموال الدعم بطرق ملتوية. ويظهر فى «الفيديو» صوت إحدى السيدات - يبدو أنها صاحبة مخبز - تتحدث عبر التليفون، قائلة: «أيوه يا ابنى أبقى عدى علينا عشان تضرب لنا 15 ألفًا، واتصل بالواد بتاع سمارت عشان ييجى يضرب لنا 20». مفاجأة أخرى يكشف عنها أحد أصحاب المخابز «ع، أ» وتخص السرقة من خلال برامج، تقوم بشحن ماكينات أصحاب المخابز، برصيد كبير يوميًا، وأكد أن أصحاب المخابز لا يعرفون آلية عمل هذه البرامج، وبعض الأشخاص التابعين للشركات المنفذة لمشروع «الكروت»، يقومون بالاتفاق معهم، لبيع البرامج مقابل مبالغ مالية طائلة، ويتم تثبيت هذه البرامج على الماكينة، وتقوم بالشحن يوميًا بصفة منتظمة طبقًا للعدد المحدد لشحنها، والذى يترجم إلى عدد أرغفة، ومن ثم يصرف صاحب المخبز مبالغ الدعم من الوزارة. شعبة المخابز تكشف المستور.. «والتموين» تتوعد المتجاوزين أكد عطية حماد، رئيس شعبة مخابز القاهرة، أن الوزارة استعانت بالمنظومة الجديدة لتحسين الخدمة للمواطن وأصحاب المخابز فى ذات الوقت، إلا أن بعض أصحاب المخابز استغلوا الثغرات الموجودة فى النظام الإلكترونى للتربح على حساب البسطاء. وأضاف، أن أصحاب المخابز ليسوا على دراية كافية بهذه الثغرات، والتى تحتاج إلى وعى خاص بهذه الماكينات وطرق عمل البرنامج الإلكترونى، لكن بعض العاملين بالشركة المنفذة للمشروع هم من فتحوا باب التلاعب. ولفت إلى وجود بطاقات وهمية كانت تستخدم فى تسجيل كميات تصل إلى 450 ألف رغيف، وأخرى تصل إلى 600 رغيف، بحسب تأكيدات بعض أصحاب المخابز له، وكان يتم استخدامها من خلال برنامج النظام القديم، ونبه لضرورة غلق كل المخابز التى تتورط فى هذا الأمر، والذى يعد من جرائم سرقة المال العام. فى المقابل يقول محمود عبدالعزيز، وكيل أول وزارة التموين ورئيس قطاع الرقابة والتوزيع بالقاهرة، إن هناك بعض الثغرات فى أى نظام جديد، ويتم تلافيها بمرور الوقت، وأكد أن حملات التفتيش والرقابة التى تقوم بها الوزارة، تحاول الوقوف على هذه الثغرات وسدها فى الوقت الراهن ومحاسبة من يستغلونها. واعترف وكيل الوزارة بأن بعض أصحاب المخابز يقومون بهذه العمليات من أجل صرف أكبر عائد من الوزارة مقابل الكمية المنتجة، فى المقابل تم القبض على عدد كبير من المتجاوزين خلال الأيام الماضية فى محافظتى القاهرة والجيزة. عصابات بيع «السوفت وير» كشفت مصادر ل«الصباح» عن ضبط 5 عمال فى شركة الكروت الذكية، الأسبوع الماضى، بتهمة المتاجرة فى «الفلاشات» التى تحمل النظام القديم للكروت «السوفت وير»، موضحة أنهم كانوا يشحنون ماكينات أصحاب المخابز مقابل مبالغ مالية كبيرة، وتم احتجازهم فى قسم شرطة السيدة زينب، وأحيلوا إلى النيابة. وقال موظفون فى الشركة، إن المضبوطين الخمسة كانوا مندوبين لدى الشركة، وليسوا موظفين، إلا أنهم تمت الاستعانة بهم بسبب ضغوط العمل، وعدم قدرة الشركة على تغطية جميع الأنشطة، فيما أكدت مصادر أمنية حبس 4 منهم فقط، لتورطهم فى بيع برامج مخصصة للماكينات الآلية، والتى تضيف رصيدًا إلى حساب صاحب المخبز، ما يترجم بعدها إلى مبالغ مالية مستحقة. أصحاب المخابز فى نعيم يؤكد لنا الحاج أشرف على، صاحب أحد المخابز فى منطقة الشرابية، أن هناك عمليات تلاعب يقوم بها بعض الأشخاص، من خلال شحن رصيد ماكينات المخابز، دون انتاج خبز، مقابل أجر معين يتم الاتفاق عليه، والموضوع فى النهاية بسيط.. يتم وضع الكارت على الماكينة فيضيف الرصيد المستحق للكارت لرصيد صاحب المخبز، من خلال عملية الخصم من الرصيد العام المسجل على الماكينة، والذى تم وضعه فى المطحن أثناء شراء الدقيق. وأكد صاحب المخبز أن بعض البطاقات يمكن شحنها فى أكثر من ماكينة فى ذات الوقت، لوجود ثغرات فى نظام الشركة، الذى يقبل البطاقة فى أكثر من ماكينة، وقد أكد عدد كبير من المواطنين أنهم صرفوا «حصة» الخبز المستحقة لهم من أكثر من مخبز فى اليوم الواحد، دون أية عقبات، ودون اكتشاف الأمر. وأشار صاحب المخبز إلى أن ما يدفع أصحاب المخابز لهذه الحيلة هو المبالغ المالية الكبيرة التى تقدمها الوزارة مقابل كل جوال يتم خبزه، والتى تبلغ 306 جنيهات عن كل جوال، طبقًا للكمية المنتجة من ال 100كيلو جرام، والتى تبلغ 1250 رغيفًا، خاصة أن هناك بعض المخابز تصل حصتها اليومية إلى نحو 25 جوالًا وهو ما يعنى أن العائد يقارب 7625 جنيهًا. فيما أكد الحاج عطية حماد، أحد أصحاب المخابز بمنطقة الوايلى، أن هناك الكثير من الحيل التى يلجأ إليها بعض أصحاب المخابز بالتعاون مع مندوبين من الشركة المنفذة للمنظومة، للتلاعب بالماكينة والكروت، لشحن الرصيد عن طريق الأكواد لحساب الماكينات من خلال التحكم فى النظام، والذى يتضمن حساب خاص لكل ماكينة تابعة لمخبز. وأوضح، أن هناك عددًا من البطاقات يتم من خلالها تسجيل مليون رغيف يومى، وهى مستخرجة بشكل غير رسمى، وهذه البطاقات كانت تباع بنحو 250 ألف جنيه، علما بأن عائد المليون رغيف يصل إلى 245 ألف جنيه يوميًا طبقًا مقابل الرغيف الواحد الذى يبلغ 24.5 قرش. موضحًا أن هذه العملية لا يمكن أن تتم إلا عبر بعض الأشخاص الذين يتحكمون فى برنامج النظام من داخل الشركة المنفذة، أو من خلال سرقته والتحكم فيه عبر متخصصين. حيلة أخرى يكشفها أصحاب مخابز - نحتفظ باسمه - حيث قال لنا إن العمليات التى كانت تتم من خلال كارت المليون، كانت بسعر 40 جنيهًا لكل ألف رغيف بدلًا من 80 جنيهًا مقابل البطاقات المتعددة التى تجمع من المواطنين، ومن يقومون بجمع البطاقات من مكاتب «بقال التموين» يتقاضون 80 جنيهًا عن كل ألف رغيف يتم إضافتها لرصيد صاحب المخبز، فيما يتقاضى من يحصل على بطاقة المليون مبلغ أقل وهو 40 جنيهًا فقط، نظرًا لسهولة العملية وإمكانية تسجيلها فى أكبر عدد من الماكينات فى ذات اليوم. التربح من المنظومة الجديدة للخبز.. لم يخلُ من الاستعانة بالحيل القديمة.. وأبرزها الغش فى وزن الرغيف، وهى الحيلة التى أطلعنا عمال الأفران على تفاصيلها، إضافة إلى أساليب خداع مفتشى التموين. «محمد سيد» أحد العاملين بالأفران بمحافظة القاهرة، يقول: غالبًا ما تتم مطابقة الوزن فى الساعتين الأولى والثانية من ورديات عمل المخابز.. والتى تشهد مرور مفتشى التموين، بعدها يتم تخفيف وزن الرغيف، فبدلًا من أن ينتج الجوال الواحد، 1250 رغيف خبز، ينتج نحو 1500.