*مطالبة سلفية لبرهامى بإلغاء فتواه السابقة بتحريم الخروج على الرئيس *أبناء الدعوة يطالبون باعتذار رئاسى عن زيارة الكنيسة وتعهد بعدم تكرارها *رئيس «النور» يدعو إلى اجتماع لتهدئة غضب الشباب ومطالبتهم بتجاوز الأزمة لحين انتهاء الانتخابات فتحت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكاتدرائية المرقسية، فى ليلة الاحتفال بعيد الميلاد، باب التفاؤل لدى الأقباط فى بناء علاقة ود قوية مع مؤسسة الرئاسة، خاصة أنها المرة الأولى التى يشارك فيها الرئيس فى الاحتفالات، إلا أن الزيارة نفسها أشعلت نار الغضب فى قلوب العديد من شيوخ التطرف، خاصة المؤيدين لجماعة الإخوان الارهابية، بالإضافة إلى المحسوبين على التيار السلفى، الذى يحرم بعض قياداته تهنئة الأقباط بأعيادهم. وسرعان ما تحولت الزيارة من مصدر للبهجة، إلى معركة سياسية، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية، وكان ظاهر المعركة هو الدفاع عن الدين، بينما كان باطنها هو محاولة استصدار فتوى تبيح الخروج على السيسى، وإلغاء الفتوى السابقة، التى أصدرها نائب رئيس الدعوة السلفية، ياسر برهامى، بعدم جواز الخروج على الرئيس، ما أثار فتنة داخل «الدعوة السلفية»، يتردد وقوف «الإخوان» وراءها. ومن جهتها، تخشى قيادات سلفية أن تؤدى الفتنة إلى تفرق الصف السلفى، بين الدعوة من جهة، وحزب النور من جهة أخرى، بالإضافة إلى انعكاسها على الانتخابات البرلمانية المقبلة، مشيرة إلى أن هذه الفتنة هى محاولة جديدة من الإخوان للانتقام من الدعوة وحزبها، بسبب مواقفهم المؤيدة لعزل الرئيس الأسبق محمد مرسى من السلطة، وأن الجماعة وجدت فى زيارة السيسى إلى الكاتدرائية، مبررًا للوقيعة بين السلفيين وشيوخهم. ويبدو أن المحاولات الإخوانية نجحت بالفعل هذه المرة، فى تقسيم الصف السلفى إلى 3 أجنحة، الأول يقوده الشيخ ياسر برهامى، والثانى يتزعمه الشيخ محمد إسماعيل المقدم، والثالث يتبناه الدعاة الذين فقدوا منابرهم، بسبب الممارسات السياسية لقيادات الدعوة، واتخذت الأجنحة الثلاثة من مواقع التواصل الاجتماعى منصة لتبادل الاتهامات. وكشفت قيادة سلفية، تحفظ على ذكر اسمه، عن انقسام أبناء الدعوة بين مؤيدين للسيسى، وهو الاتجاه الذى يتزعمه كل من الشيخ ياسر برهامى، والشيخ عادل نصر، وانضم إليهما مؤخرًا الشيخ أحمد فريد، وأعضاء حزب النور المستقيلين من الدعوة، وفى المقابل يوجد تيار آخر يرفض كل ما ترتب على ثورة 30 يونيو، ويؤيد الإخوان دون إعلان الموقف صراحة، خوفًا من البطش بهم، وعلى رأسه الشيخ إسماعيل المقدم، والقيادى سعيد عبدالعظيم، ورجب أبو بسيسة، وغيرهم آخرون. وأكدت أن الخلاف وصل إلى أخطر مراحله، الأسبوع الماضى، بعد زيارة الرئيس للكاتدرائية، والتى تسببت فى مطالبة عدد من أعضاء الدعوة الموالين للإخوان، بإعلان الموقف الرسمى للدعوة فى بيان رسمى، يرفض تلك الزيارة، ويواجه الرئيس بأخطائه، ويطالبه بالاعتذار والتوبة، والتعهد بعدم تكرار هذا الأمر، ما أثار جدلا كبيرًا داخل الدعوة، فى ظل سفر برهامى إلى السعودية، والذى يمنع أى خروج عن الحاكم، ويحرمه، منذ تولى السيسى للحكم. ورغم وقوف قيادات كبيرة من الدعوة وراء الطلب، إلا أنه تم رفضه، والتصدى له من جانب قيادات حزب النور، وعلى رأسهم الدكتور يونس مخيون، والشيخ عبدالمنعم الشحات، خوفًا من تداعياته السلبية على الحزب، الذى يسعى إلى تهدئة الأوضاع، وعدم إظهار أى موقف متشدد للدعوة، لحين انتهاء المعركة الانتخابية. وتسبب موقف «النور» المتوافق مع مواقف برهامى، فى إشعال غضب بعض أعضاء الدعوة، الذين قرروا إعلان مواقفهم على صفحاتهم الشخصية على موقع «فيسبوك»، وعلى صفحات الجرائد، وهى لم تكن المرة الأولى التى يعترض فيها أعضاء فى الدعوة على الموقف الرسمى لها، حيث سبق أن طلب عدد من أبناء الدعوة رفض تصريحات الرئيس فى احتفالات المولد النبوى، ودعواته إلى تجديد التراث، وعدم التمسك بالأفكار الخاطئة التى تم تقديسها، ما تم رفضه أيضًا من جانب القيادات. وأججت الخلافات المتتالية بين الشباب والقيادات صراعًا تلقفه مؤيدو الإخوان، واستغلوه لتشويه صورة قيادات الدعوة، الداعمين لنظام السيسى، وبالفعل أعلن عدد منهم موقفه صراحة، مثل الشيخ رجب أبو بسيسة، الذى وجه رسالة إلى الرئيس قال فيها «شعبيتك تتراجع، وأفعالك تحتاج إلى مراجعة، وحديثك فى المولد النبوى، وحضور القداس فى الكاتدرائية دليل تخبط وعشوائية»، وطالبه بأن يسأل أهل العلم عن تلك الأمور. وسبق انتقادات أبو بسيسة للسيسى، انتقادات أخرى للقيادى السلفى سامح عبدالحميد، الذى طالب الدعوة بأن تعلن فى بيان رسمى رفضها لتلك الزيارة، كما دعا الرئيس إلى التوبة، واتهمه بمنع مشايخ السلفية من اعتلاء المنابر ومحاباة المسيحيين، كما أعلن القيادى أحمد الشحات رفضه لتهنئة الأقباط بعيدهم، ورفض الدكتور سعيد عبدالعظيم دعوة الرئيس إلى «ثورة دينية» على الأفكار التى تم تقديسها، والمفاهيم الدخيلة على الإسلام. وأشارت القيادة السلفية، إلى أن تصريحات القيادات الموالية للإخوان، أحرجت حزب النور، والقيادات المؤدة للنظام، خاصة برهامى، الذى أجرى اتصالا بأحد قيادات الدعوة، لمنع أى عضو من الإدلاء بأية تصريحات لحين عودته من السفر، وعدم الإعلان عن أى موقف للدعوة تجاه أية قضية. وأكدت أن اتصال برهامى أعقبه انعقاد عدة اجتماعات، بحضور الدكتور يونس مخيون، رئيس الحزب، ونادر بكار، وعدد من قيادات مجلس شورى الدعوة فى الإسكندرية، لرأب الصدع الذى حدث، ومنع تلك التصريحات التى وصفوها بأنها تصب فى مصلحة أعداء حزب النور، والتيار الإسلامى، خاصة أنها مصوبة نحو شخص السيسى، كما دعت إلى اجتماع مع برهامى فور عودته من الخارج، يحضره كل الأعضاء، لتوضيح الأمر، وتأكيد أهمية الوقوف خلف الحزب، لضمان استمرار تواجد التيار الإسلامى فى المشهد السياسى، بدلا من القضاء عليه، على أن يجرى الاجتماع عقب اللقاء الذى يجمع قيادات حزب النور مع برهامى، للوقوف على نتائج زيارته إلى السعودية. وأشارت إلى أن مؤيدى الإخوان فى الدعوة يعملون على تشديد حدة الخلاف، وجذب أكبر عدد من أعضاء التيار السلفى لصالحهم، حتى يستطيعوا مواجهة «اللوبى» الذى يقوده برهامى، لأنهم يعتبرونه أضر بالدعوة، بعد أن خلط بين العمل الدعوى والسياسى، وتحالف مع النظام، ورضخ لما يقوله، وتجاهل تجاوزاته التى تتنافى مع أصول التيار السلفى ومبادئه. وفى الجانب الآخر، قال القيادى فى حزب النور، محمد بدر: إن ما بدر من أعضاء الدعوة السلفية، لا يمثل سوى آرائهم الخاصة، بعيدًا عن المواقف الرسمية للدعوة، والتى تعلن عنها القيادات، مؤكدًا أن الدعوة والحزب مختلفان تمامًا، فالأولى عملها دينى دعوى بحت، أما الحزب فهو سياسى، ولا علاقة له بما يدور بين قيادات الدعوة الدينية.