*رئيس جامعة الأزهر: «نكتة » .. ولو شيد الأتراك 100 مؤسسة فلن تسحب البساط من الأزهر أعلن الدكتور محمد غورماز، رئيس مديرية الشئون الدينية التركى، مؤخرًا عن عزم بلاده تحويل جامعة 29مايو إلى جامعة إسلامية دولية لكى تنافس جامعة وجامع الأزهر الشريف فى مصر، فيما قال موقع مجلة «المونيتور» الأمريكية على الإنترنت إن التوتر بين أنقرة والقاهرة يتخذ منحنى جديدًا يتعلق بالأزهر بعد إعلان وزارة الشئون الدينية الإسلامية التركية اعتزامها إنشاء جامعة إسلامية فى إسطنبول . وأضاف الموقع أن تصريحات مسئولين أتراك أفادت بأن الجامعة الجديدة ستحل محل الأزهر الذى اتهموه ب«تضاؤل دوره فى العالم الإسلامى وهو ما أثار غضب الدوائر الدينية فى مصر»، ونقل الموقع عن عبد الحى عزب رئيس جامعة الأزهر، فى مكالمة هاتفية، وصفه للخطوة التركية ب «النكتة»، مشيرًا إلى أن «الأزهر يتمتع بقيمة تاريخية عظيمة، ويمتد دوره المؤثر فى العالمين العربى والإسلامى لأكثر من 1000 عام». وأضاف عزب: «حتى لو شيدت تركيا 100 مؤسسة تعليمية، وأسستها بأفخم الأثاث، وأحدث التكنولوجيا، لن تكون قادرة على سحب البساط من الأزهر، لأن القيمة التاريخية لا تعتمد على الموقع، بل على الوضع، وهناك أكثر من مائة جامعة للدراسات الدينية فى العالم فهل استطاعت إحداها التنافس مع الأزهر أو تهديد وضعه؟». وأضاف «عزب»: « أتمنى أن تبنى كل دول العالم جامعات إسلامية فى مثل منهج الأزهر المعتدل، ولن يؤثر ذلك عليه بأى حال، لا سيما وأنه يمتلك قيمة تاريخية فى قلوب المسلمين فى شتى أرجاء الأرض» . ومن جانبه قال الدكتور أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء ورئيس جامعة الأزهر الأسبق: «ليس هناك أى جامعة فى العالم يمكنها منافسة الأزهر،أو أن تبلغ ما آلت إليه الجامعة العريقة»، مشيرًا إلى أن «الأمة الإسلامية تتعرض لهجمة تستهدف النيل من مقدساتها خاصة الأزهر الشريف لأن البعض يريد أن يحوّل مرجعية الأمة الإسلامية من الأزهر إليه، لتكون له الزعامة، ولكن الأزهر باقٍ وهو مرجعية المسلمين العلمية والفقهية والدينية، ولن يستطيع أحد أن ينال منه لأن الله تعالى أراد له أن يكون هو المدافع عن صحيح العقيدة والحصن الحصين لها وسيحميه الله فى مواجهة أعداء الدين». وأشار «هاشم» إلى أن «علماء الأمة الإسلامية الذين نشروا ولا يزالون ينشرون المنهج الوسطى المعتدل الصحيح للإسلام فى كل دول العالم، هم من خريجى الأزهر الذين تعلموا واستقوا علمهم منه، ولا يزال طلاب العلم فى كل الدول يأتون إلى الأزهر ليدرسوا فيه ويتعلموا منه ليكونوا سفراء للأزهر فى بلادهم، وهؤلاء الطلاب لن يغيروا اتجاههم إلى مكان آخر لأن الأزهر الشريف يزخر بعلم وعلماء وتراث مختلف». ومن جهته، وصف الدكتور إبراهيم الهدهد، نائب رئيس جامعة الأزهر، إنشاء تركيا جامعة على غرار «الأزهر» بأنه «ليس بالأمر الجديد، بل إن هناك تجارب موجودة فى عدة دول بداية من السعودية فى حقبة الثمانينيات مرورًا بماليزيا وباكستان، فالأزهر لا يملك منع إنشاء أى جامعة إسلامية فى دول العالم، لكنه يملك حق الإقرار بهذه الجامعات من عدمه». وأوضح الهدهد أن «الجامعة التى تعتزم تركيا إنشاءها لن تؤثر إطلاقا على دور جامعة الأزهر الدعوى، وإعلان هذا الأمر فى الوقت الراهن يأتى فى إطار الحرب السياسية، ولكن تركيا لن تفلح فى هذا الأمر، ولا يمكنها منافسة الأزهر». وبشأن احتمالية تعاون جامعة الأزهر مع الجامعة التركية الجديدة مستقبلًا، أجاب الهدهد، أن «موقف الأزهر تجاه الجامعات التركية واضح، إذ أننا نرفض التعامل مع أى جامعة تركية منذ نحو عامين». فيما قال الدكتور بركات دويدار عضو هيئة كبار العلماء وأستاذ الفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين أن «محاولات النيل من الأزهر ليست وليدة اليوم وليست جديدة، وإنما منذ عهود وهناك دول تريد أن تنال من المؤسسة الأزهرية». ولفت دويدار إلى أن «الأزهر الشريف له فضل كبير فى حفظ صحيح الدين، لأن وسطية الأزهر من وسطية الإسلام فقد ظل محافظًا على مبدأ الاعتدال ووسطية الإسلام منذ إنشائه وهو سر بقائه حتى اليوم، ومن يحاول النيل من الأزهر سواء بتهميشه أو بانتقاده لن ينجح، كما أن فكرة إنشاء كيان أو جامعة كجامعة الأزهر لن تنجح، فهناك مدارس إسلامية منتشرة فى كل دول العالم، ولكن لا يتجه إليها إلا القليل والجميع يتجه للدراسة والتعلم بالأزهر الشريف». وفى سياق متصل، أكد الدكتور محمد مزروعة أستاذ العقيدة والفلسفة الإسلامية بكلية أصول الدين أن «وجود الأزهر منذ أكثر من ألف وستين عامًا يعنى أنه الملاذ للأمة الإسلامية والحارس على وسطية الإسلام، وأعتقد أن إنشاء جامعة حديثة تريد أن تأخذ من الأزهر مكانته فكرة لن يكتب لها النجاح، فهو ليس مجرد جامع أو جامعة تدرس فيها العلوم الشرعية، ولكنه تاريخ طويل من العلم وعلومه ومناهجه هى أم العلوم فى العالم، وما من جامعة من جامعات العالم إلا وبها كتب ومناهج من علوم الأزهر، فمعظم المناهج التى تدرس بالجامعات الإسلامية فى العالم مأخوذة من علوم الأزهر». فيما أكد الباحث الصومالى عبد الرحمن تروى، الحاصل على درجة الماجستير من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر أن «الأزهر هى الجامعة الأم التى تدرس العلوم الشرعية، وجميع الطلاب الوافدين إلى مصر يأتون إلى الأزهر للدراسة نظرًا لمعرفتهم أن الأزهر هو مركز الإشعاع الحضارى والتنويرى للعالم الإسلامى برمته». فيما أكد الطالب الباكستانى محمد هيومان الطالب بكلية أصول الدين أن «الأزهر بوسطيته واعتداله يعد بمثابة حلم للجميع فى القدوم إلى مصر للدراسة فيه، لافتًا إلى «أن وجوده للدراسة بالأزهر جعله يستقى المنهج الوسطى المعتدل ليكون سفيرًا أزهريًا فى باكستان». بينما قال الطالب أحمد عمران بالفرقة الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية، وهو من الهند، أن «دراسته فى جامعة الازهر فخر له لأنه يتعلم فى أعرق جامعة فى العالم»، لافتًا إلى أن «سبب قدومه للدراسة بالأزهر لكونها هى الجامعة الإسلامية الوحيدة التى تدرس العلوم الشرعية بمفهومها الوسطى المبسط المعتدل، فتركيا مهما فعلت فلن تسحب البساط من جامعة الأزهر تلك الجامعة العريقة».