لا يزال تنظيم «أنصار بيت المقدس» الإرهابى بمثابة شبح أسود تظهر بصماته مع كل تفجير ومذبحة دامية ضد قوات الجيش والشرطة، التى تواصل ملاحقتها لعناصر الجماعة بتهمة الإرهاب الذين يبلغ عددهم 200 شخص وفقًا للقضية رقم 423 لسنة 2014 أمن دولة عليا، والتى تم تحويلها لمحكمة الجنايات. الأمر الذى لم يلاحظه الكثيرون على الساحة الأمنية أن من بين أعضاء هذا التنظيم ضباط مفصولون من الخدمة العسكرية والأمنية، وهم من يشكلون رءوس الحربة والقتال داخل التنظيم، إذ إنهم على معرفة بالخطط العسكرية والأمنية وتكتيكاتها بكل التفاصيل الدقيقة. ووفقا لمعلومات حصلت عليها «الصباح» فإن ضابط صاعقة مفصول يدعى هشام عشماوى متهم بالتورط فى تنفيذ مذبحة «كرم القواديس» فى سيناء، والتى راح ضحيتها 31 ضابطا ومجندا، واتضح أن المتهم مدرج فى قضية أنصار بيت المقدس ويحمل رقم 9 ضمن قائمة المتهمين بالقضية المذكورة. ووفق الأوراق الرسمية، فإن اسم الضابط المفصول كاملاً، هو: هشام على عشماوى مسعد إبراهيم، واسمه الحركى «شريف أبو مهند»، وهارب من قضية أنصار بيت المقدس ويبلغ من العمر 34 عامًا، تم فصله عام 2009 لأسباب نفسية، عقب نقله من سلاح «الصاعقة» إلى سلاح «الدفاع الشعبى». ووفقا لمعلومات أمنية فإن الضابط السابق سافر إلى سوريا 2009 وعاد خلال حكم الرئيس المعزول محمد مرسى، وتنقل بين سيناءوالقاهرة، وخطَّط لعدة عمليات إرهابية، أبرزها «محاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، فى سبتمبر 2013، وحادثة الفرافرة، والتخطيط لتفجير مديرية أمن القاهرة. وقالت مصادر أمنية مطلعة: إن عشماوى أحد أبرز المتورطين فى عملية «كرم القواديس» بالتخطيط والتنفيذ والتمويل، وهى العملية التى نفذتها ثلاث مجموعات، يتراوح عدد ها من 16 إلى 20 شخصا، هاجموا الكمين على ثلاث مراحل، بالاستعانة بعناصر غير مصرية، مشيرة إلى أن زوجة هشام تم التحقيق معها أكثر من مرة، وأن الأجهزة الأمنية تكثف إجراءات البحث عنه. وأوضحت المصادر إلى أن خبرة الضابط السابق ساهمت فى التخطيط الجيد للعملية بالتعاون مع عناصر خارجية، مشيرة إلى أن عناصر غير نظامية تم تدريبهم على أعلى مستوى، مدعومين بالمال والسلاح والمتفجرات، هم من نفّذوا العملية.