-الاستقلال مفتوح رغم صدور حكم ب«إغلاقه».. و«الأصالة» لا يعرفه جيرانه .. والفضيلة «تحت السلم» ومعروض للبيع عقب ثورة 25 يناير، ظهرت على الساحة السياسية فى مصر مجموعة من الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية، أو كما يسمونها «الأحزاب الدينية»، أبرزها « الوسط، الأصالة، الفضيلة، البناء والتنمية، النور السلفى، الوطن، الاستقلال «العمل سابقًا، الحرية والعدالة» ، وتعاظم دورها فى المشهد السياسى عقب وصول الإخوان إلى سدة الحكم، لدرجة أنها فازت بالأغلبية فى برلمان 2012، إلا أنه عقب ثورة 30 يونيه اختفت هذه الأحزاب من المشهد السياسى، خاصة أن غالبتها تم حله بمقتضى المادة « 74» من الدستور الجديد التى تحظر تأسيس أى حزب على أساس دينى، حتى ما تبقى منها على الساحة مثل حزب النور السلفى، يتبرأ من مرجعيته الدينية حتى يتمكن من البقاء فى المشهد السياسى، وخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، إلا أن غالبيتها اختفى وأصبحت مقراته « مهجورة».. وهو ما رصدته «الصباح» فى جولتها الميدانية داخل مقرات هذه الأحزاب. «الحرية والعدالة» «الصباح» بدأت جولتها من المقر الرئيسى لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، بمنطقة منيل الروضة، فوجدنا مقر الحزب الكائن بالدور الثانى من عقار مكون من طابقين فقط، مهجورًا لا يسكنه أحد، ووجدنا «يافطة» كبيرة مدونًا عليها اسم الحزب، لكنها ممزقة وملقاة فى ممر الباب الخلفى للعقار. تقابلنا مع « ألبير لطفى» ، مستأجر أحد المحلات فى العقار المجاور، قال: جماعة الإخوان المسلمين استأجرت العقار بأكمله، مشيرًا إلى أنهم اتخذوا من الدور الأرضى مخزنًا للكتب ومنشوراتهم الحزبية، ومستلزمات الطباعة الخاصة بجريدة الحرية والعدالة التى كانت تصدر عن الحزب، لافتًا إلى أن الطابق الثانى كان مقسمًا إلى جزءين أحدهما مخصص للجريدة، والآخر مخصص للحزب. وأضاف «ألبير» أنهم كانوا دائمًا ما يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات بعد صلاة العشاء، مشيرًا إلى أن العقار استرده صاحبه بعدما تركوه بعد ثورة 30 يونيه. صاحب محل «عصير» بجوار العقار، قال ل«الصباح» منذ أن جاءت الشرطة وأغلقت المقر، لم تفتح أبوابه مرة أخرى، ولم يتم تأجيره من قبل أى شخص أو جهة أخرى، متابعًا: كنت أتعامل معهم فى أضيق الحدود، وكانت علاقتى بهم فقط لا تخرج عن كونهم «زبائن» يشربون من عندى العصير، وكنت أتجنب الحديث معهم فى السياسة، لأنهم كانوا يجادلون دون فهم. شقة «الوسط» المهجورة بعدها ذهبنا إلى مقر حزب «الوسط» بشارع قصر العينى، ووجدناه عبارة عن شقة مهجورة فى الدور الأول بإحدى العقارات، ملصق بجوار بابها «بوستر» ممزق للحزب دون وجود أى علامات أخرى، وعلمت « الصباح» من أحد ساكنى العقار أن المقر تم تأجيره من قبل الحزب، ولكن بعد أن تم حظره وإغلاقه بحكم القانون، طالب مالك الشقة باسترعاجها خوفًا أن يقع تحت طائلة القانون، ومنذ ذلك الحين والشقة مغلقة. «نانا عبداللطيف» سكرتيرة فى شركة بالطابق الذى يعلو مقر حزب الوسط، قالت إن أعضاء الحزب كانوا يفتحونه ويغلقونه فى مواعيد محددة، وكانوا دائمًا ما يتجنبون الاحتكاك بقاطنى العقار سواء من أصحاب الشركات والمكاتب أو من ساكنى العقار. «أشرف» عامل بشركة فى العقار، أوضح أن الشقة تم إغلاقها بعد ثورة 30 يونيه، متابعًا: منذ ذلك الوقت لم يتردد أحد على هذا المقر، ولم يتم تأجيره لأى جهة أخرى، بسبب سمعتها السيئة - على حد تعبيره، بعدما داهمتها الداخلية وأغلقتها. الاستقلال مفتوح رغم حكم «إغلاقه» وعلى عكس مقرات حزبى «الحرية والعدالة، الوسط»، وجدنا المقر الرئيسى لحزب الاستقلال «العمل سابقًا» بحى جاردن سيتى، لا يزال مفتوحًا ويمارس نشاطه الحزبى رغم صدور حكم من محكمة القاهرة للأمور المستعجلة، بحظر نشاطه. حارس العقار الكائن به مقر الحزب، قال : المقر لا يزال مفتوحًا رغم أن الشرطة داهمته واعتقلت مؤسسة « مجدى حسين»، وأغلقت الشقة، إلا أن سكرتيرة الحزب تأتى فى صباح كل يوم، وتفتح مقر الحزب فى موعده المعتاد العاشرة صباحًا. وعقب الدكتور «أحمد الخولى» أمين تنظيم حزب الاستقلال، بأن الحزب لم يصله أى قرار من المحكمة المختصة بوقف نشاطه وإغلاق أبواب المقر، وأن الدستور مازال يحميهم وأن المحكمة الوحيدة المختصة بوقفهم وتجميد نشاطهم هى محكمة الدائرة الأولى من المحكمة الإدارية فقط. وأضاف: الحزب تعرض أكثر من مرة للإغلاق منذ عهد السادات، مرورًا بعهد مبارك، مشيرًا إلى أنهم لا يزالون يمارسون نشاطهم السياسى بالمقر الرئيسى للحزب ولن يتركوه مهما حدث. «الأصالة» المجهول وفى شارع أحمد الزمر بمدينة نصر، حيث مقر حزب «الأصالة»، وكانت المفاجأة أن الجيران فى الشقق المجاورة لشقة الحزب لا يعلمون إنها كانت مقرًا لحزب سياسى ينتمى إلى التيار الإسلامى، وكل ما ذكروه ل«الصباح» أن هذه الشقة مغلقة منذ فترة طويلة ولا يتردد عليها أحد، مؤكدين أنهم لا يعلمون أن كانت تتبع الحزب أم لا. موظف بإحدى الشركات الموجودة بالعقار، قال: كنت أعلم أن الشقة ملك لحزب سياسى، لكننى مش عارف اسمه، خاصة أننى طوال فترة تواجدهم بالعقار لم أتقابل مع أىِّ منهما، وكانوا دائمًا ما يغلقون أبواب الشقة على أنفسهم، ولا توجد لافتة على الشقة توضح إن كان حزبًا أم شركة. «الفضيلة».. تحت السلم وفى بدروم عقار بشارع عبد اللطيف حمزة بمدينة نصر، وجدنا مقر حزب «الفضيلة»، وعلمت «الصباح» أن الشقة مقر الحزب معروضة الآن للبيع أو للإيجار. موظف فى شركة للأدوات الكهربائية بالدور الذى يعلو مقر الحزب، أكد أن الشقة الموجودة تحت السلم - على حد وصفه، استأجرها حزب الفضيلة بعد ثورة 25 يناير، لكن قادة الحزب تركوها منذ أكثر من عام، ولا تزال مغلقة دون أن يتم تأجيرها.