ربما لأنه عاش أكثر من عشرين عاما الأول بين منافسيه على ساحة الغناء العربية.. يحتل النجم الكبير عمرو دياب مكانة خاصة لدى كل المهتمين بتاريخه وقيمته فى دنيا الغناء.. وربما للأمر نفسه يرفع كل محبيه الأقلام فى وجهه.. مع كل جديد يقدمه يتسرب إليهم الشعور معه بأنه يقدم به تنازلاً عن تلك المكانة التى حققها طوال سنوات عمره.. وبنفس المنطق قررنا أن نفتح ملفا جديدا ونضعه بأيدينا على مكتب الهضبة ليقرأ سطوره وما بينها لعلنا نساعده فى توضيح معلومات ونقاط ربما غابت عنه.. بدون مط أو تطويل -كعادة مسلسلات رمضان- احتل خبر خوض المطرب الأول عربيا دنيا الدراما التليفزيونية على شاشة رمضان المقبل بمسلسل يحمل اسم «الشهرة» كتبه الدكتور مدحت العدل ويخرجه أحمد نادر جلال، موقع الصدارة فى كل وسائل الإعلام التى وجدت فيه مادة خصبة لتحقيق نسبة متابعة عالية من جمهور الهضبة فى مصر والعالم العربى.. لكن الغريب أن النجم الكبير لم يفكر للحظة واحدة فى أن الخبر فى حد ذاته مرعب له على المستوى الفنى، وهو ما دفعنا لإيضاح النقاط التالى ذكرها.. أولا يخوض دياب التجربة للمرة الأولى فى مشواره -بعد التربع على النجومية- بدون حساب مسلسلى «أسف لا يوجد حل آخر وينابيع النهر»، فى موسم مزدحم بنجوم الصف الأول فى دنيا الدراما، منهم على سبيل المثال عادل إمام، محمود عبد العزيز، يحيى الفخرانى، أحمد عز، وتامر حسنى -ولنا معه وقفة طويلة فيما بعد-.. كل تلك الأسماء ألم يشعر معها الهضبة بالخوف، خاصة أن من بينهم الزعيم الذى يتربع بلا منافس على عرش الأعلى مشاهدة فى رمضان منذ عامين ماضيين ومعه الفخرانى والساحر، وهو الذى شهد كل النقاد فى حقه بأنه ضعيف تمثيليا -ليس للأمر علاقة بنجومية الغناء- فقال عنه طارق الشناوى: ذكاء عمرو دياب يظهر بوضوح فى ابتعاده عن التمثيل لأكثر من عشرين عاما، منذ آخر أفلامه «ضحك ولعب وجد وحب»، لأنه أخفق فى تحقيق خطوات إيجابية من خلال التمثيل، والدليل على ذلك أن مبيعات ألبوماته الغنائية أو حفلاته لا تقارن بإيرادات أفلامه، بل إن محمد فؤاد حقق نجاحات أكبر بكثير مما حققها دياب فى التمثيل لكن عمرو ابتعد قبل أن يوضع فى مقارنة بينه وبين أبناء جيله، وأراد أن يركز على الغناء، ليتفوق على الجميع ويظل على القمة.. أما ماجدة خير الله فكان رأيها فى موهبته التمثيلية: أرى أن عمرو دياب استوعب أن التمثيل ليس مجاله ولم يضف إليه ما كان يتمناه منه، ولذلك ابتعد عنه بعد تجارب عدة قدمها كلها كانت فى بداية مشواره الفنى، وأظن أن الفيلم الوحيد الذى ظهر فيه دياب بدور منطقى هو فيلم «العفاريت». ولم تتوقف نصائح محبى دياب بالابتعاد عن التمثيل والتركيز على الغناء خوفاً من حرق نفسه، وربما كان هذا هو السبب المباشر فى تحقيقه للقب الأهم على ساحة الغناء العربية.. فتجارب الهضبة التمثيلية لم تحقق أى نجاح لا على شاشة السينما ولا حتى عند عرضها على التليفزيون رغم وقوفه ذات مرة أمام العالمى عمر الشريف فى فيلم «ضحك ولعب وجد وحب» واتهمه البعض وقتها بأن كاميرا السينما لا تحبه -وهو تعبير شائع يقال عن قليلى الموهبة- وذلك على الرغم من خروج كليباته فى أحسن صورة ووقوفه دائما ملكا لموضة الكليبات الجديدة.. للأسف وقع النجم الكبير عقد المسلسل دون أن نسمع منه أو عنه مثلا أنه قرر الحصول على كورسات فى التمثيل سواء داخل مصر أو خارجها، فهل خانه ذكاؤه وهو أكثر ما يميزه، كان من السهل أن يقضى عدة أشهر قليلة فى دراسة التمثيل لصقل موهبته وعدم الظهور من جديد على الشاشة بعد عشرين عاما من الغياب كما تركها أول مرة.. فمن بين المعلومات الخطيرة التى عرفناها من مصادرنا أن دياب طلب من الدكتور مدحت العدل تقليل حجم الجمل الحوارية الخاصة به فى مشاهده خوفا من الإطالة فيها، وهو ما يسبب له إزعاجا؛ كما علمنا أن ترشيحات العمل لم تنته حتى الآن، لأن دياب يطلب من بعض أصدقائه من النجوم الكبار فى دنيا التمثيل الظهور معه كضيوف شرف فى المسلسل، وهو الطلب الذى يؤكد خوفه من مواجهة الجمهور ومحاولة إلقاء «الحمل» على نجوم كبار ليساندوه فى تجربته بخطف الكاميرا منه لعدة دقائق حتى لا تطول مدة بقائه على الشاشة كثيراً.. فإن كان كل هذا الخوف ينتاب فنانا بحجم وقيمة عمرو دياب فلماذا إذن كان التسرع فى التجربة التى ستكتب فى تاريخه رضى أم لم يرض؟.. فمن بين كل النجاح والتربع على القمة البيضاء سوف تظهر النقطة السوداء الدرامية فى تاريخه.. ومن بين الأخطاء التى وقع فيه دياب بتوقيعه عقد بطولة مسلسله الأول هو عرض المسلسل فى رمضان المقبل بجانب كل الأسماء سالفة الذكر، وبالأخص هنا تامر حسنى الذى خاض تجربة الدراما من قبل فى مسلسل «آدم» وحقق به نجاحا كبيرا وقتها لدرجة تعاونه مع الكبير الراحل أحمد فؤاد نجم فى كتابة تيترات المسلسل الذى تم بيعه لعدد كبير من القنوات بعد شهر رمضان ليعرض طوال العام فى مصر وخارجها.. يكره عمرو دياب فكرة المقارنة بتامر حسنى، فليس من الطبيعى مقارنة تاريخ عمرو دياب الطويل -30 سنة- بتاريخ تامر حسنى -10 سنوات- رغم نجاح الأخير وتخطيه حاجز المحلية والوصول للعالمية واعتلائه لقمة مطربى جيله؛ لكن بموقفه الجديد وخوضه للسباق الرمضانى المقبل الذى يتواجد فيه تامر بمسلسل «ياسين» سيضعه فى مقارنة معه من جديد، خاصة أن تامر له تجربة سابقة بجانب عدة تجارب سينمائية ناجحة، هذا بالإضافة إلى اقتراب أجر الاثنين فى دنيا الدراما وعدم وجود تفاوت كبير كما هو الحال مثلاً فى دنيا الحفلات اللايف وأجر الألبومات.. كل ما سبق هى بعض النقاط التى ذكرنا أننا نضعها أمام النجم الكبير عمرو دياب من أجل التفكير فيها بتأنٍ قبل خوض التجربة، ومادام أنه وقع العقد ولا مفر من الالتزام فعليه مراعاة تفاصيل صغيرة تصنع قمة جديدة أو نقطة سوداء فى رداء أبيض من النجاح.