حذر الدكتور نبيل العربى الأمين العام للجامعة العربية من خطورة تزايد معدلات البطالة فى الدول العربية بعد الأحداث الأخيرة التى شهدتها عدد من دول المنطقة . وقال العربي - فى كلمة ألقاها اليوم فى الجلسة الافتتاحية أعمال الدورة الأربعين لمؤتمر العمل العربي بالعاصمة الجزائرية بمشاركة وفود من 20 دولة عربية على رأسهم خالد الأزهري وزير القوى العاملة والهجرة المصري - إن البطالة أصبحت ظاهرة عامة تهدد السلم الاجتماعي فى الوطن العربي، مشيرا إلى أن الاحتجاجات الشعبية والتي شملت عدد من الدول العربية كانت تطالب بتحقيق العدالة الاجتماعية وتحقيق مستوى معيشي أفضل لهذه الشعوب مما أدى إلى قيام العديد من الحكومات العربية بمراجعة سياستها الاقتصادية والاجتماعية وإعادة النظر فى أولوياتها باتجاه تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية . وأضاف العربى فى كلمته -التى ألقاها بالنيابة عنه الدكتور محمد بن إبراهيم التويجرى الأمين العام المساعد للشئون الاقتصادية إن القمة العربية الاقتصادية التنموية الاجتماعية التى عقدت بالكويت عام 2009 أقرت البرنامج المتكامل لدعم التشغيل والحد من البطالة فى الدولة العربية واعتمدت الفترة 2010-2020 عقدا عربيا للتشغيل وخفض البطالة إلى النصف بحلول عام 2020 وإيجاد فرص العمل والحد من البطالة وتحسين ظروف وحياة العمال . وأشار إلى أن قمة شرم الشيخ الاقتصادية فى عام 2011 طالبت أيضا بدعم برامج التشغيل وبرامج مكافحة البطالة فى الوطن العربي وخفض معدلات البطالة على المستويين الوطني والعربي ودعا العربي إلى إتاحة الفرص أمام الشباب العربي لتمكينهم من المشاركة الفاعلة فى المجتمع وتوفير فرص العمل لهم باعتبار أن البطالة تمثل تهديدا جديدا للأمن والسلم الاجتماعي . من جهته ..أكد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة فى رسالة وجهها للمشاركين فى المؤتمر إلى أن انعقاد الدورة الأربعين لمؤتمر العمل العربي حلقة هامة في مسار العمل العربي المشترك و محطة متميزة في محطات الحوار و التشاور لكونها تضم كافة أطراف الإنتاج في الوطن العربي. وقال بوتفليقة فى رسالته التى قرأها نيابة عنه المستشار برئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي إن هذه الدورة تعد سانحة لتنسيق المواقف العربية إزاء التطورات التي تشهدها الساحة الاقتصادية والاجتماعية الدولية خاصة ما أفرزته الأزمة الاقتصادية الدولية من آثار و تداعيات على المؤشرات الاقتصادية و الاجتماعية في كافة بلدان المعمورة . وفى ذات السياق ..أعلن المدير العام لمنظمة العمل العربية أحمد محمد لقمان عن ارتفاع عدد العاطلين عن العمل بالوطن العربي من 14 بالمائة سنة 2010 إلى أكثر من 16 بالمائة في بداية 2013 بعد أن بلغ عدد العاطلين ما يقرب 20 مليون عاطل بسبب ما شهدته المنطقة من ثورات . وقال لقمان -فى كلمته فى أعمال المؤتمر إن واقع البطالة فى منطقتنا لا يعكس أزمة طارئة ولكنة محصلة لسياسيات اقتصادية واجتماعية لم تسحن التعامل مع المتغيرات المحيطة وأضحى الاهتمام بالبعد الاجتماعي لا يتناسب فى حجمه مع الخطاب الإعلامي . وأضاف " المعالجات كانت تميل إلى إعطاء البعد الأمني الاهتمام الأكبر على حساب البعد الاجتماعي فى الوقت الذى كانت ثمار التنمية لا تسقط الا على شريحة صغيرة جدا فى المجتمع" . ولفت إلى أن معدل البطالة سجل ارتفاعا ملحوظا بأكثر من 2 فى المائة وبزيادة ما يقرب من 3 ملايين عاطل خلال السنتين الماضيين فأصبح المعدل العام للبطالة فى المنطقة العربية أكثر من 16 فى المائة وقدر عدد العاطلين عن العمل بحوالي عشرين مليون عاطل وهو نتيجة حتمية لغياب الأمن والاستقرار وتراجع الاستثمار وإغلاق بعد المنشآت الإنتاجية وانتكاس السياحة وفقدان فرص التصدير وتراجع قطاع الإنشاءات وتنامي المطالب الفئوية والتراجع الكبير فى فرص تنقل الأيدي العاملة العربية جدير بالذكر أن جدول أعمال المؤتمر الدورة 40 لمؤتمر العمل العربي تتضمن بحث العديد من الموضوعات الهامة التي تحظى باهتمام أطراف الإنتاج في الوطن العربي ومنها تقرير المدير العام حول التنمية المتوازنة حول التنمية المتوازنة وتطلعات الشباب لتأمين فرص العمل اللائق وتقرير فني حول التأمين ضد التعطل وتقرير فني حول مستقبل التشغيل في ضوء المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية في الوطن العربي. كما ستناقش أعمال الدورة أيضا بصورة أولية مشروع اتفاقية عمل عربية بشأن الحماية الاجتماعية للعاملين بالقطاع غير المنظم كما يناقش تسمية أعضاء لجنة الخبراء القانونيين لمكتب العمل العربي (2013 2016) وتطبيق اتفاقيات وتوصيات العمل العربية، وسيتم خلال المؤتمر عقد مائدة مستديرة لمناقشة موضوع " تشغيل الشباب " بهدف الوصول إلى نتائج وتوجهات و أفكار تدعم تشغيل الشباب وتوفير فرص العمل اللائق لهم. وكان قد تم الاعلان الرسمي لقيام منظمة العمل العربي خلال مؤتمر وزراء العمل العرب الذي انعقد بالقاهرة عام 1971 وتضم في عضويتها جميع الدول العربية. وتعد هذه الهيئة احدى المنظمات العاملة في اطار جامعة الدول العربية ومن أهدافها تنسيق الجهود العربية في ميدان العمل والعمال وتطويرها بما يتلاءم و التطور الاقتصادي والاجتماعي، وتعمل منظمة المؤتمر العربى على تحسين ظروف و شروط العمل وتطوير تشريعات الدول الاعضاء و العمل على توحيدها.