اعتبرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية اتفاق الولاياتالمتحدة والصين بشأن كوريا الشمالية بمثابة اختبار لقدرة القوى العالمية على ترك سنوات من التنافس والخلاف جانبا، والاتحاد لدعم استقرار العالم. وأشارت -في تعليق على موقعها الإلكتروني السبت- إلى اتفاق الولاياتالمتحدة والصين على إخلاء كوريا الشمالية التي وصفتها بالعدوانية من الأسلحة النووية، قائلة إن هذا التحالف المؤقت يحمل الدولتين إلى مناطق طالما أثارت غضبهما على مدار عقود.
ورأت أن الحليفتين الجديدتين في حاجة إلى إزالة الخلافات الشائكة التي طالما اكتنفت علاقاتهما كدولتين تحتضن إحداهما سياسة السوق الحرة بينما تتبنى الأخرى الفكر الشيوعي، مشيرة إلى تنافسهما اقتصاديا، وإلى عزوف الصين عن التدخل العسكري في الصراعات الدولية أكثر من عزوف الولاياتالمتحدة.
ورجحت "ساينس مونيتور" أن تستمع كوريا الشمالية -المنعزلة عن العالم- حكومة وقيادة شابة إلى الصين التي تمثل شريكا اقتصاديا ودبلوماسيا رئيسيا وشريان حياة يربطها بالعالم الخارجي أكثر من أي دولة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى تنبؤ خبراء غربيين بأن تتحرك الصين بتؤدة وحذر بالغ صوب أن تكون حليفا أكثر مصداقية لدى الولاياتالمتحدة، مشيرة إلى تشكك بكين المريب من تحول الرئيس الأمريكي باراك أوباما سياسيا إزاء آسيا، فيما تعتبره الصين بمثابة محاولات أمريكية لاحتواء قدراتها الاقتصادية.
في الوقت نفسه استبعدت الصحيفة الأمريكية أن تقطع بكين علاقاتها الطويلة مع بيونج يانج، منوهة عن تعزيز الصين لعلاقاتها التجارية والعسكرية مع جيرانها ولاسيما كوريا الشمالية التي تمدها الصين بمعظم احتياجاتها من الوقود والغذاء.
حتى عندما تتخذ الصين موقفا متشددا إزاء كوريا الشمالية، فإنها سرعان ما تتراجع عنه، بحسب الصحيفة التي أعادت إلى الأذهان سرعة تغير الموقف الصيني من كوريا الشمالية عام 2010 عندما قصفت مدفعية الأخيرة إحدى جزر جارتها الجنوبية، بأن وافقت إحدى الشركات الصينية على استثمار 2 مليار دولار في إحدى المناطق الصناعية بكوريا الشمالية.
ونقلت "ساينس مونيتور" في ختام تعليقها عن كريستوفر جونسون، المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي أيه" القول إنه على أمريكا أن تكون حذرة في توقعاتها من كوريا الشمالية في ظل هذه الوساطة الصينينة، محذرا من أن بكين قد لا تستطيع تحويل دفة بارجة بيونج يانج الحربية بالسرعة التي ترجوها واشنطن.