العبد: قمنا بعملية إحلال وتجديد للمطاعم الرئيسية بمدينتي الطلاب والطالبات سيطرة "الإخوان" على "الأزهر" من رابع المستحيلات يجب على كافة التيارات والقوى السياسية والمجتمعية احترام استقلال الأزهر ميزانية الطالب الجامعي الأزهري لا تتجاوز خمس ميزانية الطالب بالجامعات الحكومية اعترف الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر بأن العدد الزائد في المدن الجامعية يُشكّل عبئاً زائداً على مختلف المستويات بدايةً من السكن ومروراً بالتغذية ثم الخدمات وغير ذلك.. وأكد أن ميزانية الطالب الجامعي الأزهري لا تعادل 1/5 ميزانية الطالب الجامعي بالجامعات الحكومية، كما أن ميزانية المدن الجامعية الأزهرية لا تتجاوز ¼ ميزانية المدن الجامعية الحكومية. وأكد أنه ليس من الإنصاف البحث عن السلبيات والتغاضي عن إيجابيات تمت على أرض الواقع، موضحاً أنه كان يتعامل مع الطلّاب والطالبات من منظور أبوي، ويوافق على تسكينهم بالمدن خاصةً مع تدهور الأوضاع الأمنية حرصاً عليهم، وأكد في حواره ل على أن جماعة الإخوان المسلمين لا تستطيع السيطرة على الأزهر وإسقاطه والإطاحة بشيخه الجليل فهذا من رابع المستحيلات، وينبغى على جميع التيارات والقوى السياسية والمجتمعية احترام استقلال الأزهر الشريف بكافة شؤونه، والذي كفله له تاريخه العريق والدستور والقانون.. إليكم نص الحوار. - ما تفسيرك لحادث تسمم 550 طالباً بالمدينة الجامعية بالأزهر؟ لا أصدق حتى الآن ما حدث فهذا الأمر غريب على تاريخ جامعة الأزهر العريقة فلدينا بالمدن الجامعية حوالي 25 ألف طالب وطالبة من أسوان وحتى الإسكندرية والطاقة الاستيعابية للمدن الجامعية لا تتجاوز 17 ألف طالب وطالبة ومن دلالات الأرقام نكشف أن المدن الجامعية تستوعب 7 آلاف طالب وطالبة زيادة عن العدد المخطط له أصلاً، وبالتالي هذا العدد الزائد يشكل عبئاً زائداً على مختلف المستويات بدايةً من السكن ومروراً بالتغذية ثم الخدمات وغير ذلك . - وإذا كانت الطاقه الأستيعابيه للمدن الجامعيه لا تتخطى 17 ألفاً.. فمن أين جاءت الأعداد الزائدة ؟ الطبيعي وجود قواعد ولوائح تحكم عملية الإسكان بالمدن الجامعية، وبالتالي مع بداية كل عام دراسي يتم الإعلان عن تسكين الطلاب والطالبات شرط النجاح والحصول على تقدير معين فكل طالب من الأقاليم له حق التقدم للسكن في المدن الجامعية، وعندما يتقدم الطلاب نقوم من خلال إدارة المدن الجامعية بفحص تلك الطلبات والتنسيق مع الكليات للتأكد من صحة المستوفين لشروط السكن، وهم 17 ألفاً وبالفعل يتم تسكينهم، ثم أجد مظاهرات عارمة وأنا في طريقي لمكتبي تُطالب بالحق في السكن خاصة من طلّاب الأقاليم محدودي الدخل والبعض منهم يبيت على سلالم المبنى الإداري بالجامعة في محاولة منهم للضغط عليّ لتسكينهم بالمدينة، وبالتالي أنسى أنني رئيس جامعة وأتعامل مع هؤلاء الطلّاب والطالبات من منظور أبوي خاصةً مع تدهورالأوضاع الأمنية والانفلات الذي تشهده البلاد وأضطر للموافقة على قبولهم في السكن خاصة بالنسبة للطالبات حرصاً عليهن فليس من الإنصاف البحث عن السلبيات والتغاضي عن إيجابيات تمت على أرض الواقع . - وماذا عن الإيجابيات ؟ لم أتوان لحظة في سبيل تحقيق الاستقرار المنشود لطلّاب وطالبات الجامعة فقد قمت بعمل تعلية داخل ثلاثة مبان بمدينة الطالبات بتكلفة بلغت حوالي 5 ملايين جنيهاً، كلها بجهود ذاتية وتبرعات من شخصيات تحب الأزهر، ولم نقف عند هذا الحد بل قمنا منذ شهرين بعملية إحلال وتجديد للمطاعم الرئيسية بمدينتي الطلّاب والطالبات، إضافةً إلى تغيير خط المياه الرئيسي بمدينة الطالبات تغييراً جذرياً بالتنسيق مع حي مدينة نصر وأيضاً قمنا بتغيير الأسرّه وبتغيير السرفيس الذي يتناول فيه الطالب أوالطالبة وجبته الغذائية وتقوم الجامعة حالياً بالتعاون مع السفارات العاملة في مصر من أجل بناء أربع عمارات سكنية اثنتان منهما تخصص لأبناء الدولة التي تحملت تكاليف الإنشاء واثنتان للطلّاب المصريين، وجار بالفعل بناء أربع عمارات قام رئيس جمهورية أندونيسيا بنفسه بوضع حجر الأساس . - ما رأيك في قيام الطلّاب بمحاصرة مشيخة الأزهر ومحاولة اقتحامها؟ من حق الطلّاب التعبير عن غضبهم بطريقة سلمية، لكن محاولة اقتحام مقر مشيخة الأزهر، مرفوضة ومدانة، كيف يرفع طلاب الأزهر لافتات تطالب بإسقاط شيخ الأزهر الجليل الذي يُعد قامة فكرية وعلمية وثقافية كبيرة لا يُستهان بها.. يُجلّه ويحترمه كل رؤساء الدول العربية والإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها . - ما تعليقك على قرار شيخ الأزهر بتحويل مدير المدن الجامعية ومدير عام التغذية للتحقيق العاجل؟ وفقاً لقانون تنظيم جامعة الأزهر يحق لشيخ الأزهر ما اتخذه من قرارات حتى يهدأ من ثورة الطلّاب، ويتم محاسبة المخطئ ومعاقبة جميع المقصرين . - كيف ترى قرار شيخ الأزهر بأن يكون منصب رئيس الجامعة بالانتخاب، وفتح باب الترشح؟ قرار جيّد ودبلوماسي ويُعد محاولة لإخماد ثورة الطلّاب العارمة واستجابة لمطالب غالبية الطلّاب والطالبات، إذ قرر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر إجراء انتخابات على منصب رئاسة جامعة الأزهر الشريف، وتشكيل لجنة لوضع قواعد الانتخاب وعرضها على المجلس الأعلى للأزهر في مدة لا تزيد على أسبوعين من تاريخه، على أن تبدأ إجراءات الانتخاب فور إقرارها من المجلس الأعلى للأزهر، لكنني ما زلت في منصبي كرئيس للجامعة لحين اختيار رئيس آخر منتخب، والكلام عن قيام شيخ الأزهر بإقالتي عارٍ تماماً من الصحة . - هل ستخوض انتخابات رئاسة الجامعة القادمة ؟ لا أظن ذلك . - البعض يزعم أن جماعة الإخوان المسلمين حاولت استغلال الحادث للإطاحة بشيخ الأزهر بسبب رفضه مشروع الصكوك؟ لا أظن ذلك، فلا يجب التعامل مع كارثة إنسانية من منظور مؤامرة سياسية، كما أن جماعة الإخوان المسلمين لا تستطيع السيطرة على الأزهر، وإسقاطه والإطاحة بشيخه الجليل، فهذا من رابع المستحيلات من وجهة نظري، وينبغى على جميع التيارات والقوى السياسية والمجتمعية احترام استقلال الأزهر الشريف بكافة شؤونه والذي كفله له تاريخه العريق والدستور والقانون. - وما الجديد بخصوص عودة امتحانات الدراسات العليا للأقاليم ؟ كنت أدرس منذ شهرين مشكلة عودة امتحانات الدراسات العليا للأقاليم، لكن تواجهنا مشكلة وهي عدم وجود أساتذة ببعض هذه الكليات فكنت أطرق جميع السبل من أجل راحة أبنائنا، بدراسة إمكانية فتح مراكز للدراسات العليا في ثلاثة أماكن واحد في الوجه البحري ومقرّه طنطا والثاني في الوجه القبلي بأسيوط والثالث يكون بالقاهرة، حيث تعد تلك خطوة إصلاحية في سبيل تحقيق العدالة للطلّاب في مرحلة الدراسات العليا . - لكن يشتكي طلّاب الدراسات العليا ولا سيما طلاب قطاع الطب من أن اللوائح التي تحكمهم عفى عليها الزمن.. فما ردكم؟ بالفعل مجلس الجامعة فطن إلى أن هذه اللوائح تنطوي على ظلم بيّن لطلّاب الدراسات العليا .. ويخطط لتعديلها - ما رأيك في مطالب تقسيم الجامعة للتغلب على المشكلات الموجودة ؟ الأصوات التي نادت بذلك من قبل كان هدفها تفتيت الجامعة وتدميرها والنيل من وحدتها. - هناك بعض الطلّاب دفعات 2011 و 2012 من الأوائل يشتكون من عدم تعيينهم معيدين ؟ تعيين المعيدين يخضع لضوابط ومعايير، ولكن بعد ثورة 25 يناير المجيدة قام الطلّاب ممن تخرجوا في كليات الجامعة بالتظاهر والاعتصام من أجل التعيين من دفعات 2002 وحتى 2010 وبالفعل تم استصدار قرار من رئيس الوزراء بتعيين الأول والثاني من كل قسم وشعبة معيدين بكليات الجامعة المختلفة بالقاهرة والأقاليم حتى الأفرع التابعة لأصول تم تعيين الأول والثاني بها، وبلغ عدد هؤلاء 632 معيداً ومعيدة، وترتب على هذا القرار أثار سلبية خطيرة منها أننا نجد في أحد الأقسام 50 طالباً، تم فيه تعيين أكثر من 60 معيداً فكيف تستقيم الأمور؟. بالنسبة لي كرئيس للجامعة لا أملك أن أُعين معيداً واحداً من تلقاء نفسي ومن خلال مجلس الجامعة أقوم بعرض تلك المطالب على عمداء الكليات باعتبارهم أعضاء معي بمجلس الجامعة، وهم بدورهم يحملون هذه الطلبات إلى رؤساء الأقسام في كل كلية ثم يأتيني الرد بأن مجالس الأقسام تقول أنها ليست قادرة على توفير مكاتب للمعيدين فماذا أفعل وأين هي معايير الجودة التي نسعى إلى تطبيقها داخل الكليات والمعيد ليس له كرسي يجلس عليه، وبالتالي موضوع تعيين أوائل 2011 و2012 ليس قراري، وهو قرار خاطئ. - ماذا عن مستشفى جامعة الأزهر التخصصي الذي تعطل العمل به؟ بالفعل هذا المستشفى كان العمل معطل فيه منذ عقود بسبب عدم وجود ميزانيات، لكن الدكتور إسماعيل سبايك عميد كلية طب بنين الأزهر الأسبق أخبرني أن وزارة التخطيط وافقت على منحنا قرضاً بقيمة 70 مليون جنيه للانتهاء من اللمسات النهائية لافتتاح المرحلة الأولى خلال أيام قليلة . - هناك مبان كثيرة تم التبرع بها لصالح جامعة الأزهر.. كيف تم استثمارها ؟ هناك بعض الكليات التي تم افتتاحها في غفلة من الزمن منذ عقود طويله حيث كانت هذه الكليات تضم أعداداً قليله من الطلاب او الطالبات وكانت مساحتها محدودة وبمرور الزمن اصبحت هذه الكليات لا تصلح وقمنا بتشكيل لجنه لحصر المبانى المتبرع بها لصالح الجامعه ومع بدايه العام الجامعى الجديد سوف يتم هيكله هذه المبانى وأستثمارها الاستثمار الأمثل. - طلاب كلية القرآن الكريم يتحفظون على اللائحة.. فلماذا؟ بالفعل تم مناقشة ذلك الأمر في لجان الجامعة بهدف تعديل هذه اللائحة خاصة أن بعض كبار السن من حفاظ كتاب الله يرغبون في الالتحاق بها والتعديل الذي يتم الآن للائحة سوف يتيح للجميع الالتحاق بالكلية من خلال برامج مختلفة ومنها برنامج الدراسات الحرة للراغبين من كبار السن .