بين جدرانه الثلاثة يتجسد المستحيل، من خرافة الحكايات وواقع التمثيل، هكذا هو المسرح ببساطة الكلمات وأبسط الترادفات، لعاشقيه مأوى يهربون إليه، بعيداً عن تعقيدات الواقع واعتياد ما هو عليه. "فلسفة" فرقة شابه أسسها المخرج والشاعر هاني مهران، حين قرر وأصدقاءه تكوين فريق يتبني أفكاره ويقدم توليفة مختلفة عما يقدم على المسارح التعليمية ومسارح الدولة، ساعياً للتميز عن بعض الفرق المتواجدة عبر تقديم الفكرة والرسالة وعناصر الإبهار بمنظور مختلف، لتنال رضاء الجمهور بكافة انتماءاته وميوله . اختارت من الفلسفة اسماً لها لأن الفرقة تقدم فلسفة خاصة بها، غير مرتبطة بمدرسة معينه، لكنها جمعت بين أكثر من مدرسة اخراجية، ويتم تطبيقها على أغلب العروض وهو شيء جديد يجمع بين اتجاهات مختلفة في الاخراج، منها السياسي، الوثائقي " التسجيلي " والشكلاني" المضاد للواقعية " والتجريدي. فالقصة يمكن اعتبارها واقعية سياسية في عصر ما قبل الثورة ومن خلال اعدادها قد تحوى أفكاراً مضادة للواقعية بأسلوب الفانتازيا، وهناك تجريد في بعض الشخصيات وواقعية في بعضها الاخر، فكل هذه التوليفة يطلق عليها " الاتجاه الفلسفي" وهو ما تتبناه الفرقة في كافة عروضها . يؤكد هاني مهران، مؤسس الفرقة، بعدم وجود جهة داعمة للفريق فالتمويل ذاتي من أعضاء الفريق، ويحلم بأن تسنح له الفرصة لتقديم عروض مسرحية عديدة تمثل له تحدياً، أبرزها طقوس الاشارات والتحولات لسعد الله ونوس، ولكنه يؤكد أن الصعوبة في الامكانيات المادية التي تقف حائلاً بين تنفيذ بعض الافكار والرؤى، التي تحتاج لنمط معين من الملابس والاعداد والديكور المبني على امكانيات عالية نسبياً . وعن شعبية مسرح الشباب يقول: "مسرح الشباب له شعبية أكثر من مسرح الدولة على مستوى الجمهور، لكن على المستوى الإعلامي لا يأخذ حقه نهائياً، في الفترة الأخيرة ظهر العديد من الهواة بعروض أفضل من عروض الدولة، سواء كان هؤلاء الشباب يمثلون مسرح الجامعة او فرق حرة أو مراكز الإبداع الثقافية أو فرق الثقافة من بيوت وقصور، وأقرب مثال لذلك فوز عروض مسرحية للجامعات أو الثقافة الجماهيرية فى مهرجان المسرح القومي فى دوراته السابقة، فنحن ينقصنا فقط الاهتمام الإعلامي". فرقة فلسفة تتبنى المواهب بدون خبرة على عكس بعض الفرق التي تشترط الخبرة والممارسة، وتقوم بعمل ورشة إعداد ممثل لتعليم التمثيل لمن لديه شغف المجال، ومنحه فرصة الوقوف على خشبة المسرح. ومن أبرز عروضها، "الناس اللي تحت، الوجه الآخر للمتفلسفة ، حلم ميم ميم ، محدش فاهم حاجة خالص ،شيكا بيكا" ، وأخيراً عرض "بابا زعيم سياسي".