دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العرب إلى التركيز على العناصر المشتركة، ونبذ العنف والإرهاب والتطرف. وقال نوري المالكي - في افتتاح الاحتفال ببغداد عاصمة الثقافة العربية لعام 2013 - إن بغداد كانت تشع علما ومعرفة حينما كانت تمتلئ أوروبا بمحاكم التفتيش. وأعرب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عن أمله أن يشكل تتويج بغداد عاصمة للثقافة العربية إضافة لما قدمته بغداد للثقافة على مر العصور. وهاجم رئيس الوزراء العراقي ماوصفه بالقوى التكفيرية والظلامية المتطرفة التي تتلقى دعما من قوى تمتلك المال ولاتمتلك المعرفة. وكان لافتا في كلمة المالكي أنه حمل النظام العراقي السابق والإرهابيين مسئولية التدهور الثقافي لبغداد ، دون أن يشير إلى تأثير الاحتلال على مسيرة بغداد الثقافية. ودعا رئيس الوزراء العراقي إلى التصدي لما وصفهم بالتكفيريين ، والموجة الظلامية المسيطرة على عقول كثيرامن الشباب ، معتبرا أن أن هذا الخطر يضاهي خطر الاحتلال المغولي والتتري ، وكل احتلال مر به العالم العربي. وأشار إلى أن بغداد لعبت دورا ثقافيا رياديا ، ووأرجع ماحدث من تراجع لهذا الدور الذي وصفه بالاستثنائي إلى النظام العراقي السابق.. وقال إن بغداد لايمكن أن تستلم للجهل والتهميش الذي وضعها فيه النظام السابق. وقال إن الثقافة في كل بلد هي تراكم للمعرفة الفنون والآداب والعلوم ، وهذا مايميز الثقافة العراقية فهي ممتددة في عمق الزمان من آلاف السنين، في بلد التشريع والقانون واختراع الحروف. وأضاف أن الثقافة لاتنمو إلا في أجواء الحرية والديمقراطية، وإلا في ظل الاستقرار واحترام الإنسان، والعلم والعلماء ، ووجود نظام سياسي يؤمن بذلك ويؤمن له الدعم ، وليس لملاحقة العلماء والمثقفين ، ووضعهم في السجون وحرقهم ، كما شهد العراق في حكم البعث ، أو كما شهدت بغداد من عمليات حرق من قبل ماوصفه بالقوى الظلامية. وقال إن العراق بما يمتلكه من تاريخ حضاري يمثل حلقة وصل بين الشرق والغرب، حيث كانت بغداد ، تحتضمن هذه الثقافت على تنوعها ، وتترك عليها بصماتها الخاصة . وأشار إلى أن ثقافة العراق امتازت بتنوعها حيث جمعت العلوم الإنسانية والتطبيقية ، إلى جانب الفقه والفلسفة ، وفي هذه الأجواء نمت المدارس الدينية منذ مايزيد عن ألف عام. وقال إنه حدث قطع في دور العراق الريادي ، منذ سيطرة النظام السابق، معتبرا أنها كانت سنوات عجاف ثقافيا ، وفنيا . واعتبر أن موجات التطرف فكري والثقافي تهدد كل مابنيناه ، وقال إنها تنتشر مدعومة بتيارات فكرية ، أقل مايقال عنها إنها سطحية ، تتعامل مع التراث بصورة غير صحيحة مدعومة بقوى تمتلك المال ولاتمتلك المعرفة. ورأى أن مانعانيه جزء من نتائج القمع والاستبداد التي سيطرت على الشعوب العربية طيلة العقود المنصرمة ، محذر من أن تكون أجيالنا فريسة للتطرف ونبش التاريخ . وشدد رئيس الوزراء العراقي أنه لايمكن أن نهزم التطرف بالعنف . وأكد ضرورة العمل الجاد على نشر ثقافة الاعتدال بدلا من الجهل والظلامية ، معربا عن أمله أن يكون هذا الموضوع محورا من محاور النقاش في الاحتفالية ببغداد عاصمة الثقافة العربية. وقال إن الثقافة العربية رغم تنوعها متصلة يضيف كل شعب من الشعوب العربية لونا وعنصرا جديدا . وقال إن العراقيين لايمكن أن يقبلوا بدور مستهلك غير منتج ، وأن بغداد تنهض اليوم بهمة كل المتنورين والأحرار ، وهذه النهضة تعني التخلص من أرث الدكاتورية -على حد قوله-. وقال إنه لا أحد يسجن في العراق بسبب رأي أو فكرة بشر بها أو عقيدة اعتقدها ، أو عمل فني انتجه ، وهذا سيجعلنا واثقين أن بغداد سوف تعود لدورها المحوري كمنارة للعلم والمحبة ونبذ العنف والكراهية. واقترح المالكي اعتبار وزارات الثقافة في الدول العربية من الوزرات السيادية وأن تعطى دعما كافيا يعادل المهام الجسام الملقاة عليها.