آثارت واقعة انتحار محفظ قرآن في محافظة سوهاج جدلًا كبيرًا خلال اليومين الماضيين، وتساؤلات حول السبب الذي دفع شخص متدين يحفظ القرآن ومعروف عنه طيبة القلب واللسان وعمل الخير، لإنهاء حياته دون وجود سبب واضح كشفه أحد المقربين منه. واقعة انتحار محفظ قرآن إسماعيل عبدالحليم الخطيب هو الشاب الذي تردد اسمه كثيرًا خلال اليومين الماضيين عبر منصات التواصل الاجتماعي بعد أن أنهى حياته فجر الأحد الماضي، شنقًا داخل أحد الغرف في منزل عائلته بعد أن أدى صلاة الفجر مع أهل قريته في العسيرات. كان الشاب حاصلًا على ليسانس لغة عربية من جامعة الأزهر، عرف بين زملائه وأهلى قريته وطلابه بطيبة القلب وحلاوة اللسان، وحبه الشديد لعمل الخير. رسالة محفظ القرآن قبل الانتحار وقبل الانتحار ترك الشاب رسالة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماع "فيسبوك"، تفيد بأنه مضطرًا للإقدام على الانتحار، دون أن يوضح سبب ذلك، إلا بعبارة "كل ما في الدنيا متعب". فكتب الشاب: "يارب كم كنت أتمني ألاًّ آتيك بمعصية ولكن أتيتك بأكبر معصية وهي الانتحار، ولكن يارب عفوك ورحمتك وسعت كل شيء فسامحني ياربي واغفر لي". وتابع: "وأرجو أن يسامحني كل من أخطأت في حقه.. وتصدقوا عليا ولو بشق تمرة، وأرجو من طلابي الأحباب الدعاء لي بالرحمة والمغفرة وختم المصحف كل رمضان لمن استطاع ذلك صدقة علي". واستطرد: "وأرجو أن يسامحني أبي وتسامحني أمي وإخواتي وجدتي وأحبابي على ما فعلته وماحدش يزعل عليا ولا يلبس أسود أنا أكيد في مكان أحسن.. إوعي يا أمي تزعلي أو تلبسي أسود". وأوصى أيضًا أن يصلى عليه في مسجد الخطيب من أوقات الصلوات المفروضة، أو في وقت صلاة التراويح، وأن يذاع عليه الجنازة في كل المساجد، مشددًا على ضرورة الالتزام بوصيته. واستكمل: "بالله عليكم لازم تلتزموا بالوصية دي مهما يحصل حتى لو اتأخرت الجنازة لتاني يوم عادي"، مضيفًا: "كل ما في الدنيا مُتعِب وكل من فيها مُتعَب.. لبَّيك إن العيشَ عيش الآخرة". و كذلك أوصى بألا ينتحر أي شخص كما فعل، قائلًا: "وماحدش يكرر غلطي دي؛ لأني والله مش حابب دا أصلا.. سامحوني وأسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة والجنة مع الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم.. أخيكم في الله إسماعيل عبدالحليم الخطيب". رسالة محفظ القرآن قبل انتحاره شاف حاجة مشوفنهاش بهذه العبارة علق أحد أصدقاء محفظ القرآن المتوفى على واقعة انتحاره، حيث كتب محمد جمال، صديق "الخطيب" على "فيسبوك": "الدنيا صعبة علينا كلنا وبنقول ربنا يخرجنا منها على خير، ولكن أكيد أنت شفت حاجة إحنا مشوفنهاش.. ربنا يرحمك يا إسماعيل ويصبر أهلك على فراقك". بينما علق صديق آخر على الواقعة، وكتب منشورًا يحمل كلمات مؤثرة يرثي بها زميله، فقال: "جاء اليوم الذي يتوقف فيه لساني وعجز فيه عقلي عن التفكير.. يوم تمزق فيه قلبي حرفيا بفقدان رفيق الدرب إسماعيل عبدالحليم الخطيب؛ لأنني لم اتوقع يوما أن أفقدك والله". وأردف: "حبيبي لقد جفت الدموع وتزلزت أركاني وأصبحت تآئهًا أهو حلم أم واقع.. والله يا إسماعيل طعنتني بخنجر وعلى حين غره وجعلت القلب ينزف بل لم يتوقف الأمر إلى هذا الحد، بل إنني لا أدري كيف سأكمل الحياة بدونك؛ لأننا لم نترك مكانًا إلا وذهبنا فيه وجلسنا وتحدثنا فأنت في جميع أركاني، كل ما نظرت في مكان وجدتك فيه". واسترسل: "كيف سأكمل؟.. آه من الم الفراق الذي كنت اسمع أنه يزلزل من الداخل لكن لم أعلم أنه يدمر الداخل.. صعب هذا الأمر، والله ثم والله لا أدري ماذا أقول لأنني اكتب رثاء من؟ رثائك انت يا إسماعيل، هل يعقل هذا؟ ماذا أقول؟ الكل يعلم قربنا من بعضنا البعض والكل يسئلني أنا عنك". وتابع: "أمك تسئلني أنا عنك.. طلابك يسئلوني عنك.. أحبابك يسئلوني أنا عنك.. بماذا أجيب لماذا لم تترك لي إجابة على هذا السؤال؟". واختتم: "رحم الله فارسًا من فرسان الخير لم يتقهقر لحظة لعمل الخير أو تقديم معروف". إسماعيل عبد الخليم الخطيب تابعونا علي أخبار Google
