قال الدكتور مصطفى مراد الأستاذ بجامعة الأزهر, إن الدين ذل بالنهار وهم بالليل، يشق على صاحبه في الدنيا ويؤذيه في الآخرة، بل وقد يورد صاحبه النار ما لم تتداركه رحمة الله عز وجل، فالدين يحبس صاحبه عن الجنة حتى ولو كان شهيدا حتى يؤدي عنه دينه، عن أبي كثير مولى محمد بن جحش، عن محمد بن جحش قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قاعدا حيث توضع الجنائز، فرفع رأسه قبل السماء، ثم خفض بصره، فوضع يده على جبهته، فقال: "سبحان الله سبحان الله، ما أنزل الله من التشديد" قال: فعرفنا وسكتنا، حتى إذا كان الغد، سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول الله، ما التشديد الذي نزل؟ قال: "في الدين.. والذي نفس محمد بيده لو قتل رجل في سبيل الله، ثم عاش وعليه دين، ما دخل الجنة حتى يقضي دينه". وأشار"مراد" خلال حلقة من برنامج (الدين المعاملة) بإذاعة القرآن الكريم، إلى أن من أخذ أموال الناس لا يريد أدائها يكون كالسارق، روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال "أيما رجل يدين دينا وهو مجمع أن لا يوفيه إياه لقي الله سارقا"، كما أن العبد الذي لا يؤدي ما عليه من ديون يأتي يوم القيامة فيؤخذ من حسناته وتعطي لدائنيه. َوأضاف أن الإسلام قد حرص على تنظيم عملية التداين وحرص على المحافظة على أموال الناس؛ حيث اشترط وجود النية في السداد قبل أخذ أموال الناس، كما أمر المدين ألا يستدين إلا لضرورة كالطعام والشراب، وألا ينفق الدين إلا في الحلال، فمن حافظ على تلك الآداب واجتهد على أداء دينه أعانه الله عز وجل. دعاء سداد الدين وأوضح أنه اذا كان عليك دين و لم تستطع سداده فالجأ إلى الله عز وجل ليعينك، وقد علم النبي صلى الله عليه وسلم معاذا رضي الله عنه ماذا يدعو لقضاء الدين؛ حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمعاذ: "ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينا لأداه الله عنك، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك " قال المنذري : رواه الطبراني في الصغير بإسناد جيد.
