عُقد بالأمس اجتماع لممثلي ليبيا والسفير الأمريكي، وقال السفير الأمريكي ريتشارد نورلاند، إن التغييرات السياسية والاقتصادية ستسمح لليبيا بالتحرك بشكل أسرع نحو الإصلاحات وتجعل منها شريكًا موثوقًا به للولايات المتحدة. وتستعد الشركات الأمريكية للاستثمار في ليبيا وتطوير الأعمال الخاصة هناك، ولهذا تحتاج ليبيا إلى تنفيذ عدد من الإصلاحات. وقال مسئولون أمريكيون إنه من أجل زيادة الاستثمار في ليبيا، يجب أن يحل الاستقرار السياسي والسلام مصحوباً بتغييرات في سياسة البلاد. في الوقت الحالي لا يزال الوضع مضطربًا في ليبيا. حيث أن هناك أزمة اقتصادية كبيرة ولا يمكن للمفاوضات السياسية بين الحكومة الغربية والشرقية أن تحل جميع المشاكل التي نشأت على مدى سنوات طويلة من الصراع الليبي. ولذلك تم إيقاف العديد من الصناعات في البلاد ، ودُمرت البنية التحتية في العديد من المدن الليبية، وبالإضافة إلى مشاكل كبيرة في إمدادات الكهرباء والمياه. وأكدت مصادر ليبية أنه لحل كل هذه المشاكل، فإن الولاياتالمتحدة مستعدة لمساعدة ليبيا مالياً والخبرة المطلوبة. ومع ذلك فإن من الضروري إجراء عدد من التغييرات السياسية في البلاد التي تمليها الولاياتالمتحدة. وأضافوا أن الأمريكيين مستعدون للمساعدة ، ولكن فقط إذا كان كل شيء وفقًا لقواعدهم، مما يعني أن الحكومة الجديدة التي يتحدثون عنها يجب أن تكون موالية للولايات المتحدة. ولهذا السبب دعمت الأممالمتحدة فتحي باشاغا ورشحته إلى الحكومة الجديدة في المنتدى السياسي الليبي الأخير. وتابعوا أن الأمريكيين مستعدون لبناء ما دمروه هم أنفسهم نتيجة الثورة التي أطلقوها عام 2011. ويريدون بالتأكيد شيئًا أخر في المقابل من خلال الاستثمار في ليبيا مثل الموارد الليبية وبالإضافة إلى موقعها الجغرافي المتميز للقواعد الأمريكية هذا كله سيكون مكافأة على مساعدتهم. ومع ذلك ، فإن الأمريكيين الآن، معرضين لخطر خسارة كل شيء وذلك بسبب فضيحة الفساد داخل حكومة الوفاق الوطني ويبدو أن السياسيين الليبيين بدأوا في العداء ضد بعضهم البعض. يُذكر أن الفضيحة نشأت بين رئيس المؤسسة الوطنية للنفط مصطفى صنع الله ومحافظ المصرف المركزي الصديق الكبير الذين لا يستطيعون تقاسم الأرباح المنهوبة من عائدات النفط. واتهم رئيس المؤسسة الوطنية للنفط الصديق الكبير بإهدار عائدات النفط الليبي، مشيراً إلى أنه يقوم بصرف عائدات النفط الليبي على من سماهم ب«القطط السمان» و«الديناصورات والوحوش». وتحدث صنع الله، بنبرة غاضبة متسائلاً: «أين ذهبت 186 مليار دولار أمريكي من إيرادات النفط خلال السنوات الماضية، التي أحيلت إلى المصرف المركزي؟. وطالب مصطفى صنع الله البنك المركزي بالكشف عن حسابات عائدات النفط الواردة في السنوات الأخيرة. ثم أعلن عن أن الشركة الوطنية ستحتفظ بإيراداتها النفطية في حسابات لدى مصرف ليبيا الخارجي ولن تحولها إلى البنك المركزي. للفضيحة، انتشرت على الانترنت معلومات حول مشاركين آخرين في الفضيحة ومنها فايز السراج وفتحي باشاغا. وقد تؤدي هذه المواجهات بين السياسيين الليبيين إلى صراع أكبر، مما يضر بخطط البعثة الأمريكية في ليبيا. ولحل هذه المشكلة، أرسلت الولاياتالمتحدة فريقًا خاصًا حول القضايا الاقتصادية إلى ليبيا. وقال الخبراء إن هؤلاء المتخصصين مدعوون إلى مصالحة المسئولين الفاسدين، وربما تزويدهم بالأموال حتى يهدأوا، بينما في ليبيا هناك فضائح أخرى ومشاكل اقتصادية منها تمويل الجماعات الإرهابية والميليشيات بشكل مباشر من حكومة الوفاق الوطني. وأضافوا أن الولاياتالمتحدة بحاجة إلى حرب في ليبيا، من أجل الوصول إلى هناك بسلام وتنفيذ خطط لإعادة بناء البلاد وبالمقابل الاستحواذ على الموارد الليبية.