يصوّت مجلس النواب الأمريكي اليوم الخميس على مشروع قانون طرحه الديموقراطيون يحدّ من قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التحرّك عسكرياً ضد إيران، رغم تنفّس الكونجرس الصعداء حيال خفض التصعيد في النزاع مع الجمهورية الإسلامية. وأعرب الجمهوريون والديموقراطيون على حد سواء عن دعمهم للتخفيف من حدة السجال بين الرئيس الأمريكي والمسؤولين الإيرانيين وعن ارتياحهم لعدم مقتل أي أمريكي في الضربة الصاروخية الإيرانية التي استهدفت قاعدتين في العراق يتمركز فيهما جنود أمريكيون. ولكن إفادات سرّية قدمها كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية لم تقنع العديد من الديموقراطيين وجمهوري على الأقل بتبريرات ترامب لقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني عندما كان في زيارة لبغداد، في ضربة تسببت برفع منسوب التوتر. أعلنت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي أمس الأربعاء أنّ المجلس، الذي يهيمن عليه حزبها الديمقراطي، سيصوّت اليوم الخميس على مشروع قرار يمنع الرئيس دونالد ترامب من خوض حرب ضد إيران بعدما أمر باغتيال الجنرال الإيراني قاسم سليماني. وقالت بيلوسي "مخاوفنا لم تتبدّد" على الرّغم من المعلومات السرية التي اطّلع عليها النواب من مسؤولين كبار في إدارة ترامب خلال جلسة مغلقة عقدت لإطلاعهم على الظروف التي أملت على ترامب إصدار الأمر باغتيال سليماني، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، الذي قتل في غارة جوية أمريكية في بغداد الأسبوع الماضي. وأضافت أنّه "التزاماً منّا بواجبنا بضمان أمن الشعب الأمريكي" فإنّ مجلس النواب سيصوّت الخميس على مشروع القرار "الذي يهدف إلى الحدّ من الأعمال العسكرية للرئيس ضدّ إيران". وكان من المقرّر أنّ يتم التصويت على مشروع القرار في اللجنة المختصة في مجلس النواب مساء أمس الأربعاء تمهيداً لإحالته إلى التصويت أمام المجلس بأسره الخميس. لكن حتى وإن صوّت مجلس النواب على مشروع القرار فهذا لا يعني أنّه سيرى النور، لأنّ مصيره سيكون على الأرجح الوأد في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون الموالون للرئيس ترامب. وجدّدت بيلوسي انتقادها للرئيس الجمهوري على الأمر الذي أصدره الأسبوع الماضي باغتيال سليماني. وقالت الزعيمة الديمقراطية إنّ الغارة التي نفّذتها طائرة أمريكية مسيّرة قرب مطار بغداد فجر الجمعة كانت "ضربة عسكرية غير متكافئة" تقرّرت "بدون استشارة الكونغرس". وأضافت: "لقد أدّى هذا العمل إلى تعريض جنودنا ودبلوماسيينا ومواطنينا للخطر لأنّه أدّى لخطر إحداث تصعيد خطير للتوتر مع إيران"، في وقت أظهر فيه ترامب "أنّه ليست لديه أيّة استراتيجية متّسقة" بهذا الصدد.