مع بدء تركيا نشر قواتها في ليبيا، يبدو الناخبون الأتراك مترددين في دعم السياسات العداونية للرئيس رجب طيب أردوغان في شرق المتوسط، وفقاً لما ينقله الكاتب السياسي توماس سيبيرت في صحيفة "ذي اراب ويكلي" اللندنية. إرسال قوات تركية إلى ليبيا يمكن أن ينتهي بكارثة بالنسبة إلى تركياقال أردوغان الأحد إن بلاده ترسل وحدات عسكرية إلى ليبيا حيث تدعم أنقرة حكومة الوفاق الوطني في طرابلس. وفي حديث إلى شبكة "سي أن أن تورك"، أعلن أردوغان أن الجنود الأتراك بدأوا فعلاً التوجه إلى ليبيا بشكل تدريجي لمساعدة حكومة الوفاق التي يرأسها فايز السراج. وقال إن الجنود الأتراك سيتولون مهمة التنسيق في مركز للقيادة. طلبت حكومة الوفاق المدعومة من الميليشيات المسلحة مساعدة الأتراك الشهر الماضي لإحباط هجوم من الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر الذي يتمتع بدعم من مناوئي تركيا الإقليميين مثل مصر والسعودية. وتحظى الحكومة المعترف بها دولياً بدعم أنقرة وحليفتها قطر. فوض البرلمان التركي نشر القوات التركية في ليبيا الخميس الماضي بعد تحويل اتفاق منفصل لإرسال أسلحة وخبراء عسكريين، إلى قانون في أواخر ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وأشار أردوغان إلى أن "هدفنا هو إبقاء الحكومة الشرعية ]في ليبيا[ واقفة على قدميها." ووصف حفتر بالانقلابي. ماذا تقول الأرقام؟ يضيف سيبيرت أن استطلاع رأي جديداً أظهر أن أردوغان فشل في إقناع الناخبين الأتراك. دعم معظم هؤلاء تدخل بلادهم العسكري في سوريا لأنهم رأوا هذه التحركات كخطوات لمواجهة التهديدات المحدقة بالأمن القومي لتركيا، لكن يبدو أن كثراً يرون الانتشار العسكري في ليبيا بطريقة مختلفة. وجد استطلاع رأي من قبل شركة ميتروبول أن 49.7% من الناخبين يعارضون إرسال جنود أتراك إلى ليبيا، فيما يدعم 37.7% خطة الحكومة. تقترح هذه الأرقام أن الانتشار العسكري ليس مدعوماً من قبل جميع داعمي حزب العدالة والتنمية وحليفه اليميني حزب الحركة القومية. يشير استطلاع الرأي إلى أن الخطوة لا تحظى بدعم 50% من المستطلعين إلا بعد دمج مناصري الحزب الحاكم ومناصري حزب الحركة القومية معاً. كارثة حذر السياسيون المعارضون من أن إرسال قوات تركية إلى ليبيا يمكن أن ينتهي بكارثة بالنسبة إلى تركيا. وهذا ما عبّر عنه النائب أونال جيليكوز من حزب الشعب الجمهوري الذي قال خلال نقاش برلماني الخميس الماضي إن "الحكومة على وشك وضع تركيا في خطر عظيم مع هذا القرار". الجنسية كمكافأة وأشار نقاد أردوغان إلى التقارير التي تتحدث عن إرسال الحكومة التركية مقاتلين سوريين إلى ليبيا مع وعد بإعطائهم جوازات سفر تركية كمكافأة. غردت الباحثة في برنامج الشرق الأوسط ضمن المعهد الأمريكي لأبحاث السياسة الخارجية إليزابيت تسوركوف أن مصادر من داخل الفصائل السورية المدعومة من تركيا أخبرتها أن المقاتلين في ليبيا يتلقون وعوداً بالحصول على الجنسية بعد ستة أشهر من وصولهم إلى ليبيا. وأضافت أن العديد من قادة الفصائل حصلوا على الجنسية وجوازات سفر تركية خلال الشهر الماضي. وقال المساعد الخاص السابق لأردوغان والذي أصبح اليوم نائباً في حزب الشعب الجمهوري عبد اللطيف سينير إن الحكومة كانت تعطي "الكثير من الأموال والجنسية التركية إلى أشخاص ليسوا سليمي العقل". تكهنات ذكر الكاتب أن أردوغان غذى التكهنات حول إرسال ثوار سوريين إلى ليبيا عبر القول لشبكة سي أن أن تورك إن تركيا لن تنشر قواتها المقاتلة الخاصة في ليبيا: "حالياً، سيكون لدينا وحدات مختلفة تخدم كقوة مقاتلة" من دون إعطاء تفاصيل عن هوية المقاتلين والمكان الذي يأتون منه. شرح أردوغان أن جنوداً أتراكاً بارزين سينسقون "القوة المقاتلة" ويقدمون خبرتهم ومعلوماتهم لدعم طرابلس. وفقاً لتقارير حديثة، ترسل تركيا أعضاء من ميليشيات موالية لتركيا في سوريا وعناصر مرتزقة للمحاربة في ليبيا. وقالت مصادر داخل الجيش السوري الحر لوكالة رويترز إن عدداً غير محدد من المقاتلين وقعوا على "أساس فردي" للعمل ك "حراس شخصيين" لصالح "شركة أمنية" تركية في ليبيا.