ِشارك صحافة من وإلى المواطن    الآلاف فى ختام مولد السيد البدوى «شىء لله يا شيخ العرب»    وزارة العمل: حملات تفتيش مكثفة على 6192 منشأة خلال 16 يومًا    ارتباك فى الأسواق بعد زيادة أسعار الوقود    تراجع عيار 21 الآن بالمصنعية.. سعر الذهب اليوم السبت بالصاغة بعد الانخفاض الكبير    سعر طن الحديد الاستثمارى وعز والأسمنت بسوق مواد البناء السبت 18 أكتوبر 2025    «الاحتلال»: الصليب الأحمر في طريقه لتسلم جثمان محتجز من جنوب قطاع غزة    «زيلينسكى» يطالب بتزويده بصواريخ «توماهوك»    «أمك اللى اقترحت القمة».. رد جرئ من متحدثة البيت الأبيض على مراسل أمريكي (تفاصيل)    مصرع طفل بعد هجوم كلب ضال في قرية دقدوقة بالبحيرة    «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم وتُعلن عن ظاهرة جوية «مؤثرة»: توخوا الحذر    سقوط 3 متهمين بالنصب على راغبي شراء الشقق السكنية    عاتبه على سوء سلوكه فقتله.. تشييع جثمان ضحية شقيقه بالدقهلية    ب «أنا ابن مصر» مدحت صالح يختتم حفله بمهرجان الموسيقى العربية    «الجونة السينمائى» يُطلق دورته الثامنة بحضور «كامل العدد» لنجوم الفن    ملوك الدولة الحديثة ذروة المجد الفرعونى    أحمد كريمة: مقتل عثمان بن عفان كان نتيجة «الفتنة السبئية» التي حرض عليها اليهودي بن سبأ    «بمكونات سحرية».. تحضير شوربة العدس للاستمتاع ب أجواء شتوية ومناعة أقوي (الطريقة والخطوات)    استعد ل الشتاء بنظافة تامة.. الطريقة الصحيحة لغسيل البطاطين قبل قدوم البرد    «فطور بتاع المطاعم».. طريقة عمل الفول الإسكندراني بخطوات سهلة ونكهة لا تُنسى    تفاصيل ضبط طرفي مشاجرة داخل مقر أحد الأحزاب بالجيزة    اعتراض لاعبي الدوري الإسباني على قرار إقامة مباراة برشلونة وفياريال في ميامي    مباراة ال6 أهداف.. التعادل يحسم مواجهة باريس سان جيرمان وستراسبورج    انطلاق أول تجربة بنظام التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    أحمد زعيم يخطف الأنظار ب "مابكدبش".. عمل غنائي راقٍ يثبت نضجه الفني    نجوى إبراهيم تتصدر تريند جوجل بعد تعرضها لحادث خطير في أمريكا وإجرائها جراحة دقيقة تكشف تفاصيل حالتها الصحية    «السياحة» تشارك في رعاية الدورة الثامنة لمهرجان الجونة السينمائي 2025    مواقيت الصلاه اليوم السبت 18اكتوبر 2025فى المنيا    مواقيت الصلاة فى أسيوط السبت 19102025    أسعار اللحوم فى أسيوط السبت 18102025    اسعار الفاكهة فى أسيوط السبت 18102025    الأمير البريطاني آندرو يتخلى عن لقب دوق يورك    قرار هام بشأن المتهم بقتل طفلته وتعذيب شقيقها بأطفيح    اليوم.. محاكمة 7 متهمين في قضية «داعش التجمع»    المحكمة الدستورية تشارك في أعمال الندوة الإقليمية بالمملكة الأردنية الهاشمية    نقاط ضوء على وقف حرب غزة.. وما يجب الانتباه إليه    رياضة ½ الليل| مصر تتأهل للأولاد.. يد الأهلي تكتسح.. الغيابات تضرب الزمالك.. وزعزع أفضل لاعب    حكام مباريات الأحد في الدوري المصري الممتاز    20 لاعبا فى قائمة الإسماعيلى لمواجهة حرس الحدود بالدورى    إمام عاشور يذبح عجلاً قبل العودة لتدريبات الأهلى.. ويعلق :"هذا من فضل ربى"    حمزة نمرة لبرنامج معكم: الفن بالنسبة لي تعبير عن إحساسي    مارسيل خليفة: لا أدرى إلى أين سيقودنى ولعى بلعبة الموسيقى والكلمات.. لدى إيمان كامل بالذوق العام والموسيقى فعل تلقائى لا يقبل الخداع والتدليس.. محمود درويش حى يتحدى الموت وصوته يوحى لى متحدثا من العالم الآخر    أنغام تتألق بفستان أسود مطرز فى حفل قطر.. صور    تعرف على طاقم حكام مباريات الأحد فى الدورى الممتاز    الجيش الإسرائيلى يعلن تصفية عنصر من حزب الله في غارة جنوب لبنان    محمد صلاح يتألق فى تدريبات ليفربول استعدادا لمانشستر يونايتد    قناة عبرية: ضباط أمريكيون سيقيمون مركز قيادة في غلاف غزة لقيادة قوات دولية    رئيس البنك الدولى: إعادة إعمار غزة أولوية وننسق مع شركاء المنطقة    زيادة تصل إلى 17 جنيها، تعريفة الركوب الجديدة لخطوط النقل الداخلية والخارجية ب 6 أكتوبر    أخبار 24 ساعة.. وزارة التضامن تطلق المرحلة الرابعة من تدريبات برنامج مودة    نائب وزير الصحة تناقش "صحة المرأة والولادة" في المؤتمر الدولي ال39 بجامعة الإسكندرية (صور)    الإثنين، آخر مهلة لسداد اشتراكات المحامين حاملي كارنيه 2022    اللواء بحرى أركان حرب أيمن عادل الدالى: هدفنا إعداد مقاتلين قادرين على حماية الوطن بثقة وكفاءة    «الوطنية للانتخابات»: قاعدة بيانات محدثة للناخبين لتيسير عملية التصويت    إسلام عفيفي يكتب: الطريق إلى مقعد جنيف    ما هي صلاة النوافل وعددها ومواعيدها؟.. أمين الفتوى يجيب    ينافس نفسه.. على نور المرشح الوحيد بدائرة حلايب وشلاتين    العلماء يؤكدون: أحاديث فضل سورة الكهف يوم الجمعة منها الصحيح ومنها الضعيف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ترامب.. حكاية المجنون الذى أصاب عقل العالم بالخبل!
نشر في الموجز يوم 05 - 10 - 2019


هل ينجح الديمقراطيون فى عزله؟
تعهد الديمقراطيّون، الجمعة، التحرّك بسرعة فى قضيّة عزل الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، معتبرين أن الأدلّة واضحة على إساءته استخدام السلطة من خلال مكالمته الهاتفيّة مع نظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ومحاولات التستّر على مخالفات. وفى أولى الخطوات، طالب ديموقراطيون يرأسون لجانا نافذة فى مجلس النوّاب، الجمعة، وزير الخارجيّة الأمريكى مايك بومبيو، المقرّب من دونالد ترامب، بتزويدهم وثائق بشأن قضيّة أوكرانيا، بهدف "تسريع" التحقيق الرامى إلى عزل الرئيس. وجاء فى بيان لرؤساء لجان الخارجيّة والمخابرات والإشراف على السلطة التنفيذية، توجّهوا فيه إلى بومبيو، أن "رفضكم الامتثال لهذه المطالبة سيشكل دليلاً على عرقلة تحقيق مجلس النواب فى هذا الإجراء النادر ضدّ رئيس أمريكى".
بدأت القصة بشكوى من مخبر فى أجهزة المخابرات ذكر فيها أنّ ترامب مارس ضغوطاً على الرئيس الأوكرانى للإساءة إلى منافسه الانتخابى جو بايدن. وتصاعدت الأحداث باستقالة المبعوث الأمريكى إلى أوكرانيا، كورت فولكر، يوم الجمعة، إثر تلقيه استدعاء من الكونجرس لاستجوابه فى إطار التحقيق الرامى إلى عزل الرئيس. وفولكر دبلوماسى مخضرم كان سفيراً للولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسى خلال عهد الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش.
ملف المكالمة الهاتفية التى أجراها ترامب مع نظيره الأوكرانى ، تحول إلى مادة سجال يومية بين ترامب ومعارضيه، وحل محل ملف التحقيق فى التدخل الروسى الذى حقق فيه روبرت مولر لأكثر من عامين. ويوم الجمعة هاجم ترامب رئيس لجنة المخابرات فى مجلس النواب آدم شيف، وكذلك "الإعلام المزيف"، وطالبه بالاستقالة فورا من المجلس، متهما إياه بقراءة نص المكالمة الهاتفية مع زيلينسكى بشكل ساخر، فى محاولة لقلب الحقائق والتأثير على الرأى العام، بحسب ترامب.
فى سلسلة من التغريدات اتهم ترامب شيف بالكذب وعن طريق الاحتيال بتلاوة نسخة من المكالمة، جعلت الأمر "يبدو فظيعا، والرئيس يبدو مذنبا". وقال: "من المفترض أنه كان يقرأ النسخة الدقيقة من المكالمة، لكنه غير الكلمات بالكامل لجعلها تبدو مروعة وأننى مذنب". وأضاف ترامب فى تغريدة أخرى: "لقد كان يائسا لكنه وقح. كذب آدم شيف على الكونجرس وحاول الاحتيال على الشعب الأمريكى. لقد كان يفعل هذا لمدة عامين. أنا أدعوه إلى الاستقالة من الفور من الكونجرس بناء على هذا الاحتيال!".
ورد شيف على ترامب بالقول عبر "تويتر" متهما إياه بالانخراط فى مهزلة للحصول على أوساخ من بلد أجنبى للانتخابات ومحاولة التستر عليها. وقال شيف: "أنت محق فى شىء واحد، كلماتك لا تحتاج إلى السخرية. كلماتك وأفعالك تسخر من نفسها"، مضيفا: "لكن الأهم هنا أن ذلك يعرض بلادنا للخطر". وفيما لا تزال هوية المخبر الذى قدم الشكوى بحق ترامب مجهولة، أكدت مصادر عدة أنه مخبر يعمل فى وكالة المخابرات المركزية "سى آى إيه". وهاجم ترامب فى لقاء خاص فى نيويورك هذا المخبر مستخفا بما كشفه، ووصفه بأنه "أقرب إلى أن يكون جاسوسا" ويحتمل أنه مذنب وخائن.
تم تسريب تصريحات ترامب فى تسجيل خلال لقاء خاص له مع موظفى البعثة الأمريكية فى الأمم المتحدة. وقال ترامب: "أريد أن أعرف من هو الشخص الذى أعطى المخبر تلك التسريبات". ودعا ترامب الجميع إلى الإبلاغ عن المخبرين وأولئك الذين ساعدوه، رغم أن القوانين الفيدرالية المصممة لحماية هويات هؤلاء الأشخاص ومنع الأعمال الانتقامية ضدهم تحظر ذلك. وكان مسئولون آخرون أكدوا أنهم لا يبحثون عن هوية المخبر. وقال جوزيف ماجواير القائم بأعمال مدير المخابرات الوطنية خلال جلسة الاستماع فى مجلس النواب، إنه لا يعرف من الذى كتب الوثيقة، وهو لا يشكك فى دوافعه، معربا عن ثقته أنه قام بالشىء الصحيح وأنه اتبع القانون فى كل خطوة من الخطوات التى قام بها. وأدان المتحدث باسم البيت الأبيض هوجان جيدلى التسريبات القادمة من البيت الأبيض، ووصفها بأنها "خطيرة". وتساءل خلال مقابلة تلفزيونية على قناة فوكس نيوز عن دوافع أولئك الذين قدموا معلومات إلى المبلغين عن المخالفات.
خلال رده على سؤال عن ملاحظات ترامب أمام موظفى البعثة الأمريكية فى الأمم المتحدة قال: "كان يتحدث عن الأشخاص الذين قدموا المعلومات بالفعل للمبلغين عن المخالفات". وأضاف أن تسريب مكالمات ترامب السابقة مع زعيمى أستراليا والمكسيك قد تم تسريبها إلى الصحف، معتبرا أنها تسريبات خطيرة وأنه لا يعلم سبب حصولها. وأكد جيدلى على أنه لا أحد فى البيت الأبيض يشعر بالقلق إزاء الكشف فى تقرير المبلغين عن المخالفات. ويسعى الجمهوريون إلى تحديد هوية المخبر السرى، فى محاولة منهم لتحديد ميوله السياسية وعما إذا كان بالإمكان إلقاء تبعات سياسية وقانونية عليه. وفى خضم معركتهم للدفاع عن ترامب، سربت وسائل إعلامية عن مسئولين فى إدارته، أن توترا يسود أروقة البيت الأبيض حول الاستراتيجية التى سيتم اعتمادها للرد على مساعى الديمقراطيين لتحويل المساءلة التى أطلقوها فى مجلس النواب إلى عملية تقود إلى عزل للرئيس.
الخميس، شهدت العاصمة الأمريكية يوماً آخر من الجدل السياسى الذى لم يخلُ من التشويق والمفاجآت، بعد نشر مضمون المكالمة الهاتفية التى جرت بين الرئيس دونالد ترامب ونظيره الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، التى أظهرت أن ترامب طلب بالفعل من أوكرانيا التحقيق بشأن منافسه السياسى جوزيف بايدن. وبدأ بنشر نص الشكوى التى تقدم بها المخبر الذى بقيت هويته سرية، وعرضت نسخة غير سرية منها مساء الأربعاء على كبار أعضاء مجلس الشيوخ، بينهم ميتش ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورى، وتشاك شومر زعيم الأقلية الديمقراطى، فضلاً عن عدد من كبار أعضاء مجلسى الشيوخ والنواب.
كان مجلس الشيوخ قد وافق على قرار يدعو للسماح بإماطة اللثام عن التقرير بإجماع الأصوات يوم الثلاثاء. ووافق مجلس النواب على إجراء مشابه، بموافقة 421 عضواً، وذلك رغم تراجع البيت الأبيض وموافقته على إطلاع لجنتى المخابرات بالمجلسين على التسريب. وبعد نشر نص الشكوى، تحوّلت الجلسة المغلقة التى أدلى فيها مدير المخابرات الوطنية بالوكالة جوزيف ماجواير بشهادته أمام لجنة المخابرات فى مجلس النواب إلى جلسة علنية، حيث أجاب فيها عن أسئلة محرجة من عدد من أعضاء اللجنة، على رأسهم رئيسها الديمقراطى آدم شيف، الذى لاحق ماجواير بأسئلة عما إذا كان ما أدلى به الرئيس ترامب فى تلك المكالمة يُعدّ جرماً أم لا، فضلاً عن مساءلته عن أسباب تأخره فى إبلاغ الكونجرس بمضمون الشكوى.
ودافع ماجواير عن قراره بعدم مشاركة الشكوى من الفور مع "الكونجرس"، قائلاً إنه لم يكن مُلزَماً بذلك، لكنه أكد أنه يؤيد حق المخبر فى تقديم شكواه إلى مجتمع المخابرات، وعلى تأمين الحماية له، واصفاً الشكوى ب"غير المسبوقة على الإطلاق". وبينما رفض القول ما إذا كان قد ناقش الشكوى مع ترامب، أكد تشجيع الآخرين على القيام بالمثل، إذا وجدوا ما يمكن أن يثير الشبهات، بحسب قوله. وأضاف ماجواير أنه بشهادته يثبت أنه ليس حزبياً ولا سياسياً، وهو يسعى إلى الحفاظ على استقلاليته الوظيفية بمعزل عن أى اعتبارات. وأضاف ماجواير أن كثيراً من عناصر الشكوى ربما تمت تغطيتها بامتياز من السلطة التنفيذية، وهو ما ليس فى حوزته، ولم يمنحه إياه البيت الأبيض.
تولّى الجمهورى ديفين نونيس، نائب رئيس لجنة المخابرات فى مجلس النواب، مهمة الدفاع عن ترامب بشكل حاد، واصفاً القضية بأنها "عملية مطاردة جديدة"، تشبه ملف التحقيق فى التدخل الروسى، الذى لعب دوراً رئيسياً فى الدفاع فيه عن الرئيس ترامب أيضاً.وكان الكشف عن تلك المكالمة قد فجَّر أزمة سياسية كبرى فى واشنطن، وأجبر رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى على إطلاق آلية تحقيق لعزل ترامب كانت تقاومها منذ فترة طويلة. وهى مطالَبة الآن بتحديد الوجهة والمسار الذى سيسلكه الملف، وصولاً إلى التصويت على عزل الرئيس، الذى تحدث البعض عن أنه قد يحصل بنهاية هذا العام.
اتّهمت بيلوسى البيت الأبيض بأنه سعى للتكتُّم على محاولة قام بها للضغط على أوكرانيا للتحقيق مع بايدن. وقالت للصحفيين إن إجراءات المساءلة التى بدأها النواب الديمقراطيون ستركز على قضية أوكرانيا، وإن القضايا الأخرى التى قد يكون ترامب قد استغلّ سلطاته فيها ستُبحث فى وقت لاحق. وجاء فى نص الشكوى غير السرية للمخبر، أن "الرئيس ترامب استغلّ سلطة مكتبه فى محاولة لحمل أوكرانيا على التدخل فى انتخابات عام 2020 للتحقيق مع منافس سياسي". وأضاف النص أن وزير العدل ويليام بار والمحامى الشخصى للرئيس رودولف جوليانى كانا أساسيَيْن فى هذا الجهد.
الشكوى قالت إن "مسئولى البيت الأبيض كانوا قلقين للغاية بشأن ما قاله الرئيس فى المكالمة الهاتفية مع الرئيس الأوكرانى الجديد فى شهر يوليو الماضى، حتى تدخلوا (لإغلاق) سجلّ المكالمات الهاتفية". وتوضّح الشكوى التى تم إصدارها بأقل قدر من التنقيحات، أن هناك شهوداً يستطيعون تقديم نسخة احتياطية من المكالمة، ما يشير إلى قلق المخابرات من التعامل مع سجلّات البيت الأبيض للمكالمة. وتوضح الشكوى أن سجلّ المحادثة فى 25 يوليو بين ترامب ونظيره فولوديمير زيلينسكى عُومِل بطريقة غير معتادة، بما فى ذلك الإفراط فى تصنيف أجزاء منها لدواعى السرية، بحسب وجهة نظر المخبر. وتشير الشكوى إلى أن هناك تفاصيل كثيرة من المكالمة الهاتفية كان قد تم الإفراج عنها فى نص الشكوى الأصلى التى قدمها المخبر، فى أغسطس الماضى، تتضمن أسماء مسئولى البيت الأبيض الذين ربما شهدوا سوء السلوك الرئاسى وغيره من الإجراءات.
بعد الجلسة العلنية التى حضرها ماجواير أمام لجنة المخابرات فى مجلس النواب، شهد مع مايكل أتكنسون المفتش العام للمخابرات، كل على حدة، فى جلسة مغلقة أمام لجنة المخابرات فى مجلس الشيوخ، حول الموضوع نفسه. وواصل الرئيس ترامب الدفاع عن نفسه، وانتقد الديمقراطيين بعد دقائق من نشر تقرير المخبر، وحث الجمهوريين فى تغريدة على "تويتر"، على "التماسك". وفى تغريدة أخرى، أكّد أن أسواق الأسهم سوف تنهار إذا تابع الديمقراطيون إجراءات عزله. ودعا الرئيس الأمريكى الجمهوريين إلى "القتال"، مضيفاً أن "مستقبل البلاد على المحك"، علماً بأنه يندد منذ يومين ب"أسوأ حملة مطاردة (يتعرَّض لها) فى تاريخ الولايات المتحدة".
الرئيس الأمريكى ترامب عقد مؤتمراً صحفياً مع وزير الخارجية مايك بومبيو، ووزير الخزانة ستيفن منوشين، مساء الأربعاء، فى نيويورك، دافع فيه عن المكالمة، مؤكداً أنه غير قَلِق، وأنه لم يخالف القانون، ومن السخيف أن يتم إطلاق آلية لعزله بناء عليها. واتّهم ترامب الديمقراطيين بأنهم يسعون لتحقيق مكاسب سياسية "لعجزهم عن هزيمتنا فى صناديق الاقتراع". وشدّد على إنجازاته الاقتصادية، وعلى صعود الاقتصاد الأمريكى عموماً، وارتفاع قيمة الأسهم وانخفاض معدل البطالة بشكل قياسى وارتفاع الأجور، وكذلك على سياساته التجارية مع الصين وغيرها من الدول، وعلى إجبار حلفاء الولايات المتحدة وأصدقائها على زيادة مساهماتهم وإنفاقهم على أمنهم، مشيراً إلى أن هذه السياسات مهدَّدة بالتبخُّر إذا تم عزله.
وحظى ترامب بدعم كثير من أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الجمهوريين، الذين فضّلوا عدم إبعاد أنفسهم عنه، على رأسهم السيناتور ليندسى جراهام، الذى غرد على "تويتر" قائلاً: "إذا شعرت بالصدمة من هذا النص، فأنت لستَ وحدك أو مجنوناً". وأضاف أن "أولئك الذين يرغبون فى عزل الرئيس على هذا النص قد أظهروا كراهيتهم للرئيس ترامب حتى من دون وجوده". يُذكر أن جراهام عمل مدعياً عامّاً فى مجلس النواب خلال محاكمة الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 1999.
فى المقابل، عبّر شيوخ جمهوريون، بينهم السيناتور ميت رومنى، عن "قلقهم" مما ورد فى الشكوى. كما أعلن السيناتور الجمهورى بن ساس، وهو عضو لجنة المخابرات فى مجلس الشيوخ أنه "يجب ألّا يهرع الجمهوريون للدفاع وقول إن الأمر لا ينطوى على شىء، فى حين أنه من الواضح أنه ينطوى على كثير من الأشياء المثيرة للقلق البالغ". وكانت قناة "إم إس إن بى سى" الأمريكية قد قطعت بثّ المؤتمر الصحفى لترامب، معللةً ذلك بأن الرئيس "يكرر الاتهامات حول منافسه الديمقراطى جوزيف بايدن، فى محاولة للتشويش على مسألة التحقيق ضده، وبأن ادعاءاته ضد بايدن لا تستند إلى أى دليل، وأن المحقق العام الأوكرانى كان أصدر قراراً ينفى فيه التهم التى وُجهت إلى ابنه هانتر بايدن"، بحسب ما قالته مذيعة المحطة، نيكول والاس.
عمل نجل بايدن لصالح مجموعة غازية أوكرانية منذ عام 2014، حين كان والده نائباً للرئيس السابق باراك أوباما. وتزايد عدد أعضاء مجلس النواب الذين يؤيدون البدء فى آلية التحقيق والتصويت على العزل. وبلغ عددهم أكثر من 218 نائباً، ما يعنى أن الديمقراطيين صار لديهم الغالبية للتصويت على عزل ترامب، من دون الحاجة إلى أى نائب جمهوري.
فى المقابل تداولت وسائل التواصل الاجتماعى تصريحات السيناتور الجمهورى السابق عن ولاية تكساس جيف فليك ما قاله الخميس، بأن ما لا يقل عن 35 من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين سيصوتون بشكل خاص على عزل ترامب. وقال فليك الذى ينتقد الرئيس بشكل دائم فى مهرجان فى الولاية: "سمعت أحدهم يقول إذا كان هناك تصويت خاص سيكون هناك 30 صوتا جمهوريا. هذا ليس صحيحا سيكون هناك 35 على الأقل".
من المعروف أن تصويت مجلس الشيوخ فى أى محاكمة لعزل الرئيس سيكون علنيا. وكانت رئيسة مجلس النواب نانسى بيلوسى قد أعلنت الثلاثاء عن إطلاق آلية تحقيق قد تؤدى إلى التصويت على عزل الرئيس ترامب فى مجلس النواب، بعدما ضمن الديمقراطيون الأصوات الكافية للتصويت على عزل الرئيس، إذا تبين أن ما قام به ترامب يشكل انتهاكا للدستور عبر الاستعانة بدولة أجنبية ضد منافسه الرئيسى جوزف بايدن فى الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2020، وخلال مقابلة تلفزيونية صباح الجمعة، قالت بيلوسى إنها تصلى من أجل ترامب، متهمة إياه بخيانة القسم الرئاسى وباستخدام أموال دافعى الضرائب من أجل التأثير على الرئيس الأوكرانى، بحسب قولها. كما اتهمت بيلوسى وزير العدل ويليام بار "بالمرارة" فى تعامله مع تداعيات مكالمة ترامب مع زيلينسكي. وقالت: "لقد ذهب بشكل مارق وبحسب ما يقوم به أعتقد أنه يريد التستر".
فى السياق قال مراقبون إن اعتماد ترامب على تكتيكاته السابقة عبر مهاجمة خصومه عندما يكون فى موقف دفاعى، قد لا تعمل فى هذا الملف، الذى تمكن فيه المخبر السرى من إنجاز ما عجز عن تحقيقه مولر خلال سنتين بأسبوع واحد. ولطالما اتهم ترامب مولر وغيره من المحققين مرارا وتكرارا، فى الملف الروسى بأنهم كانوا غير مخلصين، وأنهم متعاملون مع الديمقراطيين ويشاركونهم فى "مطاردة الساحرات" لدوافع سياسية.
شكوى المخبر وسرية هويته المحمية بالقانون، تجعل ملفه مختلفا عن ملف التحقيق الروسى، وتجعل من الصعب على ترامب الاعتماد على تكتيك التهجم على الخصوم؛ خصوصاً أن ملف الشكوى الأصلى غير المنقح يعتبره الجميع دليلا قويا على الادعاء الأساسى، فضلا عن سرعة التحول الذى سببته هذه الشكوى فى المشهد السياسى فى واشنطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.