دخلت صباح اليوم الإثنين تعزيزات عسكرية تركية إلى جنوب محافظة إدلب، غداة سيطرة قوات النظام السوري على الأطراف الشمالية الغربية لمدينة خان شيخون الواقعة في المنطقة، الأمر الذي أثار تنديداً سورياً رسمياً عنيفاً. وشاهد مراسل وكالة فرانس برس صباح اليوم رتلاً تركياً مؤلفاً من قرابة 50 آلية من مصفّحات وناقلات جند وعربات لوجستية بالإضافة إلى 5 دبابات على الأقل، أثناء وصوله إلى مدينة معرة النعمان الواقعة على بعد 15 كيلومتراً شمال خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي. وجاء دخول التعزيزات غداة تمكن قوات النظام وبإسناد جوي روسي من دخول الأطراف الشمالية الغربية لخان شيخون، التي من شأن استكمال السيطرة عليها أن يؤدي إلى حصار ريف حماة الشمالي المجاور حيث توجد أكبر نقاط المراقبة التركية في بلدة مورك، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. ومنذ نهاية أبريل، تتعرض مناطق في إدلب وأجزاء من محافظات مجاورة تسيطر عليها هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وتنتشر فيها فصائل أخرى معارضة أقلّ نفوذاً، لقصف شبه يومي من قوات النظام وحليفتها روسيا. وبدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي. وأفاد المرصد اليوم عن استهداف طائرة روسية شاحنة صغيرة تابعة للفصائل المعارضة كانت تستطلع الطريق أمام الرتل التركي عند الأطراف الشمالية لمعرة النعمان، ما تسبّب بمقتل مقاتل من فصيل "فيلق الشام" السوري المدعوم من تركيا والذي يقاتل النظام السوري. وتوقّف الرتل لوقت قصير قبل أن يكمل طريقه، إلى وسط المدينة. ولدى وصوله إلى وسط معرة النعمان، نفّذت طائرات سورية وأخرى روسية ضربات على أطراف المدينة، "في محاولة لمنع الرتل من التقدّم"، وفق ما قال مدير المرصد رامي عبد الرحمن. ورجّح عبد الرحمن أن يكون إرسال هذه التعزيزات بمثابة "عرض قوة" من أنقرة بينما تحاول قوات النظام التقدم في خان شيخون وتخوض معارك عنيفة ضد هيئة تحرير الشام والفصائل المعارضة عند الأطراف الشمالية الغربية للمدينة. وبحسب عبد الرحمن، تتحرّك قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي على محورين، إذ "تحاول التوسّع من نقاط سيطرتها في خان شيخون باتجاه شمال المدينة للسيطرة على طريق استراتيجي سريع" يمر جزء منه في إدلب ويربط مدينة حلب (شمال) بدمشق. وتعمل قوات النظام من جهة ثانية "على التقدم إلى خان شيخون من جهة الشرق، ما سيمكّنها من فرض حصار مطبق على ريف حماة الشمالي الذي يضم أكبر نقطة مراقبة للقوات التركية في بلدة مورك". وأفاد مراسل فرانس برس عن قصف عنيف بالطائرات الحربية والراجمات ورشاشات المروحيات يستهدف الطريق الدولي شمال خان شيخون. ونقل مشاهدته لدخان كثيف يتصاعد من المنطقة. وقال الناطق باسم فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" التي تنضوي الفصائل المعارضة في المنطقة في إطارها، ناجي مصطفى: "التعزيزات التركية كانت في طريقها باتجاه نقاط القوات التركية في مورك". واتهم روسيا، حليفة دمشق، باتباع "سياسة الأرض المحروقة من أجل السيطرة على خان شيخون وريف حماة الشمالي" عبر استخدام "ترسانتها من الطائرات الحربية والمدفعية والقذائف". وأشار إلى معارك عنيفة تدور عند تلة تل ترعي الاستراتيجية شرق خان شيخون التي تحاول قوات النظام السيطرة عليها تحت "الكثافة النارية الروسية" من أجل التقدم باتجاه خان شيخون. وخلال سنوات النزاع، لطالما اتبعت قوات النظام بدعم روسي استراتيجية القضم التدريجي لمعاقل الفصائل المعارضة تمهيداً للسيطرة عليها.