كعادتها لا تتوان قطر عن دعم ومساندة الإرهابيين في كل مكان، فهي تفتح ذراعيها للإرهاب حيثما كان وبشتى الطرق، وذلك ما أشارت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية في تحقيق حديث لها، حيث كشفت عن التسهيلات المالية التي تقدمها قطر للإرهابيين المدرجين على قوائم الإرهاب التي يضعها مجلس الأمن، مستغلة ثغرات في نظام العقوبات الدولية. وكان من أخطر الإرهابيين التي دعمتهم قطر بمبالغ مالية هائلة، الإرهابي القطري خليفة السبيعي، الذي حصل على 120 ألف دولار خلال عام واحد، والمدرج على قوائم الإرهاب الدولية منذ عام 2008، ضمن قائمة الداعمين والممولين لتنظيم "القاعدة". وأشار الصحيفة الأمريكية، إلى أن واشنطن قد اتهمت خليفة السبيعي، بأنه "رجل القاعدة الأول في قطر"، حيث دعم قادة التنظيم الإرهابي بمن فيهم خالد شيخ محمد، العقل المدبر لهجمات 11 ستبمر، واحتجزته قطر 6 أشهر وأفرجت عنه، متجاهلة مطالب دولية وأمريكية لاستجوابه. وفي عام 2017، أدرجت السعودية والإمارات ومصر والبحرين, السبيعي على قائمة سوداء تضم 59 إرهابيًا. وقال بيان صادر عن الدول الأربعة وقتها، إن لائحة الإرهاب هذه مرتبطة بقطر وتخدم أجندات مشبوهة، في مؤشر على ازدواجية السياسة القطرية التي تعلن محاربة الإرهاب من جهة، وتمويل ودعم وإيواء مختلف التنظيمات الإرهابية من جهة أخرى. وكشفت وثائق اطلعت عليها صحيفة "وول ستريت جورنال" عن وجود ثغرات في نظام العقوبات الخاص بمجلس الأمن، استغتلها قطر لإمكانية وصول التنظيمات الإرهابية وأنصارهم لحساباتهم البنكية بالرغم من تجميد أصولهم. وتوضح سجلات الأممالمتحدة، أن مجلس الأمن سمح للأفراد المدرجين على القائمة السوداء بالوصول إلى حساباتهم في 71 طلبًا من بين 72 طلبًا خلال الفترة من 2008 ل2018. وقالت الصحيفة الأمريكية، إن أعضاء الجماعات الإرهابية أو مؤيديهم المدرجين على القائمة السوداء للأمم المتحدة ليس من المفترض وصولهم إلى أي شكل من أشكال التمويل، وهذا في المقام الأول لضمان أنهم لا يدعمون أو ينظمون هجمات إضافية. ولكن يفترض أن تتقدم بلدان هؤلاء الإرهابيون بطلبات للأمم المتحدة، للحصول على استثناءات تمكن هؤلاء الأشخاص من الوصول إلى مبالغ مالية صغيرة تستند على طلبات ميزانية تفصيلية للدفع مقابل الطعام والإيجار والاحتياجات الضرورية الأخرى. ونقلت "وول ستريت جورنال" عن بعض مسئولي الأممالمتحدة، أن الدول الأعضاء لا تراقب بقدر كاف الإرهابيين المدرجين ضمن القائمة السوداء الذين يعيشون داخل حدوها، وتفشل في ضمان عدم حصول هؤلاء الأفراد على التمويل. وأوضح المسئولون أن الإجراءات المتعلقة بالإعفاءات تفتقر إلى الرقابة، إذ تمنح تقريبًا لأي أحد يطلبها وبمبالغ أحيانًا تعتبر ضخمة بشكل غير مبرر، كما أن الطلبات لا تذكر بالتفصيل الاحتياجات كما هو مطلوب، ولا توجد عمليات تدقيق خاصة بالنفقات. كما أن هناك مشكلة هامة أخرى في الحد من الوصول إلى الأموال المجمدة، تتمثل في أن طلبات دول الإرهابيين لا يمكن رفضها إلا من خلال التصويت بالإجماع من جانب ال15 عضوًا بمجلس الأمن، لذلك من الصعب للغاية التوصل لاتفاق على كل شيء بمجلس الأمن. وظهرت أحد الحسابات الخاصة للسبيعي، المسئول السابق بالبنك المركزي القطري، الذي قالت الأممالمتحدة إنه واصل تمويل الأنشطة الإرهابية على الأقل خلال عام 2013، بين سجلات لبيانات مسربة من "بنك قطر الوطني"، واعترف البنك بأن أنظمته تعرضت للاختراق على يد قراصنة عام 2016. وشككت دول خليجية أخرى في أن قطر لم تنفذ عقوبات الأممالمتحدة بشكل كاف وتسمح بتمويل الإرهاب، مما يساهم في النزاعات الإقليمية المريرة. وأوضح مسئولون أمميون، أن طلبات الإعفاءات التي تقدمت بها قطر نيابة عن السبيعي ساعدت في تسريع الضغط من أجل إصلاح شامل لقواعد الأممالمتحدة، وقال أحد الأشخاص المطلعين على الطلبات التي قدمتها الدوحة: "قطر تقدمت بطلبات من أجل مبالغ مالية غير معقولة". ويسعى بعض المسئولين في الأممالمتحدة إلى تحديث قرار مجلس الأمن ذي الصلة، بحيث لا يمكن للأشخاص أو الكيانات المطبقة عليها العقوبات الحصول على مبالغ مالية كبيرة، حيث كان القرار رقم 1267 لعام 1999، قد صدر في بادئ الأمر لإنشاء نظام العقوبات ضد أعضاء "طالبان". وبحسب ما ذكرته الأممالمتحدة، تم إدانة السبيعي في محاكمة غيابية عام 2008 في البحرين بتهمة تمويل الإرهاب وتسهيله، ثم تم إلقاء القبض عليه في قطر وسُجن لمدة 6 أشهر. وبعدما تم إطلاق سراحه، بحسب الوثائق الخاصة بالأممالمتحدة، قام السبيعي بمعاودة التواصل مع عملاء القاعدة، واستأنف نشاط تدبير الأموال لدعم التنظيم الإرهابي، وكذلك التواصل مع عملاء في إيران في 2009 و2011 وطوال عام 2012. وفي عام 2012، ثبت تورط السبيعي في إرسال أموال لتنظيم القاعدة في باكستان، كما قام في عام 2013 بجمع أموال لجبهة النصرة التابعة للتنظيم في سوريا، وتورط في جمع تبرعات للقيادي بتنظيم القاعدة عبد الله المحيسني. وأشارت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية، إلى تصريحات لمساعد وزير الخزانة الأمريكية لشئون الإرهاب، ديفيد كوهين، ذكر فيها أن السبيعي يعيش في العاصمة القطريةالدوحة بحرية مطلقة، وكان يعمل في قسم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب في البنك المركزي القطري. وكشفت الخزانة الأمريكية ، أن السبيعي مستمر في تمويل التنظيمات الإرهابية، حيث تشير تقارير إلى إرساله ملايين الدولارات إلى أفراد تابعين للقاعدة في العراقوسوريا. وأظهرت وثائق كشفت عنها وزارة الخزانة الأمريكية، وجود صلات بين السبيعي وممول إرهابي متهم بتوفير التمويل لإحدى الجماعات المنبثقة عن تنظيم "القاعدة"، كانت تخطط لتفجير طائرات، وتنفيذ عمليات إرهابية في الدول العربية وأمريكا. وكانت تلك الجماعة الإرهابية المنبثقة عن تنظيم القاعدة، معروفة باسم "جماعة خرسان"، وتتخذ من شمال شرق سوريا مقرًا لها، وهي عبارة عن خلية من مقاتلي القاعدة الذين انتقلوا إلى سوريا من منطقة الحدود الأفغانية الباكستانية، وهي خططت لتفجير طائرات باستخدام قنابل مصنعة على شكل عبوات معجون أسنان، ولكن الولاياتالمتحدة أحبطت هذا الهجوم من خلال ضربة جوية على مقر الجماعة الإرهابية في سوريا. وبحسب الوثائق الأمريكية، فإن السبيعي لديه علاقة بشخص يدعى أشرف محمد يوسف عثمان عبدالسلام، وهو أردني الأصل وقطري الجنسية، مقيم في سوريا منذ بداية الأحداث الدموية في 2011، وتصفه الحكومة الأمريكية بأنه أحد ممولي تنظيم القاعدة في العراق وجبهة النصرة في سوريا. وعبر حساباته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أظهر السبيعي دعمًا صريحًا ومباشرًا للتنظيمات الإرهابية في سوريا، حيث سبق له أن حاول التسويق لصفقة شراء صواريخ من نوع "جراد"، وذلك بإشراف من عبدالله المحيسني. وفي تقرير موسع نشرته صحيفة "تليجراف" البريطانية، في أكتوبر 2014، أكد أن السبيعي قام بتمويل مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي في سورياوالعراق. وقال هانز جاكوب شندلر، كبير مديرين في مشروع مكافحة التطرف CEP، والمستشار السابق لمجلس الأمن الدولي: "إن ضبط شخص بارز مثل السبيعي في عملية لتمويل الإرهاب أمر مهم للغاية". خليفة محمد تركي السبيعي، قطري من مواليد 1 يناير 1965، أحد أبرز ممولي الجماعات الإرهابية في الدول العربية، خاصة تنظيم القاعدة وفروعه. وما يجعل السبيعي مهماً هو ارتباطه بخالد شيخ محمد، أحد أكبر قيادات تنظيم القاعدة والعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، والذي اعتقل في عام 2003، وقدم السبيعي دعمًا ماليًا سخيًا له د في 2008.