في 13 يونيو عام 1912 الفيلسوف والكاتب فرنسى روجيه جارودى أو رجاء جارودى، الذي وقف موقفاً مناهضاً للصهوينية.. فما هي حكاية هذا الكاتب الراحل؟. ولد في فرنسا، لأم كاثوليكية وأب ملحد، اعتنق البروتستانتية وهو فى سن الرابعة عشرة، ودرس فى كل من جامعة مرسيليا وجامعة إيكس أون بروفانسن وانضم إلى صفوف الحزب الشيوعى الفرنسي، وفى عام 1937، عين أستاذًا للفلسفة فى مدرسة الليسيه من ألبى، حصل جارودى على درجة الدكتوراه الأولى سنة 1953 من جامعة السوربون عن النظرية المادية فى المعرفة، ثم حصل على درجة الدكتوراه الثانية عن الحرية عام 1954 من جامعة موسكو. صدر أول كتاب له عام 1946، وطرد من الحزب الشيوعى الفرنسى سنة 1970، وذلك لانتقاداته المستمرة للاتحاد السوفياتى، وفى نفس السنة أسس مركز الدراسات والبحوث الماركسية واستمر مديرًا له لمدة عشر سنوات. كان جارودي عضواً في الحوار المسيحى-الشيوعى في الستينيات، فقد وجد نفسه منجذباً للدين وحاول أن يجمع الكاثوليكية مع الشيوعية خلال عقد السبعينيات، وبدأ يميل إلى الإسلام فى هذه الفترة، وفى 2 يوليو 1982 أشهر جارودى إسلامه، فى المركز الإسلامي في جنيف. ولجارودي عدد من المؤلفات الإسلامية منها كتابيه "وعود الإسلام" و"الإسلام يسكن مستقبلنا"، وعرف الجمهور العربى والإسلامى جارودى لأول مرة بهذه المناسبة، فسطع نجمه فى المؤتمرات والندوات وضيفاً في المنتديات، لكنه ضل عصيا على الاحتواء والاستحواذ، فأثار بذلك امتعاض وابتعاد الكثير من الدوائر الإسلامية عندما انتقد بشدة تيارات الفكر الإسلامي المعاصرة، معلناً أنه لم يتخل باعتناقه الإسلام عن جوهر المسيحية وكنة الماركسية. بعد مجازر صبرا وشاتيلا فى لبنان أصدر غارودى بيانا احتل الصفحة الثانية عشرة من عدد 17 حزيران 1982 من جريدة لوموند الفرنسية بعنوان معنى العدوان الإسرائيلى بعد مجازر لبنان وقد وقع البيان مع جارودي كل من الأب ميشيل لولون والقس ايتان ماتيو. وكان هذا البيان بداية صدام جارودي مع المنظمات الصهيونية التي شنت حملة ضده فى فرنسا والعالم، وفى عام 1998م أدانت محكمة فرنسية جارودى بتهمة التشكيك فى محرقة اليهود فى كتابه "الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل"، حيث شكك فى الأرقام الشائعة حول إبادة يهود أوروبا في غرف الغاز على أيدي النازيين. وصدر بسبب ذلك ضده حكم بالسجن لمدة سنة مع إيقاف التنفيذ. نال جارودي جائزة الملك فيصل العالمية سنة 1985م عن خدمة الإسلام وذلك عن كتابيه "وعود الإسلام"، و"الإسلام يسكن مستقبلنا"، ولدفاعه عن القضية الفلسطينية، كما حصل على الدكتوراه الفخرية من جامعة قونية في تركيا سنة 1995.