انطلقت مطلع الأسبوع الجاري اجتماعات لجان المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية السنوية والذي يصفه البعض ب"برلمان الكنيسة"، وتختتم أعماله يوم الخميس المقبل 13 يونيو الجاري بجلسة عامة يرأسها البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية. ويعد المَجْمع المقدس هو الهيئة العليا داخل للكنيسة القبطية الأرثوذكسية ويرأسه بابا الإسكندرية أى بطريرك الكرازة المرقسية وأعضاؤه يتشكلون من الآباء المطارنة والأساقفة المجلسين على الأبرشيات والأساقفة العامون – أى الأسقف العام وهو أسقف بلا إيبارشية ولا كرسي ولا حدود جغرافية لخدمته- ورؤساء الأديرة القبطية سواء داخل مصر أو خارجها. ويجتمع المجمع المقدس مرة كل عام لمدة أسبوع وبالتحديد عقب عيد القيامة المجيد وقبل صوم الرسل أى خلال فترة أيام الخماسين، وذلك لمناقشة أوضاع الكنيسة القبطية التشريعية والكهنوتية واللاهوتية، ويضم المجمع مجموعة من اللجان في شتى نواحى الحياة؛ ويرأس كل لجنة منها مطران أو أسقف ومعه مجموعة من الأعضاء الأساقفة ويصل عددها نحو عشرة لجان. ورغم أن البطريرك يرأس المجمع المقدس باعتباره خليفة السيد المسيح ورسله – وفق العقيدة الأرثوذكسية - لكنه لا يملك اتخاذ القرار منفرداً، لأن الكنيسة القبطية تتميز على مر العصور بمسحة ديمقراطية لا تخلو منها عملية صنع القرار في هذه المؤسسة الدينية. ملفات ساخنة ومن المتوقع أن تشهد جلسات المجمع هذا العام مواجهات حادة وأجواء متوترة بين أعضائه من الأساقفة نظراً للملفات الساخنة والمثيرة للجدل والتي ستخضع للنقاش. ما زاد من سخونة جلسات المجمع أيضاً فضلاً إنشاء أحد الأساقفة لجان موازية للجان المجمع المقدس داخل ايبارشيته في سابقة هي الأولي من نوعها داخل الكنيسة. وكشفت مصادر كنسية عن أبرز الملفات التي تتصدر أعمال المجمع المقدس للكنيسة في دورته السنوية هذا العام، وعلى رأسها ملف الرهبنة وضبط الأديرة عقب الحادث الذي وقع العام الماضي بدير الأنبا مقار بوادي النطرون وأودى بحياة الأنبا إبيفانيوس أسقف ورئيس الدير على يد اثنين من الرهبان بالدير. وذكرت مصادر أخرى أن قضية توحيد الأعياد المسيحية ستفرض نفسها علي جدول الأعمال في ظل رغبة البابا ولجنة المهجر بالمجمع المقدس السماح للأقباط في الخارج للاحتفال بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر دون سريان ذلك على أقباط الداخل الذين يحتفلون يوم 7 يناير، وهو الملف الذي أثار جدلاً واسعاً علي الساحة القبطية مؤخراً، ما دفع الأنبا دانيال، سكرتير المجمع المقدس، لنفي الأمر قبل يومين فقط من انطلاق جلسات المجمع قائلاً "لجان المجمع المقدس لن تناقش مسألة توحيد الاحتفال بعيد الميلاد، في اجتماعاتها". توحيد الأعياد وأكد الأنبا دانيال، في تصريح له أن المجمع لن يناقش أيضا مسألة توحيد عيد القيامة، والتي تحدث عنها قداسة البابا تواضروس الثاني، في وقت سابق. ويرجع الاختلاف بين الطوائف المسيحية في الاحتفال بعيد الميلاد والقيامة بين الكنيسة الشرقيةوالغربية، إلي أن الكنيسة الغربية تتبع التقويم الجريجوري، بينما تتتبع الكنائس الشرقية التقويم القبطي. ومن المقرر أن تشهد جلسات المجمع عرض قضية تقسيم إيبارشية المنيا وأبو قرقاص على أعضاء المجمع المقدس، لحسم مصيرها في ضوء رغبة البابا بتكثيف الخدمة والاهتمام بالإيبارشية رعوياً عقب وفاة الأنبا إرسانيوس مطران الإيبارشية في العام الماضي، وفيما يقف أمام تلك الخطوة عائق ممانعة الأقباط والكهنة بالإيبارشية تحت تأثير الحملات الموجهة على مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت المصادر، إلى أن البابا مع سكرتارية المجمع المقدس وضعا تصورا لتقسيم الإيبارشية وهو ما أدى لتأجيل رسامة أو تجليس أساقفة عليها في حركة الرسامة المقررة يومي السبت والأحد المقبلين بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية بعد أن وقع اختيار البابا على ترشيح الراهب بولس البراموسي أسقفا لشرق كندا، والراهب إيلاريون البراموسي أسقفا للبحر الأحمر، والراهب ميخائيل المحرقي أسقفا لمنفلوط، والراهب متاؤس الأخميمي أسقفا ورئيسا لدير العذراء بأخميم، فضلا عن تجليس "الأنبا أنطونيوس مرقس الأسقف العام لشؤون أفريقيا أسقفا لإيبارشية جنوب أفريقيا. ومن المتوقع أن يتطرق المجمع لمناقشة بعض الأمور العقائدية واللاهوتية المتعلقة بالكنيسة القبطية. لجنة التعليم والإيمان وفي سابقة هي الأولي من نوعها وقبل أيام قليلة من انطلاق الاجتماع السنوي للمجمع المقدس، أعلن الأنبا أغاثون، أسقف مغاغة والعدوه، عن تشكيل لجنة التعليم والإيمان والعقيدة بالإيبارشية. ووفقًا لبيان أصدره الأنبا أغاثون فإنه هذه اللجنة تُعد امتدادًا للجنة الإيمان والتعليم والتشريع بالمجمع المقدس، لتساعد على توصيل وتوضيح ما يتم إصداره من توصيات وقرارات من المجمع المقدس لأبناء الكنيسة الأرثوذكسية. وأضاف الأنبا أغاثون أن هذه اللجنة لها دور مهم في نشر التعاليم الصحيحة وعقائد الكنيسة وإيصال ذلك لأبناء الإيبارشية بمختلف المراحل العمرية، مع مراجعة ما يتم تداوله داخل الإيبارشية من أفكار وكتب ودراسات وأبحاث قبل صدورها أو توزيعها والرد على التعاليم الغريبة، التي تتنافي مع عقيدة الكنيسة سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو الكتب. وأضاف أنه تم تشكيل اللجنة من الأنبا أغاثون رئيسًا للجنة، والأشراف العام للقمص عزرا فنجري والقمص أغاثون طلعت.