كمكافأة لهم اختارت الأممالمتحدة مجموعة من المتقاعدين والذين تم اعفائهم من مناصبهم الهامة في بلادهم ليكونوا مبعوثين لها في الدول العربية،حيث اقتصر عملهم على التنزه والترحال بين الدول المعنية بالأزمات وإطلاق التصريحات بين الحين والآخر بينما لم يقدموا حلولا لهذه الأزمات، وأثبتوا فشلا ذريعا في محاولات التوفيق بين أطراف الصراع سواء في اليمن أو ليبيا أو سوريا أو العراق أو حتى فلسطين ،حيث لا تزال هذه الدول تعاني من تفاقم الصراع بشكل يهدد استقرار المنطقة ككل. جير بدرسون تحت عنوان "مهمة مستحيلة" تسلم جير بدرسون مهام منصبه كمبعوث أممي إلى سوريا، حيث يجب عليه أن ينهي الصراع الدائر في البلاد منذ ثمان سنوات قبل نهاية العام الجاري، على الرغم من تعدد أطراف هذا الصراع ما بين حكومة ومعارضة وأكراد إضافة إلى عدد من الجماعات المسلحة. ويعد جير بدرسون رابع مبعوث أممي لسوريا ، بعد كوفي عنان والدبلوماسي الجزائري الأخضر الإبراهيمي وستيفان دي ميستورا الذين فشلوا في مهمتهم في التوفيق بين أطراف الصراع السورية. ويرى المحللون السياسون أن على بدرسون التوصل لحل نهائي للأزمة قبل نهاية العام الحالي،وفقا للشروط التي وضعتها الدول الغربية لبدء عملية إعمار البلاد ، وبناء على ذلك سيكون على المسئول الأممي إقناع الأطراف المتنازعة بتشكيل لجنة لإعادة كتابة الدستور السوري وإحداث انتقال سياسي ويبدو أن مهمة بدرسون مستحيلة ،حيث اعتبرت هيئة التفاوض السورية المعارضة أن تغيير الموفدين لن يكون له تأثيرا يذكر على مصير البلاد في ظل غياب إرادة وإجماع دوليين لخريطة طريق سياسية. ويرى بدرسون أن هناك فجوة بين الحكومة السورية والمعارضة التي تقف في طريق عملية السلام، الأمر الذي يصعب مهمته الحالية, كما يرى أن أكراد سوريا، جزء من العملية السياسية في البلاد، لكن مايسمى بقوات سوريا الديمقراطية (قسد) ليست جزءا من تلك العملية. وفي أول إحاطة له في الأممالمتحدة , أكد أنه أجرى لقاءات مع النظام السوري والمعارضة، ثم مع الفاعلين الدوليين وعلى رأسهم تركياوروسيا وإيران، واصفا اللقاءات بالإيجابية. ولفت بيدرسون، إلى إمكانية الحاجة لتشكيل منتدى دولي مشترك للمساعدة في حل المشاكل في سوريا تحت قيادة السوريين،وبين أن أولوياته خلال الفترة المقبلة هي بناء الثقة بين النظام والمعارضة، ورؤية اتخاذ خطوات ملموسة في قضية المعتقلين والمختطفين والمفقودين بمساعدة أطراف مسار أستانا، وإشراك الكثير من الشرائح السورية في العملية، وإنشاء لجنة دستورية موثوقة ومتوازنة وشاملة. ولد الدبلوماسي النرويجي جير بيدرسن، بأوسلو في 1955، وعين سفيرا للنرويج لدى الصين في 9 يونيو 2017، وكان في وقت سابق، الممثل الدائم للنرويج لدى الأممالمتحدة في نيويورك، بين 2012 و 2017، وشغل قبل ذلك منصب المدير العام لإدارة الأممالمتحدة والسلام والشئون الإنسانية، في وزارة الخارجية النرويجية. خدم بيدرسن منسقا خاصا للبنان على مستوى وكيل الأمين العام للأمم المتحدة بين 2005 و2008 وبين 1998 و2003، كما شغل منصب ممثل النرويج لدى السلطة الفلسطينية. في 1993 كان عضو الفريق النرويجي في مفاوضات أوسلو السرية، التي أفضت إلى توقيع إعلان المبادئ والاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية، وإسرائيل. تولى مهام منصبه كمبعوث أممي إلى سوريا في يناير من العام الجاري، في ظل استعادة الرئيس السوري بشار الأسد لجزء كبير من سيادته على البلاد بمساعدة روسيا .. وفيما يتعلق بحالته الاجتماعية فهو متزوج وأب لخمسة أبناء.