يستعد المسئول التنفيذي السابق في شركة الطيران الأمريكية العملاقة "بوينج" باتريك شاناهان لتولي مهمة ثقيلة بدلاً من وزير الدفاع المستقيل جيمس ماتيس، الذي يغادر البيت الأبيض في بداية يناير المقبل بعد استقالته من منصبه إثر قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا. ويصف ترامب الرجل الجديد الذي سيتولى قيادة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بالموهوب، صاحب الإنجازات الطويلة، بكونه نائباً لوزير الدفاع سابقاً، ومسؤولاً كبيراً في شركة بوينج، مؤكداً أن الرجل سيكون رائعاً. في حين أنه لم يسبق لباتريك شاناهان أن خدم في الجيش الأمريكي. وتقول "سي أن أن"، إن شاناهان لا يحظى بخبرة كافية في الشئون الدولية، ومجال مكافحة الإرهاب. وتؤكد الشبكة الأمريكية أن شاناهان تعامل خلال توليه منصب نائب وزير الدفاع بقضايا الإصلاح الداخلي للبنتاجون، والميزانية وتطوير القوة الفضائية، التي تهم بشكل أساسي الرئيس ترامب. وتؤكد مجلة "فورن بويليسي" في تقرير نُشر أمس الأحد، إن اختيار باتريك شاناهان لتولي منصب وزير الدفاع لم يتم رسمياً بعد، كون القرار يتطلب تأكيداً بالموافقة من قبل مجلس الشيوخ الأمريكي، لكن في الوقت نفسه تؤكد المجلة أن الرجل هو أفضل خيار متاح في الوقت الحالي. وتؤكد المجلة، أن صعود شاناهان لم يأت من فراغ، فشركة "بوينج" التي عمل فيها طويلاً تؤثر بشكل كبير في سياسة وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" خصوصاً في ظل إدارة الرئيس دونالد ترامب، فخلال الستة الأشهر الأخيرة الماضية ربحت الشركة صفقات لتطوير طائرات البنتاجون العسكرية رغم تأخرها في تسليم أسطول ناقلات للقوات الجوية الأمريكية. ويؤكد نفوذ "بوينج" سعي قادة في البنتاجون للضغط على سلاح الجو الأمريكي لشراء صواريخ "أف 15 إكس" وطائرات "إف إيه 18 هورنيت"، التي طورتها شركة "بوينج"، في خطوة تهدف لمنافسة شركة "لوكهيد مارتن" التي تزود سلاح الجو الأمريكي بمقاتلة "أف 35". ولترامب أيضاً علاقة شخصية قوية مع الرئيس التنفيذي لشركة "بوينغ" دينيس مولينبريج وأجرى الرجلان مفاوضات مباشرة لعقد صفقة لبناء طائرة "إير فورس 1" جديدة (الطائرة المخصصة للرئاسة الأمريكية) بقيمة 3.9 مليار دولار. وتشير التقارير إلى أن شركة "بوينج" تحارب بقوة لإقناع "البنتاجون" بشراء منتجاتها العسكرية وبأسعار منافسة للغاية، ويؤكد ريتشارد أبو لافيا، من مجموعة "تيل" الأمريكية، إن شركة بوينغ اعتمدت سياسة قوية لممارسة الضغط والتأثير والتطوير لإقناع البنتاغون بعدم تجاوزها. ويشير أبو لافيا، إلى أن الأرباح الطائلة التي تحققها شركة "بوينج "من مبيعات الطائرات المدنية والتجارية تسمح لها بمناورة أكبر في خفض أسعار طائراتها العسكرية.