أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الأربعاء سحب القوات الأمريكية من سوريا خلال فترة ما بين 60-100 يوم فى قرار مفاجئ أثار حالة من الارتباك بالمنطقة نابعة من تأثير هذه الخطوة على مستقبل سوريا والمصالح المتناقضة للأطراف الإقليمية والدولية فيها. وقد اعتبرت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» قرار الانسحاب الأمريكي بمثابة طعنة في الظهر وخيانة لدماء المقاتلين ووحدات حماية الشعب الكردي ويضعها فى موقف صعب أمام تركيا التى تتحين الفرصة للانقضاض عليهم خصوصًا أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد أعلن عن حملة عسكرية محتملة ضد أكراد سوريا. كما أعلن السيناتور الأمريكى لينزي جراهام أن هذه الخطوة خاطئة وسيكون لها عواقب مدمرة على الدولة الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط، ودول العالم معتبرًا أنها انتصار للنظام السوري وروسيا وإيران وكذلك لتنظيم داعش. وأضاف جراهام أن هذه الخطوة ستزيد من صعوبة العمل المشترك وإيجاد الحلفاء في المستقبل لشن أي هجوم ضد القوى الراديكالية كما أنها سوف تستخدم من قبل إيران لإظهار الضعف الأمريكي مما يزيد من النفوذ الإيراني. واكتنف الغموض موقف إسرائيا إزاء القرار حيث أعلن بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بلاده سوف تدرس قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا ومدى تأثير هذا القرار على الأمن الداخلي في إسرائيل. بينما اعتبرت وزارة الخارجية الروسية أن قرار الانسحاب الأمريكي من سوريا يشكل أرضية مناسبة لإطلاق التسوية السياسية في البلاد وهو ما ينذر بأن سوريا قد تشهد اتفاقا سياسيا بين الأطراف المختلفة خلال الفترة المقبلة ونهاية الأزمة السورية بصورة نهائية.