ترأس الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري، المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة –إيسيسكو-، زوال اليوم في مقر الإيسيسكو بالرباط، حفلاً أقيم احتفاء بحلول الذكرى السادسة والثلاثين لتأسيس الإيسيسكو. وألقى في هذه المناسبة كلمة أوضح في مستهلها أنه بفضل الله وعونه، وبدعم من الدول الأعضاء كافة، وبالجهود المخلصة التي قام بها الموظفون العاملون بها سابقاً وحالياً، تطورت الإيسيسكو بشكل مكثف وعلى نطاق واسع، خلال السنوات الست والثلاثين الماضية، وعلى جميع المستويات، سواء من حيث ارتفاع عدد الدول الأعضاء التي وصل اليوم إلى 54 دولة، بعد أن كان في بداية التأسيس 24 دولة، وتوسّع مجالات التعاون مع المنظمات الدولية، أو من حيث تطوير الإدارة وزيادة حجم البرامج والأنشطة والمشروعات، وتحديث أساليب العمل فيها وتجويدها، وذلك وفقاً لأحدث المستجدّات في مجال إدارة المنظمات الدولية الناجحة، أو على مستوى التنظير المنهجي للاختصاصات وللمهام المنوطة بها، والتخطيط العلمي الذي يستشرف آفاق المستقبل للعمل الذي تنهض به. وقال في كلمته إن العالم الإسلامي يواجه تحديات تنموية بالغة الحدة، يتوقف على اجتيازها والتغلب على آثارها، صياغةُ مستقبل الشعوب الإسلامية في ظل السلام والأمن والازدهار، موضحاً أن البناء الحضاري والنماء الاجتماعي والرخاء الاقتصادي حلقات مترابطة وشبكات متداخلة تقوم على قواعد راسخة من التعاون والشراكة والتكامل والتنسيق بين الدول الأعضاء في إطار العمل الإسلامي المشترك، استناداً إلى قيم التضامن الإسلامي، واستلهاماً لروح الأخوة الإسلامية، واستنارةً بالرؤية المستقبلية، واعتماداً على الإدارة المتطورة، وانطلاقاً من الإحساسٍ العالٍي بالمسؤولية تجاه خدمة الشعوب الإسلامية والارتقاء بها. وتوجه الدكتور عبد العزيز التويجري بالشكر والتقديرين الكبيرين إلى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول الأعضاء، على دعمهم للإيسيسكو ومساندتهم لجهود مديرها العام وإيمانهم برسالتها الحضارية، كما شكر جهات الاختصاص في الدول الأعضاء على تعاونها المتميز والمتواصل مع الإدارة العامة للإيسيسكو. وخص بالشكر وفائق التقدير المملكة المغربية، دولة المقر، على ما تخص به الإيسيسكو من دعم ومساندة منذ سنة 1982، معبراً عن تقديره للرعاية الملكية السامية التي حظيت بها الإيسيسكو من الملك الراحل الحسن الثاني، رحمه الله، ومن الملك محمد السادس، حفظه الله. وأشاد في كلمته بما قام به رواد العمل في الإيسيسكو، وفي طليعتهم المدير العام السابق الأستاذ عبد الهادي بوطالب رحمه الله، مبرزاً أنه بفضل حكمته وعلمه وواسع خبراته، استطاع، رغم الصعوبات المالية والإدارية والفنية، أن يضع في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، الأسس المتينة لانطلاقة ناجحة للإيسيسكو في مسار العمل الإسلامي المشترك. وشكر المدير العام العاملين في الإيسيسكو كافة، ذكوراً وإناثاً، على جهودهم المخلصة وتفانيهم في أداء مهامهم، ودعاهم إلى بذل المزيد من الجهود، وإلى التآزر والتعاون والتضامن، ومواصلة العطاء، للتمكن من تحمل الأعباء المترتبة على التطوير الذي شهدته الهيكلة الجديدة للإيسيسكو والتوسع في مهامها. كما تحدث في هذه المناسبة الدكتور أبو بكر دكوري ، رئيس المجلس التنفيذي للإيسيسكو، فأعرب باسم أعضاء المجلس عن سعادته بالمشاركة في الاحتفال بذكرى تأسيس الإيسيسكو ،منوها بالجهود التي يبذلها مديرها العام ومعاونوه كافة من أجل النهوض بالمجالات التربوية والعلمية والثقافية والاتصالية في الدول الأعضاء وتعزيز العمل الإسلامي المشترك. وقال إن الإيسيسكو تقوم بعمل جبار وحققت منجزات غير مسبوقة ، مما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة بين المنظمات الإسلامية والدولية. وأكد أن المجلس التنفيذي للإيسيسكو يثق ثقة كبيرة في المديرالعام ويقدر المجهودات المخلصة التي يبذلها ومعاونوه في الإدارة العامة في إعداد الوثائق المرجعية ذات الصلة باختصاصات الإيسيسكو ، وفي التنظيم المحكم لدورات المجلس التنفيذي والمؤتمر العام للإيسيسكو، وفي تنفيذ البرامج والأنشطة بفعالية تامة وتخطيط محكم . وتوجه بالشكر والتقدير إلى قادة الدول الأعضاء على دعمهم للإيسيسكو وحرصهم على نجاحها في تحقيق رسالتها الحضارية.