أعلنت هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية، اليوم أن الكونجرس قد يتحرك هذا الشهر لتطوير العلاقات التجارية مع روسيا وذلك ضمن جهود إدارة الرئيس باراك أوباما لتعزيز العلاقات مع موسكو وفتح السوق الروسية أمام عدد أكبر من الشركات الأمريكية. وقالت كلينتون في كلمة أمام اجتماع قمة المنتدى الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ (أبيك") المنعقدة في مدينة فلاديفوستوك الروسية، إن إدارة أوباما تعمل عن كثب مع الكونغرس لإلغاء تعديل جاكسون - فينيك التشريعي الصادر عام 1974 والعائد لفترة الحرب الباردة والذي يمنع منح روسيا امتيازات تجارية طبيعية. وأضافت "للتأكد من تمكن شركاتنا من المنافسة هنا في روسيا فإننا نعمل عن كثب مع الكونغرس الأمريكي لإنهاء تطبيق تعديل جاكسون - فينيك على روسيا ومنح روسيا علاقات تجارية طبيعية بشكل دائم. نتوقع أن يعمل الكونغرس بشأن هذا الجزء المهم من التشريع هذا الشهر". ويواجه الكونجرس ضغوطاً للموافقة على مشروع قانون العلاقات التجارية الطبيعية الدائمة بعد انضمام روسيا لمنظمة التجارة العالمية الشهر الماضي وهي خطوة أيدتها الولاياتالمتحدة بقوة. وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتتين قال إنه يأمل في أن يلغى تعديل "جاكسون - فينيك" الذي يعتمد مبدأ التمييز ضد روسيا في السوق الأمريكية خاصة وأن روسيا أصبحت عضوا في منظمة التجارة العالمية، مشيرا إلى أن إبقاء هذا التعديل حيز التنفيذ سيلحق الضرر بالشركات الأمريكية التي تعمل في السوق الروسية. وأوضح أن الاستمرار في العمل بموجب التعديل سيهمش الولاياتالمتحدة بالنسبة للميزات التي تتمتع بها في روسيا الدول الأخرى الأعضاء في منظمة التجارة العالمية. وشدد على أن هذا التعديل ينعكس سلبيا على العلاقات التجارية والاقتصادية بين واشنطنوموسكو، معيداً إلى الأذهان أن حجم التبادل التجاري بين روسياوالولاياتالمتحدة يبلغ 32 مليار دولار وهو يعتبر لا شيء بالمقارنة مع حجمه بين روسيا والصين والذي وصل إلى 83 مليار دولار. يذكر أن تعديل "جاكسون - فينيك" تم إقراره عام 1974 ليحد من حرية التجارة مع الاتحاد السوفيتي السابق. ولا يزال هذا التعديل قيد التنفيذ حتى اليوم بحق روسيا. وتعهدت الإدارة الأمريكية الراهنة مراراً بالتوصل إلى تفاهم مع الكونجرس بشأن إلغاء التعديل بحق روسيا، دون أن تنفذ وعدها هذا. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وقع مع نظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون اتفاقيات بينها مذكرة تفاهم على التعاون في منطقة القطب الجنوبي، في مستهل لقائهما على هامش قمة "أبيك"، كما أصدرا بياناً مشتركاً بشأن التعاون الثنائي بين المناطق ووقعا اتفاقاً على تعزيز التعاون في مضيق بيرينغ. وأشاد لافروف بمذكرة التفاهم قائلاً ان البلدين "مصممان على العمل المفيد للجانبين في مسائل متعددة تتعلق بالقطب الجنوبي". وأشارت كلينتون إلى النتائج البناءة التي توصلت إليها الجهود الروسية الأميركية في السنوات الأخيرة، بما في ذلك معاهدة "ستارت" وزيادة التجارة والاستثمار ودخول روسيا إلى منظمة التجارة العالمية. وركزت على اتفاق تسهيل منح تأشيرات السفر لرجال الأعمال والسياحة الذي يدخل حيز التنفيذ غداً الأحد. يشار إلى ان كلينتون تمثل أمريكا في القمة بدلاً من الرئيس الأمريكي نظراً لانشغاله بالانتخابات الرئاسية. يذكر ان القمة الرسمية تعقد في 8 و9 سبتمبر.