بعد الجدل الذي أثارته تصريحات الدكتور سالم عبدالجليل، وكيل وزارة الأوقاف سابقًا بحق المسيحيين، لجأ الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف إلى الواعظات بوزارته وراهبات الكنائس من أجل نشر روح المواطنة لدى السيدات. وفي هذا السياق اتفقت وزارة الأوقاف والمجلس القومي للمرأة، على نشر الواعظات وراهبات الكنائس، في الشوارع والمنازل لتوعية السيدات والأطفال بقيم المواطنة، وتم الإعلان عن هذه المبادرة في مؤتمر بعنوان "كل سيدات مثر في خدمة الوطن" حيث قال وزير الأوقاف، الدكتور محمد مختار جمعة، إن اللقاء يجمعهم على مائدة الوطنية دون أي تفرقة أو تمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق أو الجنس إنما على مشتركين اثنين فقط، هما الإنسانية والوطنية على أن يكون الاهتمام بالإنسان كإنسان. وأضاف "علينا دائمًا أن نؤكد ونرسخ في أذهان أبنائنا والنشء المفاهيم الحقيقة للمواطنة المتكافئة القائمة على الحقوق والواجبات وأن نؤمن جميعًا بالتنوع وقبول المختلف ومن يلقي نظرة على دول العالم يجد أن الدول التي آمنت بالتنوع الديني والعرقي والثقافي والحضاري هي الأكثر أمنًا وتقدمًا واستقرارًا، فبعض الدول المتقدمة تقدمًا عاليًا اقتصاديًا وتكنولوجيًا تتألف شعوبها من حضارات وأديان مختلفة لكنهم جميعًا يؤمنون بالتنوع وحق الآخر أما الدول التي دخلت في الصراعات الدينية سواء أكانت مذهبية إسلامية إسلامية أو مسيحية مسيحية أو إسلامية مسيحية وقعت في فوضى ولم تخرج منها". وأوضح "جمعة" أن معظمنا قد يكون مقتنعاً بالمواطنة شكلًا ومضمونًا وقلبًا وقالبًا وقد يحتاج البعض إلى بعض الوقت حتى يصل إلى هذا المستوى الذي نريده من الإيمان الكامل من المبادئ ونقول إن "من جهل شيئًا عاداه"، ومن ثم يجب كسر الحاجز النفسي عند البعض للتعرف على بعضنا البعض، لنسير في طريق آخر من الإيمان، لذلك فنحن في حاجة أنْ نبني ثقة حقيقية في أن يحب كل منا الآخر ويعطيه حقه سرًا وعلنًا. ولفت إلى أن اللقاء يأتي في ظروف حدث فيها لغط مجتمعي نتيجة شذوذ كلمة هنا أو هناك لم تكن مقبولة ولن تكون، ونرفض الأفكار الشاذة جملة وتفصيلًا، وموقفنا الثابت دينيًا وسياسيًا نؤكد أن القضية بين أبناء الوطن الواحد، تتعلق بحقوق متكافئة ومتبادلة يأخذ كل إنسان حقه، مضيفًا إن الضابط المسلم والمسيحي يكونان في خندق واحد للدفاع عن الوطن وكذلك الحال في حملات الشرطة ولا تفرقة بينهما، فنشترك في حماية الوطن ويجب أن نتقاسم الحقوق والواجبات بالقدر ذاته. من جانبها قالت الدكتورة مايا مرسى، رئيسة المجلس القومي للمرأة، إن اللقاء بين الواعظات وخادمات الكنائس وراهبات مصر، يعتبر الأول من نوعه، ويأتي من أجل تغيير مفاهيم الخطاب الديني الذي سيبدأ بالمرأة المصرية، التي تمثل خط الدفاع الأول عن الجامع والكنيسة، كما أن تغيير المجتمع ذاته سيبدأ من الطفل والأمهات، خاصة أن مصر تمر بمرحلة خطيرة، في ظل ان الإرهاب هو حاصد لأكبر عدد من شهيداتنا وشهدائنا. وذكر الأنبا دانيال، أسقف كنائس المعادي والبساتين، أن حل مشاكل عدم احترام الآخر في المجتمع خلال الوقت الحالي، يستلزم العمل على عدة محاور أولها التعليم الجيد الذي يهدف إلى بناء الشخصية السوية التي تعي التعايش والمساواة بين الجميع. وطالب بالاهتمام بالإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث يزيد مستخدمي الإنترنت في مصر عن 50 مليون، ما يوضح أثره على بناء شخصية كل من تعامل به، مشيراً إلى أن هناك بعض المنابر الإعلامية التي تروج للعنف ونشر الشائعات، وأدخلت سلبيات عديدة واحتقار للآخرين، في ظل وجود الخطاب الديني الإسلامي والمسيحي المبني على التقوقع والانطوائية، رغم دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتطويره. وقال القس رفعت فتحي، أمين عام السنودس الإنجيلي، إن المرأة تمثل نصف المجتمع ولا سبيل لتقدم أي مجتمع بنصف طاقته، حيث إنَّ إقصاء المرأة يُفقدنا طاقات هائلة، ومن ثم يجب علينا تجاوز المراحل التاريخية التي فيها إقصاء لها وحرمانها من حقوق كثيرة، وعلينا أن نعيد قراءة التاريخ قراءة عادلة وننطلق منها إلى المستقبل.