عقد اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية بدولة الجزائر الشقيقة اجتماع مجلس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية في دورته ال47، والذي تناول في ندوته العلمية موضوع "توحيد المصطلحات وسبل تعميمها"، حيث أكد الدكتور عبد الرحمن حاج صالح رئيس مجمع الجزائري للغة العربية في كلمته الافتتاحية أن هذا الاجتماع السنوي للاتحاد هو الأول الذي يعقد خارج الديار المصرية، مطالبًا بضرورة تبنّي عمل علمي جمعي دقيق ومنهجي للنهوض بمشاريع لغة الضاد. وقد تحدث الدكتور حسن محمود عبد اللطيف الشافعي، رئيس الاتحاد ورئيس مجمع اللغة العربية بالقاهرة عن التحديات الجديدة التي تواجه اللغة والهوية تفرض التطلع إلى خطوات عملية واستراتيجيات مناسبة لمواجهة الأخطار التي تواجه الأمة العربية، وقد أشاد سيادته بالاتحاد الذي اعتبره أحد المظاهر الباقية من زمن الوحدة العربية في زمن تناسى البعض الجوامع والصلات التي تجمع العرب، كما أشار سيادته إلى أن الاتحاد يضم 13 مجمعًا عربيًّا أحدثها مجمع الشارقة، كما تناول مشروع "المعجم التاريخي للغة العربية" الذي يتطلب مجهود عقود من الزمن، وفكرته تولدت في ثلاثينيات القرن الماضي، وقد تم إصدار الجزء التجريبي الذي سيكون خطوة لتدعيم المشروع الأم. كما نوه بالمدونة الكبرى الشاملة للعربية التي هي مشروع جزائري بامتياز، والتي ستكون ركيزة لكل المشاريع العربية الكبرى. كما عبر "الشافعي" عن أمله في أن تكون نتائج اجتماع الجزائر إيجابية، وتمكن من قطع خطوات غير مسبوقة لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة باستراتيجية ملائمة، خاصة أن هذا الاتحاد يعد إحدى حلقات وحدة الأمة العربية. شارك في الاجتماع وزير التعليم العالي الجزائري الطاهر حجار، وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، نيابة عن رئيس الحكومة السيد سلال. وفي الاجتماع تم تدشين المجمع اللغوي بالشارقة، فقد قرأ الدكتور محمد صافي مستغانمي رسالة حاكم الإمارة سمو الأمير الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والذي حث فيها على تبنّي برامج تطبيقية تبقى للأجيال، وقال في رسالته: "إن اللغة العربية أرقى اللغات وأسماها"، وقد حث على العناية بها وأن نسهّل على النشء التحدث بها بفصاحة وتبيين، والنظر في قضاياها المعاصرة، وتدارس شؤونها ووضع برامج عملية، مع الانفتاح على الآخرين والاستفادة من الأساليب العلمية التي خدموا بها لغاتهم، كما تطرق إلى ما أسماه "حلم المعجم التاريخي للغة العربية"، الذي يتطلب جهودًا كبيرة، وقد تحدث عنه علماؤنا السابقون، ولكن تعثر المشروع لأسباب كثيرة، منها: صعوبة العمل، وضخامة المدونة العربية المستعملة في مختلف الفنون، داعيًا إلى ضرورة الانتقال من التنظير إلى التطبيق. ومن أهم التوصيات التي توصل إليها الاجتماع: إنشاء هيئة تشريعية عليا لإقرار المصطلحات وتوحيدها مع الجامعة العربية التي ترعى نشر المصطلحات في شكل معاجم رسمية، وكذلك تنميط المصطلحات وتوحيدها، وضرورة إدراج المصطلحات التي تم إقرارها في النصوص العلمية والأدبية والإعلامية، وإشراك الاتحادات العلمية والمهنية التابعة للجامعة العربية، وكذلك ضرورة مراعاة ميول المستعملين في إقرار المصطلحات العلمية والألفاظ، و تثمين واعتماد الذخيرة العربية، وتبادل النصوص المرقمنة، وتشكيل شبكة من المراكز الحاسوبية على أن تكون المدوّنة الرئيسية بالجزائر.