أكدت سوسن الشيخ رئيس الجمعية المصرية لمكافحة مرض الإيدز أنه مازال أمام المهتمين والعاملين في مجال فيروس نقص المناعة البشري تحديات كبيرة تحتاج إلي جهود مكثفة ليتمكنوا من النجاح في الوصول إلي تحقيقها وهي القضاء علي الوصم والتمييز وترسيخ مبادئ الحقوق الإنسانية للمتعايشين بالفيروس وترسيخ قيمة التسامح للمتعايشين بالفيروس فضلا عن تعديل اتجاهات مقدمي الخدمات الطبية لتقبل المتعايش بالفيروس وأسرهم. مؤكدة أن الهدف العام من مشروع الجمعية الذى تم تنفيذه علي مدي عامين هو ترسيخ الحقوق الإنسانية للمتعايشين بفيروس نقص المناعة البشري وأسرهم في الحصول علي الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية الشاملة بالمؤسسات الصحية بدون وصم أو تمييز وإزالة الوصمة الذاتية والمجتمعية عنهم. وأوضحت سوسن الشيخ أن الجمعية قد نفذت مشروع ترسيخ مبادئ الحقوق الإنسانية لمتعايشين بفيروس نقص المناعة البشري في الحصول علي الرعاية الطبية والاجتماعية الشاملة لهم ولأسرهم بمواقع تقديم الخدمات الصحية بوزارة الصحة بالتعاون مع البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة منذ عام 2013 وحتي عام 2016 والذى تم دعمه من هيئة فورد وشارك فيه مركز معلومات البنك الدولي ومكتبة الإسكندرية وقد استمر المشروع منذ سبتمبر 2013 وحتي أكتوبر 2016 بمعدل 38 شهر وشمل منشآت مديرية الصحة والسكان بالإسكندرية ، كما شمل المشروع تدريب الطاقم الطبي في مستشفي الطلبة والإدارة العامة للوحدات العلاجية ومركز القلب الدولي ومركز الأوعية الدموية والقدم السكري بمحافظة الإسكندرية ، وأيضا مديرية الشئون الصحية ومستشفي الحميات بإدفو ومستشفي الحميات بمحافظة أسوان. وأكد الدكتور أحمد خميس مدير برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الإيدز، أن هناك مؤشرات إيجابية علي مستوي العالم في خفض أعداد المتعايشين مع مرض الإيدز ، ففي العام الماضي بلغت أعداد المتعايشين بفيروس نقص المناعة المكتسبة 36,7 مليون علي مستوي العالم في حين بلغت علي مستوي الشرق الأوسط 230 ألف متعايش مع المرض وعلي مستوي مصر فإن عدد المتعايشين يزيد وهو أمر مقلق لأنه يعكس استمرار إحاطة ظاهرة الوصم والتمييز بالمرض وأن هذا يمنع من حصول المتعايش علي حقوقه، وأوضح خميس خلال مؤتمر عقدته الجمعية المصرية لمكافحة مرض الإيدز برئاسة سوسن الشيخ لإطلاق مبادرة احتفالية اليوم العالمى لمكافحة الإيدز لعام 2016 تحت شعار رفع الوصم و التمييز عن المتعايشين بالمنشات الصحية، بحضور الفنانة شيرين أن عدد المتعايشين بمرض الإيدز بمصر بنهاية العام الماضي بلغ 11 ألف شخص ، مشيرا إلي خطورة زيادة عدد حالات الإصابة الجديدة كل عام بمصر، حيث كان معدل زيادة المصابين سنويا منذ عامين حوالي 900 حالة ولكن العام الماضي شهد تسجيل 1200 حالة جديدة ومن المتوقع أن يشهد العام القادم 2017 تسجيل 1500 حالة إصابة جديدة بمرض الإيدز. وقال خميس إن هناك بلاد أخري يقل فيها عدد الحالات الجديدة حتي في الدول الإفريقية لكن علي مستوي شمال إفريقيا والشرق الأوسط فإن مصر بها أكبر معدل زيادة علي مستوي الشرق الأوسط بما يعادل 95% وتعد مصر ضمن أكبر خمس دول في زيادة معدلات الانتشار، وقال إن السيدات أكثر عرضة للإصابة بالمرض ولا يملك معظمهن إمكانية الوصول لخدمات تلقي العلاج رغم توفرها مجانا وبسرية تامة، وأكد أن 80% من السيدات المصريات المصابات بالفيروس يصبن أزواجهن، وأن 20 % من المتعايشين بالفيروس في مصر فقدوا سكنهم أو تم فصلهم بالعمل بعد معرفة المحيطين بهم بإصابتهم بالمرض. وأكدت الدكتورة هبه السيد عضو البرنامج الوطني لمكافحة الإيدز بوزارة الصحة والسكان أن عدد المصابون التراكمي في مصر بلغ 8437 مصاب (جميع الحالات المسجلة منذ 1986 - أحياء ووفيات) حتى نوفمبر عام 2016 ، منهم 6882 متعايش على قيد الحياة بنهاية نوفمبر 2016 وحوالي 82% من المصابين من الرجال و18% من السيدات ، وأكثر من 75% من المصابين في الفئة العمرية من 15 إلي 50 سنة، موضحة أنه يتم صرف العلاج لعدد 2940 مصاب في نوفمبر 2016، وقد تم زيادة عدد مراكز تقديم الرعاية الإكلينيكية وصرف العلاج إلي 13 مركز بمحافظات مختلفة ومركز خاص باللاجئين، إضافة إلى ذلك يتم تنفيذ برنامج وقاية الطفل من أم مصابة لجميع السيدات الحوامل المصابات بالفيروس ونجح البرنامج في تحقيق نسبة 100% لوقاية الأطفال منذ عام 2014. وكان لمشروع مشروع ترسيخ مبادئ الحقوق الإنسانية لمتعايشين بفيروس نقص المناعة البشري في الحصول علي الرعاية الطبية والاجتماعية الشاملة لهم ولأسرهم بمواقع تقديم الخدمات الصحية بوزارة الصحة ، إنجازات عديدة وكانت بدايتها دراسة باستخدام آليات البحث السريع عن طريق عقد 6 مجموعات بؤرية وشملت الدراسة مجموعتين لمقدمي الخدمات الطبية ل16 مشارك و4 مجموعات للمتعايشين بالفيروس وأسرهم ل30 مشارك للتعرف علي آرائهم تجاه الخدمات الصحية والبرامج الاجتماعية المقدمة وأسلوب أداء مقدمي الخدمات الطبية وأسفرت الدراسة عن تطلع المتعايشين لمزيد من الخدمات الطبية اللازمة لهم ومراعاة حقوقهم الإنسانية في تقديم الخدمة دون وصم أو تمييز وبناءا علي نتائج الدراسة تم تحديد موضوعات الحزمة التدريبية التي سوف تستخدم في التدريب. ومن إنجازات المشروع رصد السياسات والبروتوكولات المتبعة بالمؤسسات الصحية المستهدفة للتعرف علي الجوانب المطلوب تطويرها لتلبية احتياجات المتعايشين ومتطلباتهم وكذلك قياس المعلومات والمهارات لدي مقدمي الخدمات الطبية لرصد احتياجاتهم التدريبية ووضع البرامج والحزم التدريبية لرفع كفاءتهم وتحديث وتطوير بروتوكولات التعامل مع المتعايشين بالفيروس. ومن إنجازات المشروع أيضا أنه تم عقد 27 ورشة عمل ل320 من مقدمي الخدمات الصحية بعدد مرات مشاركة بلغت 970 كان من نتائجها اكتساب المشاركين المعلومات الصحيحة والحديثة عن فيروس نقص المناعة البشري ومعلومات عن الوصم والتمييز والحقوق الإنسانية للمتعايشين والمشورة والفحص الطوعي وآليات التحكم في انتشار العدوي وانتقال الفيروس من الأم للجنين وتحديث المعلومات عن الأدوية المتوافرة وطرق العلاج لفيروس الإيدز، هذا إلي جانب إفادة المتدربين ودعم مهاراتهم في تقديم الخدمة للمتعايشين وأسرهم دون وصم أو تمييز ومراعاة الحقوق الإنسانية لهم والتي تم رصدها من خلال المشاهدات واستطلاع آراء المتعايشين والمتابعة للمتدربين. كما أوضحت سوسن الشيخ أن إنجازات مشروع ترسيخ مبادئ الحقوق الإنسانية لمتعايشين بفيروس نقص المناعة البشري في الحصول علي الرعاية الطبية والاجتماعية الشاملة لهم ولأسرهم بمواقع تقديم الخدمات الصحية بوزارة الصحة شملت تفعيل نتائج التدريب ل 40 متدرب للمعلومات والمهارات المكتسبة في توعية مجموعات من العاملين بمؤسساتهم الطبية ومؤسسات أخري. كما اتسع نطاق التدريب ليشمل مؤسسات جامعية ومراكز طبية خاصة مثل مستشفي طلبة جامعة الإسكندرية والإدارة العامة للوحدات العلاجية ومركز القلب الدولي ومركز الأوعية الدموية والقدم السكري بمحافظة الإسكندرية. كما شملت إنجازات المشروع دعم ومساندة المتعايشين بالفيروس حيث تم عقد 9 جلسات دعم ومساندة ل100 متعايش والتي تم فيها تعديل الأسلوب النمطي المتبع لجلسات الدعم والمساندة مما أسفر عنه إحداث رضاء لنسبة كبيرة من المتعايشين عن هذه الجلسات حيث تم إكسابهم معلومات جديدة والاستفادة من تبادل خبراتهم كمتعايشين والخروج من العزلة والتعايش الإيجابي مع الفيروس والثقة بالذات بالمجتمع وذلك بنسب تحسن تتراوح من 65% إلي 85% . وقد حظي المشروع بالتعاون التام من قبل وزارة الصحة والسكان والبرنامج الوطني لمكافحة الإيدز وجميع الهيئات المشاركة بالمشروع وبإقبال مقدمي الخدنات الطبية علي الالتحاق بالبرامج التدريبية والتي ظهرت نتائجه في نجاح مسيرة المشروع وتحقيق نسبة نجاح تتجاوز المخطط والذى سيدعم تطبيق واستمرارية العمل بالسياسات والبرتوكولات المحدثة. وأما عن دور الأجهزة الإعلامية فقد تم التعاون مع وسائل الإعلام ما بين إذاعة وصحافة وتلفزيون وقنوات أرضية وفضائية ومواقع الكترونية في بث الرسائل الإعلامية بالمعلومات الصحيحة عن الفيروس وطرق انتقاله وكيفية الوقاية منه وكذلك الترويج للحقوق الإنسانية للمتعايشين ونبذ الوصم ومناهضة التمييز . وقد تمت التغطية الإعلامية لأنشطة المشروع بإذاعة 35 لقاء تلفزيوني بمختلف القنوات الفضائية الأرضية والفضائية ونشر 40 خبر ومقال في مختلف الصحف والمجلات فضلا عن نشر 700 خبر علي مختلف المواقع والبوابات الإخبارية وأما عن ناحية تبادل الخبرات والدروس المستفادة من المشروع فقد تم عقد 7 مؤتمرات خلال المشروع في نوفمبر 2014 ونوفمبر 2015 وابريل 2016 ونوفمبر 2016 لمقدمي الخدمات الطبية بالمواقع المشاركة بالمشروع والقيادات التنفيذية والإعلامية وممثلي منظمات المجتمع المدني والهيئات الحكومية ونخبة من الفنانين بشأن تبادل المعلومات والخبرات في مجال HIV_ AIDS وعرض الدروس المستفادة من المشروع وتحفيز المؤسسات الإعلامية ومنظمات المجتمع المدني لترسيخ مبادئ الحقوق الإنسانية لمتعايشين بفيروس نقص المناعة البشري وإزالة الوصمة ومناهضة التمييز وتشجيع المراكز الطبية علي الاستفادة من التجربة وتطبيقها بمواقع أخري .