منذ اللحظات الأولى استوعب دونالد ترامب أنه يفتقد الخبرة السياسية لذلك قرر الاستعانة بنائب له باع طويل في المجال السياسي ووقع اختياره على مايك بينس, وهو سياسي أمريكي وحاكم ولاية إنديانا، وأثار اختياره نائبا لدونالد ترامب في سباقه نحو البيت الأبيض جدلا بأمريكا، حيث وجد المتابعون إنه خيارا صعبا للرئيس ولا مناص منه في بحثه عن دعم المحافظين الإنجيليين الجمهوريين. مايك بينس ولد في السابع من يونيو 1957 في مدينة كولومبوس بولاية إنديانا لأبوين ينحدران من أصول إيرلندية، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء. درس بينس بكولومبوس الثانوية، وحصل على شهادة في التاريخ من هانوفر كوليدج عام 1981، وشهادة الدكتوراه في القانون عام 1886 من كلية القانون بجامعة إنديانا روبرت ماكيني.. يعرف بينس نفسه بأنه مسيحي محافظ وجمهوري، ولم يتردد في تأييده حركة "حزب الشاي"، كما اشتهر من خلال مواقفه المتشددة تجاه عدد من القضايا الاجتماعية، مثل الإجهاض الذي أصدر قانونا يقيّده طعن فيه القضاء الفدرالي وهذه أحد النقاط الهامة التي يتفق فيها مع ترامب, وخلال الإعلان عن ترشيحه نائبا له قال عنه ترامب : إنه رجل خدم بتميز في الكونجرس، ويتمتع بمهارات المسئول التنفيذي الموهوب جدا. وفي المقابل أكد "بينس" دعمه لخطابات وتوجهات ترامب قائلا" إنه شخص أدرك إحباطات الأمريكيين العاديين بطريقة تذكرنا بالرئيس الأمريكي السابق رونالد ريجان، الذي يعد بطلا بالنسبة للعديد من الجمهوريين، مضيفا أن الرئيس المنتخب"سيكون زعيما قويا سيقف بجوار حلفاء أمريكا ويدمر أعداء حريتنا". ويحظى بينس بتاريخ سياسي طويل ،حيث عمل بعد تخرجه في المحاماة، ثم ترأس عام 1991 مؤسسة للأبحاث حول سياسة ولاية إنديانا ذات التوجه المحافظ، ثم شغل عضوية شبكة سياسة الولاية، ثم أصبح منذ عام 1994 يقدم برامج إذاعية بالولاية وأخرى تلفزيونية بين 1995 و1999. حاول بينس الترشح في مرحلة مبكرة بالكونجرس لكنه فشل في ترشحه في الدورة ما بين عامي 1988 و1990، وتم بعد ذلك انتخابه في الكونجرس في نوفمبر 2000، وأعيد انتخابه لولايات أخرى على مدى 12 عاما، ثم انتخب بين عامي 2009 و2011 رئيسا لمؤتمر الحزب الجمهوري. تولى مايك بينس بين 2005 و2007 قيادة "لجنة الدراسة الجمهورية" التابعة لمجموعة محافظة بالحزب الجمهوري، ليشغل بعد ذلك منصب حاكم ولاية إنديانا منذ عام 2013، وكان هناك حديث قبل ذلك عن إمكانية ترشيحه للتنافس حول رئاسة البلاد عامي 2008 و2012. ورغم إتفاقهما في كثير من القضايا يختلف بينس مع ترامب في بعض المواقف، حيث وصف سابقا مقترح ترامب بحظر دخول المسلمين إلى الولاياتالمتحدة بأنه "عدواني وغير دستوري"، كما أعلن تأييده لصفقات تجارية عارضها ترامب. أثار مايك بينس أيضا جدلا بعد إصداره عام 2015 قانون "حرية الأديان" الذي يسمح لأصحاب الأعمال في ولاية إنديانا بعدم التعامل أو المشاركة في زواجات الشواذ انطلاقا من قناعاتهم الدينية، وهو ما عدّه المدافعون عن حقوق الشواذ تمييزا ضدهم، كما أعلن عام 2009 معارضته قانون منح الجنسية الأمريكية بصورة آلية للأطفال الذين يولدون فوق الأراضي الأمريكية. كان مايك بينس من مؤيدي الحرب على العراق عام 2003، وعارض مقترحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما لإغلاق معتقل جوانتانامو، ودعا إلى تقديم ما أسماه "المقاتلين الأعداء" للولايات المتحدة إلى محاكم عسكرية. وفيما يخص الكيان الصهيوني أعلن بينس تأييده لإسرائيل فيما يراه حقها في مهاجمة أهداف بإيران لمنعها من تطوير أسلحة نووية، ودافع أيضا عن استخدامها القوة المفرطة في قطاع غزة، كما ساند تدخل قوات حلف الأطلسي (ناتو) للإطاحة بالعقيد معمر القذافي في ليبيا. حاولت هيلارى كلينتون التركيز على أفكار بينس وفي أعقاب ظهوره مع ترامب أصدرت حملتها بيانا قالت فيه إنه "الاختيار الأكثر تطرفا في هذا الجيل"، كما أنه "سيضاعف من خطابات وسياسات ترامب الانقسامية".