تناولت جميع الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم الخميس باهتمام منقطع النظير , انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، وباتت غالبية المقالات والافتتاحيات تناقش هذه الخطوة وتداعياتها على إسرائيل. البداية مع هذا السؤال والذي جاء نصه "ما هو شكل العلاقة بين بنيامين نتانياهو وترامب؟" كان هذا هو السؤال الذي طرحه موقع المصدر الإخباري الإسرائيلي للحديث عن علاقة ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي. وكشفت الموقع عن فيديو تم تصويره منذ قرابة الثلاث سنوات، وهو الفيديو الذي دعا فيه الملياردير الأمريكي دونالد ترامب وأثناء الانتخابات الإسرائيلية إلى انتخاب نتانياهو، وقال نصاً في هذا الفيديو الذي عرضه الموقع "عندما يكون رئيس حكومة إسرائيل قويّ تكون إسرائيل قوية، ورئيس حكومتها رائع حقاً"، وأضاف "بنيامين نتانياهو، شخص مميز وناجح، يحظى باحترام الآخرين، ويقدره الجميع، ويحترم الناس جداً ما يحدث في إسرائيل، لذلك عليكم أن تختاروا بنيامين نتانياهو، فهو رجل رائع وزعيم ممتاز وجيد ليكون رئيس حكومة إسرائيل". وهذه هي المرة الأولى في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية التي يفوز فيها شخص أمريكي يتم انتخابه بعد أن مدح رئيس حكومة إسرائيلي علانية بهذه الطريقة. ومن موقع المصدر إلى صحيفة معاريف التي نقلت عن مسؤولة حملة دونالد ترامب في إسرائيل تسيفيكا بروت، قولها إن الرئيس الأمريكي الجديد سيمنح الحكومة الإسرائيلية يد حرة في البناء الاستيطاني، وأشارت بروت إلى أن ترامب يؤمن بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهو الحق الذي يجب أن تتمتع به ويظل معها للنهاية. واللافت أن هذه النقطة بالتحديد اهتمت بها صحيفة هاآرتس، والتي قالت في تقرير لها إن من وصفتهم بالوزراء اليمينيين في إسرائيل طالبوا بحملة بناء واسعة في المستوطنات الإسرائيلية بعد فوز دونالد ترامب، الأمر الذي يمكن أن يفسر بأنه موافقة أو دعم لترامب لهذه المستوطنات. ورصد موقع المغرد المستقل في تقرير بعنوان "إسرائيل.. اليوم التالي بعد الانتخابات الأمريكية"، تداعيات فوز ترامب ورؤية تل أبيب لهذه الخطوة. وقال الموقع إن مفردات السياسة الأمريكية تغيرت بفوز دونالد ترامب، خاصة وأنه وصل إلى سدة الرئاسة الأمريكية الآن مع أغلبية للحزب الجمهوري في مجلسي الشيوخ والنواب. وناقش الموقع تعامل إدارة الرئيس الأمريكي السابق مع ملف التسوية، قائلاً "إدارة أوباما في الحقيقة لم تحرّك ملف الشرق الأوسط، ولهذا لم يحقق حل الدولتين الذي خرجت به مفاوضات أوسلو أي تقدم، الأخطر أنّ الموقف الأمريكي في فترة رئاسة أوباما تبنى الموقف الفلسطيني الذي يتهم إسرائيل بتعويق مسيرة السلام بسبب سياسة الاستيطان، معتبراً إياها حجر العثرة الرئيسي"، وتساءل الموقع "هل يتحرك الرئيس الأمريكي الجديد وفق معطيات الأرض؟ وهل يستطيع أن يرسم خارطة السلام إلى حدودها الحقيقة؟". اللافت أن الموقع تحدث عما أسماه ارتفاع ظاهرة معاداة السامية، وهي الظاهرة التي تعاظمت بسبب ما وصفته االتراخي المستمر في الموقف الأمريكي على مدى ثمانية أعوام، والذي يفسره كثيرون باعتبار أنّ سياسة أوباما لا تفعل شيئاً للمشكلات العالقة دولياً، وتهتم كثير بالداخل الأمريكي. وعن هذه النقطة يقول الموقع "أفقدت سياسات أوباما أمريكا دورها المؤثر والفاعل عبر العالم"، وقال الموقع "الولاياتالمتحدة اليوم باعتبارها الدولة العظمى، هي وحدها من تستطيع أن تقلص من مساحة هذا العداء وما يشكله عبر العالم".