تولى منصب سفير أمريكابالقاهرة أثناء حكم مبارك ولعب دورا رئيسيا فى تمويل منظمات المجتمع المدنى خدع المصريين بحبه ل "الصوفية" لدراسة أحوال الشباب فى الأحياء الشعبية بالقاهرة اعترف بزياراته المتعددة لمقر جماعة الإخوان خلال وجوده بالقاهرة بعلم الإدارة الأمريكية وضع خطة لمرحلة ما بعد مبارك منذ عام 2006 .. ونصح واشنطن بضرورة الحد من دور المؤسسة العسكرية في البلاد تركيا اتهمته بالتجسس على مؤسساتها .. وساهم في اسقاط نظام صدام حسين في العراق ------------------------------------------------------------------------------------------ من جديد عاد السفير الأمريكي الأسبق لدى مصر فرانسيس ريتشاردوني ذو الخلفية الاستخباراتية إلى القاهرة ولكن هذه المرة بصفته رئيسا للجامعة الأمريكية .. عودة دونى أثارت القلق في نفوس المحللين والمراقبين السياسيين نظراً للدور الذي قام به المسئول الأمريكي في فترة تواجده بالبلاد إضافة إلى دوره في الدول الأخرى التي عمل بها حيث كان ينفذ المخططات الأمريكية لتفتيت الدول والإطاحة بالأنظمة و لعل عوته هذه المرة إلى موقع أخطر من السفارة فالمراقبون يعرفون دور الجامعة الأمريكية المشبوه وكيفية تدخلها في السياسة وكيف ساهمت في زرع عدد من المفاهيم الغريبة على المجتمع بشكل غير مباشر بل إنهم يعتبرونها وكراً للتجسس .لقد كان أول مهمة لدونى فى القاهرة هى عقد مؤتمر صحفى لغسيل سمعته و سمعة بلاده التى لوثتها المؤمرات على مصر .دوني أكد أن مصر بلدا محوريا بالمنطقة ،مطالبا كل من القاهرةواشنطن بأن يتحدا وينحيان خلافاتهما جانبا وأن يتعاونان في مجالات التعليم والثقافة والفن والعلوم ولفت ريتشاردوني إلى أنه يعلم الكثير عن مصر وأنه عاد إليها من جديد من أجل التعليم العالي وأضاف بأن مصر بلد غني ولديها الكثير لحل المشكلات التي تمر بها ،كما لها دور واضح في حل العديد من أزمات المنطقة وبرر ريتشاردوني عزوف الأجانب عن القدوم لمصر بسبب الاضطرابات السياسية والحوادث الإرهابية، لاسيما وأنها لا يحبون الإزعاج ،مشيرا إلى أنه لا يوجد شعب ودود مثل الشعب المصري وداعب ريتشاردوني الشعب المصري كعادته قائلا من أراد تعلم الإسلام أو اللغة يأتي إلى الأزهر قائلا أنه يريد أن تعود مصر جاذبة للأجانب من جديد وأكد ريتشاردوني أن والثقافة الخيرية تتميز بروعة الروحانيات والحس الديني وليس لها علاقة بالتطرف ،كما تقام بها العديد من الموالد مثل مولد السيد البدوي والعذراء واستكمل بأنه يعتقد أن مصر صامدة قائلا أنه يعتقد أن شعبها هو آخر شعب سينقرض من على وجه الأرض لأن وراءه حضارة عظيمة وفي إشارته الجماعة الأمريكية قال إن نظام التعليم بها ليبرالي ينقسم إلى أربعة أقسام هي التفكير النقدي والتواصل والاتصال وابداع وابتكار لافتا إلى أن التعليم الفاشل يؤدي إلى انتهاج الناس فكر القطيع وزعم ريتشاردوني أن الجامعة لأمريكية غير مسيسة لافتا إلى أنه يتحاور مع الحكومة الخيرية بشأن المصروفات ،ومؤكدا أن جامعته لا تعمل على تدريب الطب المشاركات في العمل السياسي ولكنها تعدهم للمشاركة في البحث العلمي وأوضح ريتشاردوني أن الجامعة لأمريكية بالقاهرة لا تحصل على أي دعم من الحكومات أجنبية وأن مصدر للدخل الوحيد لها هو مصروفات الطلاب إضافة إلى الدعم المقدم من عدد من الرعاة سواء الأفراد أن المؤسسات وكان قد تم اعلان عن اختيار ريتشاردوني رئيسا للجامعة الأمريكية في مارس الماضي وأرجع مجلس أمناء الجامعة اختياره إلى أنه هو الوحيد القادر على قيادة الجامعة فى تحقيق مهامها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المهمة والجديدة التى من المنتظر أن تحققها خلال الفترة المقبلة فى مصر والمنطقة, وبالتحليل نجد أن هذه المؤسسة التعليمية الأمريكية على ما يبدو وضعت لنفسها مهاما جديدة تتناسب والتطورات التي حدثت خلال السنوات الأخيرة وبالطبع هذه الدور يتوافق مع المصالح الأمريكية أولا فى المنطقة , كما أن تعليق "ريتشاردوني" على قرار تعيينه في هذا المنصب أيضا يثير الريبة , حيث أكد أنه يؤمن بالدور الذي يلعبه التعليم الدولي في تغيير المجتمعات ،الأمر الذي يعني أن اهتمامه لن يكون منصبا على تقديم خدمة تعليمية أكثر مما سيركز على زرع بعض الأفكار التي ستخدم بلاده في المقام الأول. وتاريخ ريتشاردوني نفسه يؤكد أن كل ما صرح به "ضحك على الدقون " و أنه جاء فى مهمة استخباراتية فمهامه السابقة دائما كانت استخباراتية في المقام الأول حتى وإن كان المسمى الوظيفي غير ذلك ،حيث تقلد من قبل عدة مناصب في أجهزة المخابرات الأمريكية ورئيس وحدة قوة مكافحة الإرهاب في الإدارة الأمريكية بعد أحداث 11 سبتمبر ،كما كان له دورا بارزا في التمهيد لاسقاط نظام صدام حسين في العراق في الفترة ما بين عامي 1999 و 2001 ،حيث كان يعمل حينها مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين اولبرايت والتي بدأت تنفيذ المخطط الأمريكي لنشر الفوضى في المنطقة والقضاء على أقوى الأنظمة العربية. ومما يؤكد فكرة أن الدور الذي سيلعبه ريتشاردوني من خلال منصبه الجديد كرئيس للجامعة الأمريكيةبالقاهرة سيكون بعيدا تماما عن التدريس والتعليم هو أنه ليس لديه خبرة في هذا المجال سوى عمله كمدرس بمدرسة إيرانية عام 1976 ولم يكن من قبل استاذا جامعيا ،كما أنه لم يحصل على درجتي الماجستير والدكتوراة. ريتشاردوني الذي عمل سفيرا للولايات المتحدة بمصر منذ عام 2005 وحتى 2008 كان قد حاول استخدام ذكائه للتقرب من الشعب المصري والتظاهر بحب ثقافته لاسيما ل "الصوفية" وعرف عنه زيارته المتكررة لمقام السيد البدوي بطنطا بصحبة زوجته حتى يضفي على الزيارة الطابع الشخصي وليس الرسمي إضافة إلى زيارته لمساجد آل البيت ،مما ذكر بعض المحللين بفترة الاحتلال الفرنسي لمصر حيث كان نابليون بونابرت قد قرر التقرب للشعب المصري من خلال ارتداء العباءة والمشاركة في الاحتفالات بموالد آل البيت. والحقيقة أن ريتشاردوني كان له أغراض خبيثة من ادعائه بحبه للصوفيه وهذا ما كشفته إحدى الوثائق التي نشرها موقع ويكيليكس ،الذي قال إن هناك برقية من السفارة الأمريكية في القاهرة أفادت بأن الولاياتالمتحدة في الوقت الذي كانت في العلن تصف مصر كدولة صديقة كانت في حقيقة الأمر تتبع استراتيجية معينة وجاء ذلك في البرقية رقم 061351CAIRO التي كتبها السفير الأمريكي الأسبق وحملت تصنيف سري بتاريخ 6 مارس 2006 والتي يظهر فيها أن السفير الأمريكي، الذي نجح في إقناع الرأي العام والصحافة المصرية بحبه للموالد الصوفية والدراويش وحلقات الذكر، كان في الواقع ينتهج أسلوبا شرسا في محاولة للتغيير في جوانب كثيرة من حياة المصريين بعيدا عن رقابة الصحافة والأجهزة المصرية بمساعدة منظمات المجتمع المدني وقال ريتشاردوني خلال البرقيه , إنه على الأرجح لن يكون من الممكن إحراز تقدم ديمقراطي كبير طالما بقي الرئيس مبارك في منصبه، ومع هذا فإن حكمه القاسي يوفر مساحة ويعطي وقتا لإعداد المجتمع المدني وبعض مؤسسات الحكومية المصرية لحين رحيله . ويضيف السفير الأمريكي في رسالته الدبلوماسية للخارجية الأمريكية: "ليس لدينا حل ناجع لكل شىء، ولكن يمكننا الضغط من أجل التغييرات التي ستؤدي، حتما إلى الموت عن طريق ألف جرح صغير لنظام مصر السلطوي." ونصح ريتشاردوني باستهداف سيدة مصر الأولى "سوزان مبارك" بالضغط عليها لممارسة الضغوط بدورها على مبارك، ونصح بأن تتم دعوتها لزيارة البيت الأبيض، لإحداث تغييرات وذلك ضمن استراتيجية للضغط على مقربين من مبارك مثل رئيس الديوان الرئاسي زكريا عزمي ورئيس المخابرات المصرية عمر سليمان ونجل مبارك جمال مبارك. وكشفت البرقية عن مفاجأة وهي اعتماد الولاياتالمتحدة سياسة خداع الشعب المصري عن طريق أصدقائها وحلفائها في مصر من أجل الترويج لعدة أفكار أمريكية حتى يتم قبول هذه الافكار وكأنها أفكار مصرية، حيث قال ريتشاردوني إن ذلك يمكن أن يحدث عن طريق اللقاءات والحديث مع الجماهير وطرق إرسال الرسائل بشكل غير مباشر ،حتى يتم تبني تلك الافكار بمساعدة المجتمع المدني خصوصا فيما يتعلق بالانتخابات وكأنها أفكار مصرية. ووصف ريتشاردوني دور المجتمع المدني في مصر في البرقية فقال "النخبة من المجتمع المدني سوف تستمر في الانخراط في مناقشات التغيير لكن بدون تأثير او قدرة على القيام بتغيير منظم ومحسوس قبل أن يرحل مبارك" وتبدي البرقية رغبة أمريكية واضحة في التدخل في كل مناحي الحياة المصرية فتحت بند "الخطوات المقبلة" يذكر ريتشاردوني الرغبة الامريكية في تعديل قانون القضاء وقانون الصحافة والقانون العقابي والمجالس المحلية وقوة الشرطة وغيرها. وقال ريتشاردوني إن أمريكا ستقدم "دعما فنيا" للأحزاب السياسية المصرح بها عن طريق المعهد الديمقراطي الدولي والمعهد الجمهوري الدولي الممولين من الحكومة الأمريكية وغير المصرح بعملهما في مصر. وعن العسكريين ألمح ريتشاردوني إلى أن الاستراتيجية الأمريكية يمكن أن تتجه نحو تمثيل تهديد للعسكريين فقال: "سوف تكون المؤسسة العسكرية عبئا على التغيير ولكنهم لن ينخرطوا بشكل نشط إلا إذا تم تهديد مصالحهم الاقتصادية، أو لو أنهم بدأوا يدركون ثمة تهديد للاستقرار". وتوقع ريتشاردوني زيادة شعبية الإخوان المسلمين لأنهم يقدمون خدمات اجتماعية لا تقدمها الحكومة المصرية نفسها، بحسب البرقية الدبلوماسية وقالت البرقية: "إن العسكريين مازالوا يعتقدون أنهم سوف يرثون الرئاسة لكن ثقة الإخوان المسلمين في انفسهم تزيد", وطالب ريتشاردوني بمراعاة المساعدات العسكرية لمصر لتشمل اسلوب تغيير أكبر وهو إرسال أعداد أكبر من الضباط للتدريب في أمريكا". واللافت أن ريتشاردوني رغم رغبته في إرهاق النظام الحاكم حينها في مصر، إلا أنه أقر بأن مبارك نفسه لا غنى عنه في نفس الوقت بالنسبة للولايات المتحدة، حيث قال "يبقى مبارك حليفنا الذي لا يمكن الاستغناء عنه لكنه يتحرك ببطء في اجندة التغيير" ورغم أن ما ورد في البرقية يدل على قراءة ريتشاردوني الجيدة للمجتمع المصري إلا أنه لم يستطع توقع اندلاع ثورة ضد مبارك حيث قال"لن تكون هناك ثورة برتقالية على ضفاف النيل طالما كان مبارك موجودا، لكن علينا أن ندعم كل تقدم ديمقراطي ولو متواضع". وتتحدث البرقية على لسان السفير الأمريكي في مصر أن هدف الولاياتالمتحدة الاستراتيجي طويل المدى في فترة ما بعد مبارك يجب أن يكون الاحتفاظ بمصر داخل إطار الصداقة مع أمريكا لمدة جيل من الزمان على الأقل، حيث إن أهداف الولاياتالمتحدة من خلافة مبارك يجب أن تكون الترويج لقيام حكومة منتخبة تضمن استقرار مصر ورخائها وصداقتها لنا لمدة جيل من الزمن" وبتحليل ما جاء في هذه البرقية نجد أن عودة ريتشاردوني للقاهرة في منصب جديد جاء ليكمل مهمته في التقرب من منظمات المجتمع المدني لإحداث تغييرات معينة لاسيما وأن القضايا التي تناولتها البرقية التي كتبت في عام 2006 لا تزال مطروحة وبقوة حاليا مثل قانون الصحافة ووضع الشرطة ودور المؤسسة العسكرية في البلاد ويبدو أن كل هذه الملفات ستكون عرضة للعبث من قبل رئيس الجامعة الأمريكية الجديد ولا ننسى ما ذكره عن الإخوان المسلمين فقد يكون من المتوقع أنه سيحاول الاتصال بهم من خلال منصبه الجديد ،لاسيما وأنه حرص على التواصل معهم خلال وجوده بالقاهرة على الرغم من أنه كان ينفي هذا الأمر ،حيث كان يؤكد أنه لم يجري أية اتصالات مع جماعة الإخوان وأنه كان يتعامل معها بنفس الطريقة التي كان ينص عليها القانون المصري إلا أنه عاد وكذب نفسه عندما كشف أن هناك اتصالات بين الإدارات الأمريكية المتتابعة وجماعة الإخوان منذ عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات, ففي تصريحات له بصحيفة واشنطن تايمز قال: إنه شخصيا دأب على زيارة مقر الجماعة بمنطقة وسط البلد منذ كان موظفا صغيرا في السفارة الأمريكية بداية من الثمانينات وحتى أحداث 11 سبتمبر حيث أعلنت الجماعة عن عدم رغبتها في مواصلة هذه اللقاءات وقال إن هذه اللقاءات كانت تجرى بعلم وزيرة الخارجية الأمريكية حينئذ كوندوليزا رايس رغم إعلانها 2005 بالقاهرة عدم الاتصال بالجماعة خشية تأثر العلاقات مع مصر, وأشار إلى أن الحكومة الأمريكية كانت تتعامل مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان وتعاملها مع الإخوان كمستقلين يأتي من هذا المنطلق بغض النظر عن انتمائهم وأن هذه اللقاءات كانت تتم في وضح النهار وبحضور آخرين من أعضاء الحزب الوطني "المنحل"، لافتا إلى أن الإخوان ورغم أنها جماعة محظورة في مصر منذ سنة 1954 إلا أنها ليست ضمن القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله ،وحتى الآن تتردد الإدارة الأمريكية في إدراجها بقائمة الإرهاب على الرغم من خروج دعوات من داخل مجلس الشيوخ تطالب الإدارة بذلك، ويبدو أن السبب في ذلك هو أن واشنطن لا تزال ترى في الإخوان أصدقاء لها يمكنهم أن يحققوا مصالحها في مصر والشرق الأوسط، ولهذا ساندتهم حتى وصلوا للحكم . وإذا كان تعيين ريتشاردوني قد أثار قضية ماهية دور الجامعة الأمريكية في مصر فقد شغل هذا الأمر العديد من الباحثين لعدة عقود نظرا لنشاط هذه الجامعة الذي يخرج عن كونها مؤسسة تعليمية ،حيث اعتبرها فريقا من المراقبين أنها أحد أسباب موجة "التغريب" التي ضربت البلاد ،وأنها سببا في تشويه صورة مصر بالخارج وأنها أيضا أحد ادوات التبعية الثقافية في البلاد من خلال سعيها لنشر النموذج الأمريكي فمن خلال متابعة نشاط الجامعة بالقاهرة وجد المحللون أنها مؤسسة بحثية تقوم بمتابعة ورصد الظواهر الحياتية للمجتمع المصري من خلال البحوث والزيارات الميدانية واستطلاعات الرأي ،وكل ذلك يهدف في النهاية إلى خدمة صانع القرار في واشنطن كما أن مناهجها تعمل على تغيير أفكار الشباب من خلال تدريسها لأسلوب حياه ونمط معيشي مختلف عن المصريين. ويرى المحللون أن الجامعة الأمريكيةبالقاهرة لها أنشطة في مصر تشبه المنهج الذي تتبعه منظمات "التنصير" في أفريقيا حيث تقوم بمد يد العون للفقراء والمرضى والمحتاجين، وتقيم مشروعات إعادة تصنيع الورق والقمامة في أفقر أحياء القاهرة مثل ترب اليهود والأبجية ومنشأة ناصر والدويقة ،وبالطبع لتظهر بمظهر أنها تخدم المجتمع ولكنها في الواقع تحاول الترويج لأفكار معينة وتريد دعم الفقراء لها باعتبارهم الشريحة الأكبر في الوطن, كما يؤكد المحللون أن مصر لم تجن شيئا من وجود الجامعة الأمريكية على أراضيها منذ عام 1919 ،وأن تأثيرها كان سلبيا حيث خسرت البلاد الكثير من أبناء الصفوة ممن تم تغريبهم وابعادهم عن دينهم ،وهي أيضا لم تقدم للمجتمع عالما أو مخترعا. ويري الخبراء أن ريتشاردوني لم يأت من جديد للقيام بدور تعليمي وإنما جاء خصيصا لاستكمال دور هذه المؤسسة في إعداد تقارير تفيد الإدارة الأمريكية في تحديد موقفها واتخاذ قراراتها فيما يتعلق بمصر. يذكر أن ريتشاردوني ولد في بوسطن وتخرج من مدرسة مولدن الثانوية الكاثوليكية، وبعد تخرجه بامتياز من كلية دارتموث في 1973، حصل على منحة فولبرايت للتدريس والدراسة في إيطاليا،و ذهب إلى إيران كمدرس في 1976. وسافر بكثرة إلى جنوب غرب آسيا ،و أوروبا والشرق الأوسط حتى عمل في الخارجية الأمريكية في 1978،وساعده على ذلك أنه يتحدث الإيطالية والتركية والعربية والفرنسية. ورشحه الرئيس الأمريكي جورج بوش في 25 يوليو 2005، وصدق على ترشيحه مجلس الشيوخ الأمريكي في 29 يوليو 2005 ليكون سفيرا لبلاده لدى مصر بداية من 26 أغسطس 2005. وبعد إنهاء خدمته في القاهرة عمل نائبا لسفير البعثة الأمريكية في أفغانستان، وفي أغسطس 2010، رشحه أوباما ليكون سفيرا لبلاده فى تركيا, وأرسل الترشيح إلى مجلس الشيوخ للتصديق عليه، ولكن الترشيح تعثر لأن أحد الأعضاء راجع سجله وعثر فيه على شهاده سابقة تخص مصر، ووجه السناتور الجمهورى عن ولاية كانزس سام براونباك رسالة بهذا المعنى إلى وزيرة الخارجية حينها هيلارى كلينتون قال فيها إن ريتشاردونى له سجل سيئ في خدمة القيم الأمريكية الخاصة بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان، بسبب تأييده لنظام الرئيس حسنى مبارك خلال فترة خدمته بالقاهرة ،وأنه بذلك ساهم في زعزعة ثقة الجماعات المعارضة ومنظمات حقوق الإنسان حول العالم في التزام الحكومة الأمريكية بالديمقراطية، وأوضح الخطاب أن ريتشاردوني كان سفيرا في مصر أثناء إدارة الرئيس جورج بوش التى كانت معنية بأوضاع الديمقراطية وحقوق الإنسان ، وأبدت حرصها على دعم الجماعات المعارضة من هذا الباب، ولكن ريتشاردونى بكلامه قلل من تأثير تلك الجهود وخفف من حدتها، حين تبنى وجهة نظر النظام الرسمى المصرى حينها.. لكن في نهاية الأمر تم تعيينه سفيرا لدى تركيا منذ عام 2011 وحتى عام 2014 ولم يتوقف عن التدخل في شئون البلاد كعادته في كل الدول التي عمل بها وتم "توبيخه" من قبل مسئولين أتراك في مناسبة عديدة لتدخله المتكرر في السياسة الداخلية التركية، حتى أن الرئيس التركي رجب طيب أردغان وصفه أيضا بأنه سفير غير محترف لهفواته المتكررة. وفي 7 فبراير 2013، كان ريتشاردوني محل جدل كبير من قبل تركيا، لانتقاده القضاء ،حيث كان ريتشاردوني قد صرح بأن المحاكم الأوروبية والأمريكية يجب عليها عدم قبول قرارات المحاكم التركية الخاصة بقضايا الجنرالات المتهمون بالتآمر للإطاحة بالحكومة التركية، وبسبب هذا التصريح أصدرت أنقرة بيانا رسميا تعلن فيه أن تركيا دولة ذات سيادة وأن السفير ريتشاردوني لم يع أنه لا يمكن للمحاكم الأمريكية الطعن في قرارات المحاكم التركية, وفي 25 ديسمبر 2013، تحدث أردوغان عن مؤامرة على حكومته وهدد بطرد سفراء من بلاده وكان يعني تحديدا فرانسيس ريتشاردوني. حيث تردد أن السفير الامريكي أثار مع نظرائه الاوروبيين قضية مصرف "خلق بنكسي" التي أثيرت من خلالها عمليات بيع الذهب بطرق غير شرعية إلى إيران , وبعد إنهاء خدمته في تركيا عين سفيرا لبلاده لدى الفلبين حتى صدر قرار تعيينه رئيسا للجامعة الأمريكيةبالقاهرة , أما عن حياته العائلية فهو متزوج من ماري، عالمة الأحياء الجزيئية،التي قامت بالتدريس في الجامعات التركية أثناء عمل زوجها في ذلك الوقت بتركيا، ولديهما بنتين هما فرنشسكا وتشيارا.