كلما تقدم الإنسان في العمر كلما زادت الأعباء والمسئوليات وضغوطات الحياة عليه، فتقوده دائمًا للإحباط والاكتئاب والضيق، ويتخلل داخله شعور الاحتياج للحديث عن مشاكله، لكن غالبًا لا يحتضنه أحد أو يفهم إلى أي مدى يصل حزنه، فيتمنى أن يكون وحيدصا بعيد عن البشر حتى يستطيع البكاء والصراخ أو تفريغ طاقاته السلبية بأي طريقة يحبذها بينما يعجز عن ذلك لوجوده بين الناس، الأمر الذى جعل الشاب المصري "عبد الرحمن سعد" يبتكر غرفة للصراخ داخل مكتبته "باب الدنيا". علما أن فكرة مكتبة كانت قد سيطرت على عليه منذ فترة طويلة، كان يريد أن ينشأ مكان به جميع الفنون والثقافات، عزف وتعليم مزيكا، بيع وقراءة كتب، مشاهدة أفلام قيمة ونقدها، حيث خصص ساعة كل يوم جمعة لمناقشة كتاب أو مشاهدة فيلم ما ونقده. ولهذا قرر تنفيذ المشروع في منطقة السادس من أكتوبر ولاقى نجاح كبير، وعرض أحد أصدقاءه الذي يدعى "عمرو"، والذي يعمل مدير تسويق المكان فكرة عليه "غرفة الصراخ" حيث أنها لم تنفذ في الوطن العربي من قبل، وموجودة في دولة "اليابان" فقط: "الفكرة بالنسبالي كانت جديدة ومجنونة، يعني إيه غرفة للناس تصرخ فيها لكن الفكرة عجبتني وبدأنا ننفذها"، وحولوا غرفة عزف الموسيقى لغرفة معزولة الصوت، بها آلة "الدرامز" حتى تستخدم كوسيلة لتفريغ الطاقات السلبية. وأكد أيضا أن هناك شروط وقواعد يجب أن يتبعها من يستخدم تلك الغرفة؛ ممنوع دخول الهواتف المحمولة، وإذا أرادت أن تأخذ صورة تذكارية سيكون بإشراف المسؤولين عن الغرفة، ولن تزيد مدة تواجد الفرد داخلها عن 10 دقائق، ولا يُسمح بدخول الغرفة أكثر من فرد واحد.