زادت المحاولة الانقلابية الفاشلة من إحساس الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بأنه ضعيف ومرتبك وأنه في حاجة إلى جهة خارجية داعمة له حتى وإن كانت روسيا التي كانت شعاراته وغروره سببا في القطيعة معها لأشهر. ويلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره التركي الشهر المقبل للمرة الأولى منذ عام تقريبا خاصة بعد حالة من التوتر القصوى بسبب إسقاط أنقرة مقاتلة روسية على الحدود مع سوريا في نوفمبر 2015. ولا تزال العقوبات التجارية التي فرضتها روسيا على أنقرة بسبب تلك الحادثة سارية. وقال وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف الثلاثاء إن العقوبات لن ترفع على الأرجح قبل لقاء الزعيمين. وكان أوليوكاييف يتحدث في الوقت الذي كان يجتمع فيه مسؤولون كبار من البلدين في موسكو ومن بينهم محمد شيمشك نائب رئيس الوزراء التركي لتمهيد الأجواء لإعادة الدفء إلى العلاقات تدريجيا. وقال الكرملين والحكومة التركية إن بوتين وأردوغان سيلتقيان يوم التاسع مع أغسطس في سان بطرسبرغ مسقط رأس الزعيم الروسي وثاني أكبر المدن الروسية. ويأتي هذا اللقاء بعد رسالة الاعتذار التي بعث بها الرئيس التركي إلى نظيره الروسي، والتي كشفت عن رغبة أردوغان في إرضاء بوتين وإعادة الدفء إلى العلاقات الثنائية. ويرى مراقبون أن الرئيس التركي بات مقتنعا أن رهانه على الولاياتالمتحدة لم يعد يفيده خاصة أنها ضربت عرض الحائط بمطالبه بعدم الانفتاح على أكراد سوريا في الحرب على داعش. وأشاروا إلى أن تسليح واشنطن لأكراد سوريا وتدريب مقاتليهم والرهان عليهم كطرف أساسي في مواجهة داعش جعل الرئيس التركي يشعر أن الأميركيين يمكن أن يدعموا في المستقبل قيام دولة كردية على حدوده. ومن الواضح أن بحث أردوغان عن شراء ودّ الرئيس الروسي هدفه إخراج تركيا من الورطة السورية ورهانها على إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما أفشلته روسيا. وما يدعم هرولة الرئيس التركي الضعيف نحو روسيا هو موقفها المعارض للانقلاب الأخير الذي استهدف الإطاحة به. وشكرت تركياروسيا لدعمها القويّ لأردوغان خلال محاولة الإطاحة به وسط تسريبات عن أن موسكو هي من أعلمت بالأمر، وذلك من خلال اعتراض اتصالات تمّت بين قيادات الانقلاب. ولا تخفي وسائل إعلام تركية شكوكها بعلم واشنطن بمحاولة الانقلاب وأنها لم تحرّك ساكنا لإعلام أنقرة به. وفيما ينفي المسؤولون الأميركيون الأمر، فإن المسؤولين الأتراك يتجنّبون الحديث في الأمر حاليا.