على الرغم من التحديات الأمنية، تستمر منظمة الصحة العالمية في تقديم المساعدات الإنسانية الصحية لسكان المناطق المحاصرة والمناطق التي يصعب الوصول إليها في سوريا. تشمل هذه المناطق مدينة دوما السورية، حيث أدت العوائق التي تحول دون الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الإصحاح إلى تردي الأوضاع المعيشية فيها، وسوء مستوى النظافة وخدمات الإصحاح، فضلاً عن نقص فرص الحصول على معالجات للحالات الطارئة وللأمراض المزمنة و الإمدادات الطبية. ففي إطار قافلة الأممالمتحدة التي توجهت الى دوما، قدمت منظمة الصحة العالمية في 10 يونيو 2016، خمسة أطنان من المعالجات المنقذة للحياة لأكثر من 95000 دورة علاجية . وتضمنت المواد المقدمة أدوية للرعاية الطارئة مثل الأنسولين وحزمات الطوارئ الصحية، وكذلك أدوية الأمراض غير السارية مثل السكري وضغط الدم المرتفع. كما اشتملت القافلة أيضاً على المضادات الحيوية والمسكنات، وإمدادات تغذوية ومعدات طبية وأجهزة كي تستخدمها العيادات الصغيرة والمستشفيات. الجدير بالذكر أن هذه هي القافلة الأولى لوكالات الأممالمتحدة التي تصل إلى مدينة دوما شرقي الغوطة بريف دمشق منذ مايو 2014. وإن كانت منظمة الصحة العالمية قد تمكنت من الوصول منفردة إلى هذه المنطقة في فبراير 2016، بالتعاون مع الهلال الأحمر العربي السوري، وقدمت حينها مستلزمات إجراء 250 جلسة غسيل كلوي. وبهذه المناسبة، قالت إليزابيث هوف، ممثلة منظمة الصحةَ العالمية في سوريا: " إن وجود منفذ وصول دائم لا تتم إعاقته، من شأنه أن يعزز فرص توفير المعالجات المنقذة للحياة ومن ثم إنقاذ المزيد من الأرواح في شتى أرجاء البلاد". وتناشد منظمة الصحة العالمية مجدداً الأطراف المعنية ضمان ممر آمن للمساعدات الإنسانية الصحية وعدم استبعاد أي من المواد الطبية منها، إذ أن القصد أن تصل لمن يحتاجونها في شتى أرجاء سوريا.