حسمت رئاسة الجمهورية الجدل الدائر حول الإعلامى الشهير طارق عبدالجابر بعدما وافقت على عودته إلى القاهرة بعدما تيقنت أنه غير مطلوب أمنيا أو قضائيا وأن من حقه العودة فى أى وقت , وهو ماحدده مراسل التليفزيون المصرى الأسبق من القدس بالأسبوع الأول من أبريل للموت فى بلاده بعدما أنهكه المرض اللعين "السرطان" الذى انتشر فى معدته كاتبا كلمة النهاية فى حياة إعلامى طالما توقنا وانتظرناه كثيرا لنرى رسالته من داخل القدس الشريف يوما أن كان موفد التليفزيون المصرى بهذه البقعة المباركة.. الجدل الذى أثير بخصوص "عبدالجابر" كان بسبب انضمامه إلى جماعة الإخوان المسلمين عقب ثورة الثلاثين من يونيو , وسفره إلى تركيا واتخاذها وطنا له بل وتقديمه برنامج"الأبواب الخلفية" على قناة الشرق التابعة للإخوان. عبد الجابر أكد فى أكثر من مناسبة أنه ليس لديه أى علاقة أو إنتماء لجماعة الإخوان راجياً من السلطات المصرية السماح له بالعودة خصوصا أنه لم يصدر منه أى شئ به إساءة أو تحريض ضد مصر أو جيشها طيلة فترة عمله بقناة الشرق. وعلى الفور بدأت السلطات المصرية بأمر من الرئيس عبد الفتاح السيسى اتخاذ الخطوات اللازمة لترتيب عودة مجموعة من الإعلاميين والسياسيين الذين تورطوا فى العمل مع الإخوان وغادروا البلاد فى الفترة الماضية طالما لم يتم إدانتهم من القضاء ، كما أصدر الرئيس قراراً بالسماح ل "عبد الجابر "بالعودة إلى القاهرة مراعاة لظروفه الصحية،حيث يخضع للعلاج فى أحد مستشفيات العاصمة اليونانية أثينا، وجاء ذلك على هامش الحوار الوطنى الذى أقامه الرئيس مع مجموعة من المثقفين والمفكرين. من جانبه عبر "عبد الجابر" عن سعادته الشديدة والترحيب بقرار رئيس الجمهورية بالسماح له بالعودة إلى القاهرة ، مضيفاً أن هذا القرار يعبر عن الحكمة السياسية التى أبداها الرئيس السيسى مؤكداً أن هذا الأمر جعله يدخل فى حالة هيستيرية من البكاء فور علمه بالقرار، قائلاً:"أنا النهاردة حسيت إنى أتولدت من جديد". وأوضح أنه بدأ فى ترتيبات العودة إلى مصر والإستقرار فيها بشكل نهائى بعدما تأكد أن اسمه ليس موضوعاً على قوائم الإنتظار والترقب، مضيفاً أنه سيعود للقاهرة أول إبريل وسيمكث فيها 10 أيام وبعدها سيسافر للولايات المتحدةالأمريكية لإجراء عملية جراحية وإستكمال علاجه ثم يعود لمصر ويظل فيها طوال حياته. وأثار إعلان عودة طارق عبد الجابر لمصر العديد من الإتهامات بينه وبين مؤسس حزب غد الثورة ورئيس مجلس إدارة قناة الشرق الإخوانية الدكتور أيمن نور،حيث أصدر نور بياناً صحفياً من خلال صفحته الرسمية على موقع التواصل الإجتماعى"فيس بوك" أعلن فيه أن "عبدالجابر" قد حضر إلى تركيا للعمل بقناة الشرق الإخوانية وإستمر عمله بها لشهور قليلة ثم تركها وعاد لليونان قبل توقف القناة، وبعدها حاول شراء القناة من إدارتها السابقة لكن محاولاته فشلت، وبعدما انتقلت اسهم القناة لأيمن نور كان عبد الجابر قد عاد لليونان وأسس تليفزيون"الحياة حلوة"، مضيفاً أنه لم يحدث إتصال بينه وبين "عبد الجابر" إلا عندما إتصل به لإبلاغه بأنه لم يحصل على كامل مستحقاته من الإدارة السابقة، مؤكداً أنه لم يكن يعلم شيئا عن قصة مرضه إلا من خلال مداخلاته مع بعض القنوات المصرية. يذكر أن الإعلامى طارق عبد الجابر كان يعمل صحفيا بمؤسسة أخبار اليوم وبعدها عمل مراسلاً بالتليفزيون المصرى فى قطاع غزة لعدة سنوات، وفى عام 2005 تم إستبعاده من التليفزيون على يد ممدوح البلتاجى وزير الإعلام فى ذلك الوقت بعد لقائه بالشيخ أحمد ياسين زعيم حركة حماس، فأنشأ بعدها إذاعة على الإنترنت بعنوان"راديو مصر اليوم دوت كوم".. لكنها لم تستمر كثيراً، وفى 2011 إنضم لقناة "أون تى فى"، ثم عمل فى إحدى القنوات الطبية قبل الثورة, وبعد ثورة 30 يونيو سافر خارج مصر واستقر فى تركيا ومنها إلى اليونان.