أكدت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أن المقاتلين الأجانب الذين رحب بهم داعش يثيرون العديد من المشكلات لكونهم جزءاً أساسياً من مهمته العالمية، فضلا عن خلافات داخلية متزايدة في صفوف التنظيم ، تصل إلى العنف أحياناً، في وقت تحوّل اهتمام التنظيم إلى الخارج وبدأ استهداف أوروبا والولايات المتحدة. وأشارت إلى أن هناك اقتناع بأن بعض المقاتلين الأجانب يعملون كجواسيس لصالح دولهم الأصلية وذكّرت بأن ما لا يقل عن إثنين من الإرهابيين الذين نفذوا التفجيرات الدموية الأخيرة في بروكسل، وزعيم العصابة التي نفذت هجمات متزامنة في باريس في 13 نوفمبر الماضي، كانوا ممن زاروا الشرق الأوسط أخيراً قبل أن يعودوا إلى أوروبا لشن اعتداءاتهم. وفيما أكدت هجمات بروكسل الدور الذي يضطلع به المقاتلون الأجانب في نشر الإرهاب ، توحي روايات وشهادات ستة أشخاص يعيشون تحت سيطرة داعش، وآخرين أجروا أبحاثاً عن التنظيم، بأنه لا يزال يواجه صعوبات في دمج هؤلاء مع مقاتليه المحليين. ويقول أولئك الشهود إن المناطق الخاضعة لحكم داعش في العراقوسوريا، باتت تشهد اضطرابات وخلافات بين مقاتليه، وخاصة مع الهزائم التي لحقت بقواته أخيراً، وما ترتب عنها من توترات ذات صلة بمتاعب مالية، والانسحاب من بعض المناطق. في هذا السياق، قال أحد سكان الموصل لمراسل وول ستريت جورنال: "بمرور الوقت، وبسبب الفروق المادية والإدارية الكبيرة القائمة بينهم، بدأ المقاتلون المحليون يشتكون من نظرائهم الأجانب. وكل ما نأمل به، أن نشهد اليوم الذي يؤدي هذا الانقسام للقضاء عليهم". ووصف ذلك الشاهد حادثة حصلت قبل أسابيع أمام عينيه في سوق مزدحمة. ففي مشهد أصبح مألوفاً، وبَّخ مقاتل أجنبي مسناً عراقياً لأن لحيته قصيرة لا تليق، برأيه، بمسلم ورع. فما كان من المسن إلا أن شتمه أمام دهشة الحاضرين. ولكن ما حصل لاحقاً كان مفاجئا أكثر، إذ تدخل ستة مقاتلين عراقيين من عناصر داعش ووقفوا في صفّ مواطنهم المسنّ وضربوا زميلهم الأجنبي، وأوثقوا يديه، ورموا به داخل سيارة، ومن ثم انطلقوا بعيداً. وبحسب مدير الاستخبارات الأمريكية، وصل إلى سوريا منذ بداية الحرب الأهلية قبل خمسة أعوام، ما لا يقل عن 38 ألف مقاتل أجنبي، خرجوا من أكثر من 120 بلداً حول العالم. وقال سكان في العراقوسوريا، لمراسلي وول ستريت جورنال أن معظم أولئك المقاتلين، وخاصة الآتين من أوروبا، لا يبالون بالعادات المحلية، أو التقاليد القبلية الصارمة في غرب العراق وشرق سوريا. ويسيء عناصر الشرطة الأخلاقية المعروفة ب" الحسبة"، إلى النساء والعجائز في الشوارع والأسواق بحجة مخالفات كالتدخين، أو ارتدائهم ملابس مخالفة لتعاليم داعش. وقال عمر أبو لقمان، وهو ناشط مناهض للحكومة السورية في مدينة دير الزور، إن عشرات من مقاتلي داعش المحليين انشقوا مطلع هذه السنة من أجل الانضمام إلى مجموعات إسلامية معارضة أخرى. وقد اتهم أولئك المنشقين رفاقهم الأجانب باستخدامهم ذخيرة للمدافع. في السياق ذاته، قال باتريك سكينر، مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات المركزية، وهو حالياً زميل رفيع في مجموعة صوفان التي تتابع نشاطات داعش عن كثب:" لقد اشتدت الخلافات في أعقاب الهزائم الميدانية الأخيرة". وذكر بأنه "في الخريف الماضي، وبعد خسارة داعش لمدينة تل أبيض في شمال سوريا لصالح مقاتلين أكراد، حمل مقاتلون محليون مقاتلين أجانب مسؤولية التقصير في تقديم المساعدة المطلوبة". وقال محمد الصالح، المتحدث باسم مجموعة "الرقة تذبح بصمت"، والتي تعمل على لفت الأنظار لفظائع داعش في معقله الرقة: "بات هناك اقتناع بأن بعض المقاتلين الأجانب يعملون كجواسيس لصالح دولهم الأصلية".