أخيراً وبعد طول إنتظار إكتشفت وزارة التعليم العالى والمجلس الأعلى للجامعات الخطأ الجسيم الذى إرتكباه فى حق جامعة بورسعيد بعد أن أبقيا على الدكتور راشد القصبى القائم بأعمال رئيس الجامعة ونوابه الثلاثة لأكثر من عامين, وذلك باستبعاد اسمه من بين المرشحين على رئاسة الجامعة. لكن الوزارة أغلفت أمرا آخر لايقل أهمية عن إستبعاده من عملية الترشح وهو انتماؤه لجماعة الإخوان , وحاليا يسعى بعد أن تأكد من إستبعاده للتخلص من كل معارضيه داخل الجامعة وتصفية حساباته معهم قبل تركه منصبه. وبالفعل بدأ القصبى الذى كان من أشد المؤيدين للدكتور عماد عبد الجليل رئيس الجامعة السابق الذى تم عزله من رئاستها بعد ثبوت إنتمائه لجماعة الإخوان فى المجمع الإنتخابى سلسلة من تصفية الحسابات منذ فترة كان أولها عدم تنفيذ قرارات وزارية صدرت بتعيين , ضحى الحريرى مديراً عاماً للدراسات العليا والبحوث, وأمل فرح مديراً عاماً للعلاقات الثقافية والبحوث الأمر الذى دفعهما لرفع دعاوى قضائية ضده إنتهت بصدور أحكام بعزله من منصبه وكنا قد تعرضنا لها فى عدد سابق واستكمل هذه السلسة مؤخراً بالإطاحة بأميرة الخضرى مدير إدارة الإعلام بالجامعة . بدأت الواقعة عندما قام الدكتور عبده خفاجة الأستاذ بكلية الهندسة قسم الإنتاج بتقديم شكوى ضد أميرة الخضرى تفيد بأنها تستغيث برئيس الجمهورية على صفحتها الشخصية على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" لإنقاذ الجامعه مما يحدث بها وتطالبه بسرعة إتخاذ قرار والإعلان عن تعيين رئيس الجامعة الجديد لإيقاف القصبى عند حده ومنعه من إرتكاب المزيد من المخالفات .. وبعد أن تقدم خفاجة بالشكوى ضدها إلى رئيس الجامعة قام القصبى بإحالتها لمجلس التأديب للتحقيق معها فيما كتبته على " فيس بوك ", وأغفل القصبى أن مجالس التأديب بالجامعات لاغية طبقا للدستور حيث لا يوجد ماينص به على تحويل العاملين لمجالس التأديب بمؤسساتهم و داخل جهات عملهم أما من يتجاوز منهم فيتم تحويله إلى النيابة الإدارية للتحقيق معه . وبالرغم من هذه المخالفة فإن المخالفة الأكبر فى القضية تتمثل فى صاحب الشكوى ضد مدير إدارة الإعلام وهو الدكتور عبده خفاجه , الذى لا يحق له التقدم بشكوى ضد أحد نظراً لأنه محال للتحقيق وممنوع من التدريس بالجامعة منذ عام 2014 نظراً لإرتكابه مخالفات جسيمة فى حق طلابه وقسمه بكلية الهندسة. وفى مستند حصلت "الموجز" على نسخة منه طالب المحقق القانونى الأستاذ الدكتور رأفت فودة أستاذ ورئيس قسم القانون العام ومدير معهد قانون الأعمال الدولى بكلية الحقوق بجامعة القاهرة, بإحالة الدكتور عبده خفاجة إلى مجلس التأديب المختص لإنزال حكم القانون عليه وإيقافه عن العمل وصرف نصف راتبه لمصلحة التحقيق وحثه على المثول أمام سلطات التأديب, مضيفاً أن إستمراره فى أداء مهام وظيفته قد يؤثر على مسار العمل التأديبى بخلق مشاكل مع قسمه ويشجعه على عدم الاستجابة لاستدعاءات سلطات التأديب له مع ضرورة عرض الأمر على مجلس التأديب خلال شهر من تاريخ إيقافه عن العمل . ووقع الدكتور فودة طلبه عام 2014 إلا أنه وحتى هذا اليوم لم يمثل الدكتور خفاجة أمام مجلس التأديب نظراً لقربه الشديد من الدكتور راشد القصبى الذى يستعين به فى الإطاحة بخصومه داخل الجامعة الأمر الذى يوضح أن شكواه ضد مدير إدارة الإعلام كيدية. أما الواقعة التى تسببت فى هذا الغضب الشديد ضد خفاجة فقد جاءت بتاريخ 7 /6/ 2014 عندما إمتنع طلاب الفرقة الرابعة بقسم هندسة الإنتاج والتصميم الميكانيكى بكلية هندسة بورسعيد عن دخول لجنة إمتحان مادة "بحوث عمليات صناعية " وبعد أن قرر مجلس الكلية عقد إجتماع طارىء ناقش خلاله الطلاب عن سبب إمتناعهم قالوا إنهم متخوفون من الإمتحان نتيجة تهديد أستاذ المادة الدكتور خفاجة لهم بصعوبة الإمتحان وقالوا إن هذا ظهر فى نتيجة اعمال السنة وقام مجلس القسم و الكلية بإلغاء الإمتحان على أن يتم تحديد موعد آخر كما قرر مجلس الكلية عدم إسناد أى مواد تدريسية لخفاجة فى مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا. وكان المجلس الأعلى للجامعات إنتهى إلى الإبقاء على ثلاثة أسماء من بين 20 اسماً كانوا مرشحين لرئاسة جامعة بورسعيد وقدمهم إلى الرئيس السيسى ليختار من بينهم اسماً واحداً . إلا أنه لا يجب على المجلس و الوزارة الصمت على كل تلك التجاوزات التى يقوم بها القائم بأعمال رئيس الجامعة وأعوانه لحين اختيار الرئيس الجديد.