تأخر المجلس العسكري في التدخل لإنقاذ الموقف وأصدر بيانا ضعيفا بعد مرور أكثر من أسبوع كامل علي انفجار أزمة الشاب المصري المحتجز في السعودية، ولاشك أن هذا التأخر زاد الأوضاع اشتعالا وتحولت الأزمة إلي قضية قد تتصاعد بين الدولتين الكبيرتين في المنطقة العربية، ولاشك أن الأزمة ستجد ألف شيطان مجوسي يلعب علي أوراقها لكي تشتعل أكثر، ولاشك أن الدور الشيعي سيلعب بكل الأوراق لكي تشتعل تلك الأزمة أكثر من ذلك فلقد جاءت تلك الأزمة علي هوي الشيعة ومخططاتهم التي لا يهتم بها ولا يدرك حجم خطورتها أحد سواء من هؤلاء الشباب الثائرين أو من المجلس العسكري الذي اكتفي بالمشاهدة حتي تفجر الوضع، إن الأزمة هذه المرة لن تمضي بسرعة فانتظر الفرس والمجوس في إيران تحديدا انفجار العلاقات المصرية-السعودية منذ سنوات وجاءت تلك الأزمة لتخدم مصالحهم ومخططاتهم، ولسوف تنعكس الآثار السلبية لكل هذه الأزمات علي المصريين العاملين في السعودية الذين وجدوا أنفسهم في موقف سيئ للغاية بعد أن تطايرت الأزمة واشتعلت نيرانها وبدأ الثائرون في مهاجمة السعودية وحكامها ووصل الأمر إلي إهانتهم، وكان الثائرون والمتضامنين مع الشاب المصري المحتجز بالسعودية يريدون معرفة تفاصيل الواقعة، وتجمعوا عند السفارة السعودية ليس للإثارة أو التهديد ولكن كانوا يريدون معرفة التفاصيل بكل شفافية وهل بالفعل تم ضبط الشاب المصري متلبسا بتهريب الحبوب المخدرة التي قيل إنها كانت معه أم أن القضية ملفقة ولم يتم اتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها، ولكن وجد هؤلاء الشباب أنفسهم يقفون بمفردهم وبدون أن يتقدم أحد مسئولي الدولة المصرية بالتفاهم مع السفير السعودي، واقتصر الحضور علي بعض نواب مجلس الشعب في حين أن الأزمة كانت تحتاج تدخلا مباشرا من المجلس العسكري الذي يدير شئون البلاد، وكان بالإمكان إنهاء الأزمة وتوضيح أسبابها لتهدئة الجانبين، ولكن المجلس العسكري وبكل أسف لم يتحرك ولم يفكر في التدخل إلا بعد انفجار الأزمة حيث أجري المشير طنطاوي اتصالات صباح السبت الماضي مع الجانب السعودي لتهدئة الأوضاع بعد أن قرر السفير السعودي السفر إلي الرياض وإغلاق مبني السفارة السعودية بالقاهرة وهو الأمر الذي زاد من تفجير الوضع خاصة مع توارد أنباء عن استدعاء سعودي للسفير المصري بالرياض.. فلماذا نتحول مرة واحدة إلي أعداء.. ومن له المصلحة في تفجير الوضع علي هذا النحو؟! إن الأزمة لا تقتصر علي الأوضاع في مصر ولكن هناك أكثر من مليون مصري في المملكة العربية السعودية ستؤثر عليهم بالطبع تلك الأزمة، فهناك عاملون وأطباء وأساتذة جامعات ومدرسون وآلاف الأعمال التي يعمل بها المصريون، ولاشك أن الأزمة ستؤثر عليهم وسيجدون معاملة سيئة من بعض المتعصبين، ولاشك أيضاً أن اللعب بالنار سيجعل الأشقاء لا يلتفتون إلي المخطط الشيعي وإلي المؤامرات الإيرانية علي المنطقة، فهناك مؤامرة فارسية منذ مئات السنوات تسعي إلي الوقيعة بين أهل السنة وتلعب بكل الأوراق لكي تشعل فتيل الأزمة بين القاهرةوالرياض، وعلينا أن نلتفت إلي هذا المخطط الخطير، فمن المعروف أن إيران لديها مشروع استيطاني مثلها مثل إسرائيل ولذلك تسعي إلي تفتيت الأمة العربية وزرع الفتنة بين أبناء أهل السنة.. فإذا كانت إسرائيل تستخدم الغزو كوسيلة للتقسيم، فإن إيران تستخدم وسيلة مثلها وهي تفتيت وحدة أهل السنة من خلال تقوية حركات دينية داخل الدول بحيث يكون لتلك الحركات كيانات سياسية وإعلامية وليس هناك مانع من أن يكون لديها سلاح وجيش، وما يحدث في لبنان من تحول لحزب الله ومن زيادة سيطرته علي بيروت أكبر دليل علي ما نقول. إن القاهرةوالرياض أكثر العواصم صمودا في مواجهة الغزو الشيعي بكل أشكاله، إن المسألة ليست في الشيعة ولا في مذهبهم الديني، لكن القضية في الخلفية السياسية التي تتحكم في تحركاتهم، فإيران كما قلنا تسير علي نهج الصهاينة في فرض السيطرة والاحتلال، ولاشك أن القلاقل التي فجرت الأوضاع في البحرين مؤخرا كانت من تدبير شيعي واضح، والدعم الإيراني لكل التحركات الشيعية في المنطقة ليس خافيا علي أحد، والمخطط الإيراني الفارسي المجوسي بدأ بالفعل تطبيقه وهناك عشرات الحالات التي نراها حاليا في دولة الإمارات مثلا، فإيران تحتل جزر أبوموسي والطنب الصغري والكبري، هذا بخلاف عشرات الطرق التي تسيطر بها علي أجزاء من الوطن العربي، قلت عشرات المرات إن العالم العربي أصبح بين مطرقة أمريكا وإسرائيل من ناحية وسندان التوسع الإيراني من ناحية اخري. أصبحنا جميعا مطالبين بالتصدي لتلك الخطط والألاعيب الإيرانية القديمة، فالهدف ليس مساندة الشيعة دينيا، ولكنه هدف سياسي لا يخفي علي أحد، ولعل الجميع يتذكر خطة الهلال الشيعي التي تم طرحها باعتبارها مشروعا وخطة استعمارية لتعميم وتصدير الثورة الإيرانية، لقد دعمت إيران حزب الله، وعندما وجدت الطريق ممهدا لكي تفرض سيطرته علي بيروت لم تتردد في زيادة الدعم والمساندة، وتحول هدف المقاومة من محاربة الصهاينة ووقف زحفهم إلي محاربة اللبنانيين ومطاردتهم في الشوارع، وها هي إيران تستغل ما حققه حزب الله من تواجد عربي ومساندة قومية باعتباره الحزب الذي يقف في وجه الصهاينة، تستغله في استكمال مشروعها الاستعماري الطويل الأمد، ومصر هي الهدف الأكبر ومحاولات زرع الشيعة في قلب القاهرة لا تتوقف. إنني أتوجه بالنداء إلي الأشقاء في السعودية وكذلك إلي كل عربي مسلم لكي نتوحد لوقف تفجير الأوضاع وتفتيت شعوبنا العربية والإسلامية وأناشد جميع العلماء المسلمين في مصر والسعودية أن يتدخلوا لوقف مخطط حريق الأمة الإسلامية بنيران المجوسية. إن مخطط الشيعة القادم من إيران أصبح واضحا ويتم تنفيذه يوما بعد يوم، إن العلاقات المصرية-السعودية ليست مجرد استثمارات وتشغيل عمالة لكنها علاقة علي أسس دينية وتطورت تلك العلاقة عبر نصف قرن تطورا كبيرا وليس هناك أي سبب لإشعال الأزمة بين البلدين خاصة أن الشيعة والمجوس يريدونها حربا لا تنتهي حتي يتم لهم تحقيق مخطط تفتيت الأمة الإسلامية وتحقيق مشروعهم الاستيطاني المعروف باسم الهلال الشيعي.