ما زال الملف السرى للعلاقات الوطيدة التى تربط بين تركيا وتنظيم داعش ملىء بالمعلومات حيث كشفت تقارير مسربة من وزارة الدفاع التركية، أنّ الأخيرة بدأت بتقديم الدعم لما يسمى ب" كتيبة تتار القرم" في أوكرانيا، ذات التوجهات القريبة من تنظيم داعش. وفي هذا السياق كشف الناشط "لنيور إسلاموف"، أحد مؤسسي "كتيبة تتار القرم"، والمطلوب من روسيا، عن الدعم التركي للكتيبة التي ماتزال قيد التشكيل، في محاولة تركية للخروج من إخفاقاتها المتكررة في سورية، وفشلها في حلم "المنطقة العازلة" في شمال سوريا، لإبعاد الخطر الكردي القادم بعد القضاء على داعش. ولهذا كله قررت استنساخ داعش جديد على تخوم روسيا، بحلة قومية إسلامية، مستغلة في آنٍ معاً، توجهات "كييف" القومية، وثارات "الإسلاميين" الروس. وإذا كانت إطالة عمر داعش تعود في الكثير من جوانبها للدعم اللوجستي التركي، فإن العقيدة التي أفرزت هذا التنظيم تعود في أصولها للعقيدة الدينية التي جاء بها "الخميني"، بعد وصوله إلى السلطة في إيران سنة 1979، التي روجت لإقحام الإسلام في السياسة الدولية، من خلال مرتكزين أساسيين نادى بهما "الخميني"، هما: الخلافة الإسلامية، والجهاد المستمر، كركيزة أساسية قامت عليها حكومة الملالي في صناعة الفوضى في محيطها، بالاستناد إلى دعم جميع أشكال الإسلام السياسي في المنطقة العربية، ابتداء من دعمها للإخوان المسلمين وانتهاء بداعش، في إطار مشروع واحد يقوم على فكرة الخلافة والجهاد المستمر. لهذا كله، يبقى عمر تنظيم داعش مرهوناً بتقويض الدعم اللوجستي لحكومة تركيا، كما تقويض فكرة الدولة الدينية التي تقوم عليها حكومة الملالي. وفي هذا الخصوص يقول الدبلوماسي الإيراني المنشق عن النظام الإيراني "أبو الفضل إسلامي"، في مقابلة له مع صحيفة كيهان لندن: "إنّ الجمهورية الإسلامية استفادت من وجود داعش إلى أقصى حد، وتمكنت بذريعة هذا التنظيم من أنْ تبرر تدخلها في سورية والعراق، وأنّ طهران هي التي توفر لداعش جزءاً من الأسلحة التي يحتاج إليها". ويتابع الدبلوماسي الإيراني المنشق قائلاً: "كانوا يقولون لنا، ينبغي ألا نفرق بين سني وشيعي وشيوعي، بل يجب علينا أن ندعم كل من يساعد على افتعال الأزمات حفاظاًعلى نظام الحكم".