دعا مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية وسائل الإعلام العالمية إلى التناول الرصين والمحايد لطبيعة العلاقة بين التطرف والأديان السماوية، وعدم ربط التطرف والعنف بالإسلام، ومن ثم وصم المسلمين بالإرهابيين، وما يترتب عليه من تزايد موجات الخوف المرضي من الإسلام والمسلمين والذي يولد بدوره حملات منظمة ودعوات موجهة للكراهية ورفض المسلمين في المجتمعات الغربية. وأوضح المرصد أن التطرف والغلو لا يرتبط بدين من الأديان، أو بعقيدة من العقائد، وإنما هو سلوك بشري ينتشر في شتى المجتمعات، نجده في تصريحات لشخصيات دينية وسياسية وفكرية، كما نجده في ممارسات الجماعات المتطرفة والتكفيرية، وقد شهدنا في الآونة الأخيرة التصريحات العنصرية للمرشح الأمريكي للرئاسة دونالد ترامب المعادية للمسلمين والمشوهة للإسلام، وهي تمثل الخطاب نفسه الذي تتبناه جماعات العنف والتطرف تجاه الديانات والعقائد الآخرى، وهو خطاب متبادل من الجانبين، ويغذي كل طرف الآخر، وقد صدر منذ أيام خطاب مماثل عن أحد الحاخامات الإسرائيليين يحض على هدم الكنائس والمساجد في القدس، وطرد غير اليهود من المدينة، مما يؤكد أن التطرف ليس قصرًا على فئة بعينها أو مجتمع بعينه، وإنما هو ظاهرة عابرة للحدود والأيديولوجيات، تواجه العالم كله، وينبغي أن يتكاتف الجميع لمواجهته والقضاء عليه. وأكد المرصد أن القضاء على الجماعات التكفيرية والمتطرفة في المنطقة العربية يتطلب محاربة التطرف والعنصرية وحملات الكراهية المنظمة ضد المسلمين في الدول الغربية، كما يتطلب مواجهة تطرف حاخامات يهود ضد المسيحيين والمسلمين في فلسطين، بعبارة أخرى، ينبغي أن تكون مواجهة التطرف شاملة وعامة وغير مقتصرة على فئة بعينها دون الأخرى، أو أصحاب ديانة دون سواهم، فالعنف والتطرف لا يمكن أن يكون وليد الأديان وإنما هو وليد العقليات الفاسدة والقلوب القاسية والنفوس المتكبرة.