أكدت صحيفة كوريري دي لا سيرا، فى تقرير لها خلال الأيام الماضية , أن مسارعة وإصرار بريطانيا ثم الولاياتالمتحدة، على أأن تفجير الطائرة الروسية تم بواسطة قنبلة، ومصادقة المصادر الرسمية في لندن على تبني داعش حتى قبل ظهور النتائج الأولية، أصبح مثيراً للشكوك والتساؤل حول تورط بريطانيا وأجهزتها في الكارثة الجوية التي شهدتها سيناء المصرية. وأكدت الصحيفة أن إصرار المخابرات البريطانية على رواية "التنصت والاختراق لمكالمات ومحادثات بين أعضاء في تنظيم داعش"، وتأكيد "حديث بعضهم بلكنة لندنية مميزة" في إشارة إلى تورط بريطانيين في العملية، لم يعد يحظى بقبول المحللين والمتابعين، رغم الأداء المميز للآذان البريطانية الكبيرة وخاصة مركزها للتصنت على المكالمات الهاتفية في دول العالم بأسره. وأضافت الصحيفة أن تفريغ أشرطة الاستماع إلى هذه المحادثات "يتضمن التلميح إلى حصول شيء في غاية الضخامة". وقالت الصحيفة إن هذا الجزء بالضبط هو الذي يسترعي الانتباه، فما المقصود بالضخم وما المقصود ب"بعد العملية" كما قالت وثائق المخابرات البريطانية"؟ وأوضحت كوريريه دي لا سيرا، أن الخبراء يرجحون أن "المحادثات المخترقة" ليست سوى ستارة دخانية، أفردها جهاز المخابرات البريطاني، لحماية عميل على الأقل أو "عملاء مزروعين داخل التنظيم" وإبعاد الشبهة عنهم. وأضافت الصحيفة الإيطالية، ان هذا الإصرار البريطاني الغريب، هدفه التغطية على "حنجرة عميقة" داخل التنظيم نفسه، ومصدر موثوق جداً من داخل داعش نفسه. ويعود تقرير كوريري بالقارئ إلى المحاولات العديدة التي أفشلها جهاز المخابرات البريطانية بنفسه، مثل محاولة ريتشارد ريد الذي حاول تفجيرطائرة بمواد مخبأة في عقب حذائه، ومحاولة النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير قنبلة زُرعت في جسمه، وغيرها من المحاولات الكثيرة المعلنة وغير المعلنة، فضلاً عن العمليات التي أحبطتها الأجهزة الصديقة والحليفة للمخابرات البريطانية. وأكدت كوريري أن المخابرات البريطانية نجحت في 2012 في إحباط عملية كبيرة لم تُعلن تفاصيلها، بعد اختيار تنظيم القاعدة أن يكون منفذ العملية شاب شرق أوسطي ولد ونشأ في بريطانيا، ونجح الأجهزة البريطانية في تجنيده قبل القاعدة بسنوات طويلة، ما أسهم في إحباط كل الجهود التي بذلها تنظيم القاعدة في اليمن والجزيرة العربية، بعد ضمان ملجأ آمن له في إحدى دول المنطقة. ويعني نجاح بريطانيا في إفشال أكثر من محاولة نفاذها إلى مصادر معلومات جديرة بالثقة صلب القاعدة وبعدها داعش، بعد حركة الذهاب والإياب بين التنظيمين في السنوات الأخيرة، بفضل الانشقاقات وتبدل التحالفات بين الجماعات المنضوية تحت لواء التنظيمين. تساؤل عن التوقيت ويبقي السؤال قائماً حول توقيت معرفة المخابرات بالعملية، هل كان قبل أم بعد سقوطها، وإذا كان قبل إسقاطها فإنه لن يصعب على أحد استخلاص النتيجة المنطقية التي تقول إن المخابرات البريطانية، قبلت التضحية بركاب الطائرة لحماية عميلها أو مصادرها صلب التنظيم، ووجهت بالمناسبة رسالة وصفعةً قاسيةً لروسيا بعد تدخلها في سوريا.