هدفه إنشاء عاصمة صناعية جديدة.. وشركة إيطالية تشرف عليه.. وتكلفته تتجاوز 1,7 مليون دولار أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال المؤتمر الإقتصادى الذى عقد بشهر مارس 2015 عن مشروع تنمية المثلث الذهبي بمدن "سفاجا-القصير- قنا". يتضمن "المثلث الذهبي" إقامة مشروعات صناعية وتعدينية وسياحية وتجارية، بالمدن الثلاث، بهدف إنشاء قلعة صناعية جديدة، لتحقيق التنمية فى جنوب مصر.. ويشرف على المشروع شركة "دي بولوينا" الإيطالية، بعد أن تم توقيع العقد بينها وبين المهندس إسماعيل جابر، رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية، بحضور رئيس الوزراء، المهندس إبراهيم محلب، لإعداد الدراسة التفصيلية والمخطط العام للمشروع في مدة أقصاها 9 أشهر. تبلغ القيمة المالية للمشروع 1.741 مليون دولار، يتم تمويلها بالكامل من الصندوق الكويتى للتنمية الإقتصادية، ويقع المشروع علي مساحة 840 فداناً، ما بين محافظة قنا من الجهة الغربية، والبحر الأحمر من الجهة الشرقية، وسفاجا شمالًا، والقصير جنوبًا. وتنسب فكرة المشروع للهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، التى أكدت أنه يمكن الانتهاء من المشروع فى غضون عامين وهى المدة المحددة للانتهاء من المشروع وفق خطة تنفيذ الشركة الإيطالية، ولكن تم تقليص المدة لتكون عامًا واحدًا. يساعد المشروع على جذب الإستثمارات فى تلك المنطقة، خاصة فى مجال التعدين، لغنى هذه المنطقة بالعديد من الصخور الصلبة مثل الفوسفات والجبس والحجر الجيري، إلي جانب الخدمات المعدنية كالذهب والحديد والكروم، بالإضافة إلي معادن أخري. ويعتمد المشروع علي عدة مصادر للمياه منها المياه الجوفية والمياه السطحية وبعض خطوط (أنابيب) المياه. وكان المهندس ابراهيم محلب رئيس الوزراء، قد أكد على أهمية مشروع تنمية منطقة المثلث الذهبي باعتباره أحد المشروعات القومية الكبرى، التي تقوم الحكومة بالمضي في سبيل تنفيذها، والتي تعول عليها الدولة لتحقيق تنمية مستدامة بمنطقة الصعيد ودفع حركة النمو بمختلف مدنه، بما يسهم في تحسين مستوى المعيشة لسكانه وتوفير فرص التعليم والعمل والارتقاء بالمستوى الصحي لهم. وأكد الخبراء أن هذه المنطقة تحوى خامات معدنية كثيرة، فالمثلث الذهبي سيجعل بها محطات كهرباء وموانئ، إضافة إلى مصادر الطاقة المتعددة التي ستوجد بها، مما يجعل فرص العمل بالصعيد كثيرة بعد انعدامها. وأوضحوا أن مشروع المثلث الذهبي تم اختياره بقرار سياسي، كما أنه يقوم على الموقع الجغرافي الذي يشمل سفاجا والقصير كقاعدة للمثلث وقنا كرأس للمثلث، لذلك لجأ رئيس الوزراء للاستعانة بالعلماء والجيولوجيين لما تحويه هذه المنطقة من معادن عديدة. وأضافوا أن المثلث يحتوى على أفضل الخامات فى العالم، وهى خام الفوسفات وخام الحديد وخام الذهب والفضة،وتحتوى المنطقة على أكثر من 100 موقع لهذا الخام ذات احتياطات جيدة وكذلك معادن للمنجنيز والكروم والتنجستين والمولبينم والنيكل والتيتانيوم والناناديوم والتحاس والرصاص والقصدير والنيوبيوم والتنتالم والفلسبار والكوراتز والرمال البيضاء. وتضم المنطقة أيضا الأسبستوس والتلك والكبريت والبوتاسيوم والكورندم والباريت والأسترنشيوم والفلوسبار والطينة الدياتومية، ذلك بالإضافة إلى مواد البناء من الرمال والعادية والزلط والحجر والجيرى والطفلة والجبس وخامات صناعة الأسمنت إضافة إلي غنى المنطقة بأحجار الزينة من رخام بأنواعه وشبه الكريمة، التى يقتر إقامة العديد من المشروعات الصناعية والتعدينية على تلك الخامات بإقليم المثلث الذهبى للتعدين. وأوضحوا أنه يمكن توسيع قاعدة المثلث بحيث أن تكون رأس المثلث مدينة الزعفرانه شمالًا، والقاعدة حلايب وأسوان بوادى النيل سلة معادن مصر، التى تم طرحها على لجنة المثلث الذهبى، وذلك للاستفادة من جميع المعادن الموجودة بهذة المنطقة. ووصفوا المشروع بالاستراتيجي لأنه يتبنى استخراج وتصنيع الخامات المعدينة والمحجرية، حيث يهدف المشروع لإقامة عاصمة صناعية جديدة من خلال إنشاء مركز تعدينى صناعى تجارى وسياحى، ويخدم مصر وأفريقيا فى المنطقة المحصورة بين محافظتى قنا والبحر الأحمر. وأكدوا أن المشروع يعتبر طفرة كبيرة لتنمية جنوب الصعيد تعدينيًا وصناعيًا وسياحيًا، حيث إن هذه المنطقة محرومة من التنمية لسنوات طويلة، مما يقضى على الفقر والبطالة وخلق فرص عمل جديدة للشباب فى هذه المناطق، التى تعتبر سلة المعادن فى مصر، والغرض من المشروع تنمية محافظتى قنا والبحر الأحمر تنمية شاملة.