تدينه كان سببا فى توليه وزارة الدفاع ومن ثم الجلوس على عرش مصر السيسى ذكر كلمة "الله" فى أحاديثه أضعاف سابقه محمد مرسى.. ويسعى بكل قوة لتجديد الخطاب عبر "ثورة دينية" حرص منذ توليه منصبه على تعيين "مستشار دينى" له .. ويعتبر شيخ الأزهر المرجعية الدينية الأولى فى مصر أسوشيتد برس وصفته ب "الرجل الروحانى".. ورويترز أكدت أنه يرتدي عباءة المصلح الاجتماعي السيسى أرجع تدهور صناعة السياحة في مصر إلى الخطاب الديني المتشدد الذي لا يراعي تطورات العصر يلعب التدين فى حياة الرئيس عبدالفتاح السيسى دورا مهما حيث يعد أحد الأسباب الرئيسية التى اجلسته على عرش وزارة الدفاع وقت أن كان مديرا للمخابرات الحربية عقب الإطاحة بالمشير محمد حسين طنطاوى من منصبه أثناء جلوس الرئيس المعزول محمد مرسى على سدة الحكم.. منذ تولى السيسى منصبه رسميا ولا يكاد أى حديث له يخلو من الكلام عن الثورة الدينية وسعيه لتجديد الخطاب الدينى من خلال المؤسسة الرسمية فى البلاد وهى الأزهر الشريف.. عن "الدين" فى حياة "السيسى" كان هذا التقرير المطول الذى نشره الباحث محمد العتر على موقع "ساسة بوست", والذى قال فيه: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي تقريبًا، لم يترك فرصة إلا وتحدث فيها عن الدين، مرة عن تجديد خطابه، ومرة عن ثورة دينية، وقبل ذلك في تسريب لحوار بينه وبين أحد أكبر الصحفيين ،حيث أبرز السيسي اهتماماته الدفينة المتعلقة بالرؤى والأحلام، وتأويلاتها، حتى أن "أسوشيتيد برس"، وصفت السيسي بعد تلك التسريبات، ب "الرجل الروحاني"! وأضاف العتر : عمومًا، العلاقة بين الدين والسياسة، أو دعنا نقل، بين الدين والسلطة، هي علاقة شائكة، ومنذ أمد بعيد وفي مصر يعتبر البعض أن ما يحدث الآن، ومنذ 3 يوليو، وربما قبل ذلك أيضا، هو تجل لإشكاليات هذه العلاقة، كما أن السيسي نفسه لم يخفِ أن سببا من أسباب تحركه بالجيش ضد محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين هو "الخلاف العقائدي القديم والعميق". وقال العترإن عدد المرات التي تحدثّ فيها السيسي عن الدين تكاد لا تحصى ،فهو في خطابات داخلية، أو محافل دولية، وفي لقاءاته الإعلامية، وتصريحاته الصحفية؛ دائما ما يلفت السيسي إلى الخطاب الديني الجديد، ويعزز من مكانة الأزهر في نشر الإسلام الوسطي، أو يلمح إلى التأييد الإلهي، فضلا عن إشاراته إلى الأخلاق الدينية ما بين الحين والآخر. وفي تقرير لها في أغسطس 2014 ، وصفت "رويترز" السيسي بأنه يرتدي عباءة المصلح الاجتماعي، موضحه أنه نفسه الذي أكد رفضه لمشروع الدولة الدينية، اعتبر أن تحركه بالجيش لإزاحة مرسي وحكومته، قرارا صعبا لحماية الوطن والإسلام ونقل عن السيسي خلال لقائه بوفد من الطرق الصوفية، قبيل انتخابات الرئاسة في 2014. وهو يدمع قوله: "يارب يكون لينا أجر إننا حمينا الناس في مصر، وحمينا الإسلام كمان". وحتى في لقاءاته المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية، يتطرق السيسي إلى الحديث عن الدين، ويكرس لثورته الدينية، كما تسميها الصحف الأجنبية، من ذلك اجتماع حضره مع كبار رجال السياحة في أبريل 2014، حيث أرجع السيسي تدهور صناعة السياحة في مصر إلى الخطاب الديني الذي يصفه بالمتشدد، والذي لا يراعي تطورات العصر، بحسب قوله. وإجمالا فقد عمد السيسي إلى ترسيخ دعوته، إن جاز لنا تسميتها بذلك. ففي المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس) تحدث عن التطرف والغلو الديني، ثم عرج للتلميح إلى أن نظام مرسي كان بمثابة خطر من خلال محاولة فرض الرأي الواحد وإقصاء كل من يخالفه, وقبل ذلك أيضا في احتفالات المولد النبوي، كانت الفرصة سانحة له للحديث مرارا وتكرارا عن تجديد الخطاب الديني، مع إلقاء عبء هذا الأمر على عاتق مؤسسة الأزهر. على هذا المنوال، كانت أغلب خطابات السيسي، التي غالبا ما تشتمل على نسبة استخدام لكلمة "دين" بتصريفاتها، تفوق بحوالي الضعف نسبة استخدام محمد مرسي للكلمة في نفس الأحداث التي شهدت خطابات لكليهما، من بينها مثلا الخطاب في الأممالمتحدة، خطاب المولد النبوي، خطاب ليلة القدر، وخطاب التنصيب. وجاءت التعبيرات التي اشتملت على الكلمة في خطابات السيسي، في معرض حديثه عن "ثورته الدينية" أو تأكيده على ضرورة محاربة ونبذ العنف والإرهاب باسم الدين، في المقابل جاءت استخدامات مرسي للكلمة، في سياق التأكيد على ضرورة احترام خصوصية العالم الإسلامي وثقافته ومبادئه. يأتي هذا، فيما كان نظام عبد الفتاح السيسي يروج لتحركه ضد جماعة الإخوان المسلمين، ومحمد مرسي، انطلاقًا من أن الأخيرين استغلا الدين وشوهاه لمآرب شخصية، فضلًا عن أن تظاهرات 30 يونيو خرجت تحت شعارات، كانت من أبرزها "لا لأسلمة الدولة"! وأوضح "العتر" أن الكثير من المواقف والأحداث تكشف طبيعة العلاقة بين النظام الحالي والدين وقياداته، بداية من بيان عزل مرسي في 3 يوليو 2013، والمشهد الشهير، حيث السيسي يقف وإلى يمينه يجلس كل من شيخ الأزهر أحمد الطيب، وبابا الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية تواضروس الثاني. وقبل ذلك أيضًا، وبحسب تقارير أجنبية، فإنّ أعدادًا مهولة من المشاركين في تظاهرات 30 يونيو الممهدة لبيان 3 يوليو، كانت من أبناء الطرق الصوفية الكبيرة، التي أعرب مشايخها عن تأييد حركة الجيش منذ مهدها، حتّى تطوّر الأمر لاحقًا، متخذًا منحى جدليًا في العلاقة بين نظام السيسي، بل السيسي نفسه والصوفية المصرية. ومن التسجيلات المصوّرة المسربة بعد فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في أغسطس 2013، تَبرُز كيفية استخدام المؤسسة العسكرية – التي كان لا يزال على رأسها عبد الفتاح السيسي – للخطاب الديني لتبرير تحركات الجيش ضد المتظاهرين المعارضين للإطاحة بأوّل رئيس منتخب. كذلك شهدت الفترة منذ 3 يوليو وحتى الآن، تصريحات على ألسنة رجال دين أزهريين في الأغلب، أو من الصوفية، تؤكد على التأييد الإلهي للسيسي، بل أكثر قليلًا، حينما وصف رجل الدين الأزهري، سعد الدين الهلالي، السيسي ومحمد إبراهيم (وزير الداخلية السابق) برسولين من الله: حيث قال "كما ابتعث من قبل رجلين: موسى وهارون، أرسل وابتعث رجلين ما كان لأحد من المصريين أن يتخيل أن هؤلاء من رسل الله عز وجل.. خرج السيسي ومحمد إبراهيم". يُضاف إلى ذلك تصريح سابق لوكيل وزارة الأوقاف، صبري عبادة، الذي قال فيه: "السيسي لو أمر بالقتل، فيجب علينا طاعته وتنفيذ أوامره"، أو ما قاله مفتي الجمهورية الأسبق، الشيخ علي جمعة: "ولقد تواترت الرؤى بتأييدكم من قبل رسولنا محمد بن عبد الله"! فضلًا عن ذلك كلّه، لا نستطيع إغفال ملامح "النظام الديني" في دولة السيسي، المتجلية عبر ممارسات مؤسساته، والدور الذي يعطيه السيسي لمؤسسة دينية كالأزهر، ثمّ يفتح له المجال عبر وسائل الإعلام وغيرها من طرق الاتصال الجماهيري. إضافة إلى انه عيّن له في البدء من بين مستشاريه، مستشارًا للشئون الدينية، وهو أسامة الأزهري. و أسامة الأزهري هو نفسه، الذي خاض نقاشًا حادًا مع إسلام بحيري، والعجيب أن كليهما ينطلقان – علنًا – من نفس المنطلق، وهو ثورة تجديد الخطاب الديني، التي أعلن وشدد ثمّ كرس لها عبد الفتاح السيسي، الأمر الذي جعل العديد من الباحثين يتساءلون عن ماهية ثورة السيسي الدينية، وماذا يقصد تحديدًا بتكراره لجملة "تجديد الخطاب الديني" في معرض التأكيد والحث محليًا ودوليًا. وهذه المناظرة الشهيرة، والمثيرة للجدل أيضًا، كانت على طرفين، طرف يقول إن بعض النصوص الدينية في الكتب التراثية وبعض التفسيرات، حملت أفكارًا ساهمت في ظهور تنظيمات "إرهابية" مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ولذا فيجب التخلص من هذه الكتب والأفكار التي تعزز لها، وعلى ما يبدو فهذا الطرف يدور في فلك شديد القرب من دعوة السيسي لثورة دينية تجدد الخطاب الديني وتصحح المفاهيم والنصوص التي أورثت تنظيمات إرهابية. أماهذا الطرف الذي مثّله إسلام بحيري في المناظرة، لاقى معارضة شديدة من أسامة الأزهري، رجل الدين الأزهري، ومستشار عبد الفتاح السيسي! وتساءل "العتر" هل كانت ثورة السيسي الدينية ذات معالم واضحة ومحددة؟ أم مجرد تكريس لدور ديني ذي طابع خاص في نظامه؟ وأضاف أن إجابة السؤال السابق، تقودنا للعروج إلى طبيعة التحالف بين السيسي والصوفية المصرية ومؤسسة الأزهر الدينية، والتي من المعلوم أن للمدرسة الصوفية تأثيرًا كبيرًا عليها، بخاصة في الفترة الحالية، وبزوغ نجم العديد من رجال الدين الأزاهرة المتصوفة، كأسامة الأزهري كمثال رسمي للتعبير عن هذه الحالة. وقال إنه بالإضافة إلى اللقاء الشهير بين السيسي ومشايخ الطرق الصوفية، والذي أشرنا إليه سابقًا، خرج رجال الدين الصوفيون بتصريحات تؤكّد تأييدهم من منطلق ديني للرئيس ، من بين ذلك – على سبيل المثال لا الحصر – سلسلة المؤتمرات الجماهيرية التي عقدها شيوخ الصوفية على مستوى محافظات الجمهورية، إبان الانتخابات الرئاسية في 2014، في إطار دعم عبدالفتاح السيسي، كما أن بعضهم أعرب عن تفاؤله آنذاك لتزامن موعد الانتخابات مع مولد السيدة زينب، فيما رفع آخرون شعار "لا إله إلا الله.. السيسي حبيب الله"! أما عن علاقة الأزهر بالسيسي فيرى بعض الباحثين أنه لا يمكن رؤية العلاقة بين الطرفين، إلا من منظور علاقته بالطرق الصوفية، خصوصا أن لجماعة الإخوان المسلمين، العدو الأول للسيسي، باعا طويلا داخل أروقة الأزهر، ومنه إلى الشأن العام، والقضايا الفكرية الخلافية التي غالبا ما كانت الجماعة تعتمد فيها على آراء رجال دين لها من خريجي المؤسسة الأزهرية وعلى رأسهم الآن يوسف القرضاوي، وعبد الرحمن البر، الشهير بمفتي الجماعة، بل العديد من متقلدي المناصب داخل الأزهر، كالشيخ حسن الشافعي، الذين يعلنون بوضوح موقفهم الرافض مما يسموه "الانقلاب العسكري". من هنا عمد نظام السيسي، المُتحالف مع التجمعات والأحزاب العلمانية في مصر، إلى تكريس دور الأزهر الصوفي، من خلال إبراز وجوه مثل التي تقدم ذكرها، بالإضافة إلى وضعه الكرة في ملعبهم عبر إعلانهم المنوطين بتنفيذ ثورته الدينية، و"تجديد الخطاب الديني". وفيما يبدو فإن هذا الدور المُعزز أدى لنتائج عكسية في ثورة السيسي الدينية، مثل أن يكون الأزهر السبب الأوّل في إيقاف نشاط إسلام بحيري، أبرز من انطلق من دعوة السيسي في حديثه عن التراث الإسلامي وربطه بالجماعات "المتشددة والإرهابية"! وللمزيد من المعلومات الخاصة بتفاعل الأزهر والصوفية مع دعوات السيسي السياسية والدينية على السواء، يمكن الرجوع إلى دور ما يعرف ب"الاتحاد الدولي لشباب الأزهر والصوفية"، الذي انبرى بقوافل وبعثات داخلية، لعقد مؤتمرات وأنشطة تدعم عبد الفتاح السيسي من جهة، وتساهم في تنفيذ مشاريع "خارطة الطريق" من جهة أخرى. وقال العتر "إنه" في 1يوليو 2014، أطلقت وزارتا الأوقاف والشباب والرياضة حملة قومية لمكافحة ظاهرة انتشار الإلحاد. وصرّح محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، قائلًا: "الملحدون يُشكلون خطرًا على الأمن القومي العربي"! و في 2 أبريل 2015، أطلقت مديرية وزارة الأوقاف في أسيوط مبادرة توعوية وتثقيفية لمكافحة خطر الإلحاد. قال وقتها محمد العجمي، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط: "سنعقد ندوات تثقيفية للتوعية بمخاطر الإلحاد والتكفير والفكر المنحرف"! وفي يناير 2014، صدر قرار من وزارة الأوقاف ، بتوحيد خطبة الجمعة في كل المساجد على مستوى القُطر المصري. وبحسب وزير الأوقاف، جاء القرار في إطار سعي الوزارة ضم كافة المساجد تحت إدارتها. وفي الفترة ما بين مارس وأبريل 2015، تقدّم الأزهر ببلاغ لإيقاف برنامج إسلام بحيري الذى تم وقفه بالفعل. وأصدرت قناة القاهرة والناس، التي كانت تبث البرنامج، بيانًا، تضمن: "احترامًا لفصيل كبير من الشعب، واستجابة للإمام الأكبر شيخ الأزهر، الدكتور أحمد الطيب، تم وقف البرنامج". وخلال الأسابيع الماضية ، شغلت قضية كليب "سيب إيدي" الرأي العام، بخاصة بعد إلقاء القبض على نجمة الكليب، واتهامها ب"التحريض على الفسق، وإثارة الفجور"!