مدير إدارة التدريب فى وزارة الأوقاف قال إن القرضاوى "ترزى فقه".. الرسول أمرنا بتنقية كتب التراث.. ولغة القرن 19 لم تعد صالحة الآن الدعوات لخلع الحجاب والشذوذ الجنسي والإلحاد تهدد بنيان الدولة ولا تقل خطورة عن الإرهاب أكد الشيخ أحمد تركي، مدير إدارة التدريب في وزارة الأوقاف، أنَّ هناك قيادات كثيرة في المؤسسة الدينية ليس من صالحها تجديد الخطاب الدينى، مشددًا على أنه لا بد من إعادة هيكلة الأزهر بجميع قطاعاته وكذلك وزارة الأوقاف. وأشار "تركى" فى حواره مع "الموجز" إلى أن كثيرين من أعضاء الهيكل الإدارى للمؤسسة الدينية فى مصر ينتمون إلى جماعة الإخوان ومن ثم يجب التخلص منهم لأنهم يعملون ضد الدولة- على حسب وصفه-. وأكد "تركي" ضرورة تنقية التراث الدينى من كل ما يسئ إلى الإسلام وصياغته بلغة تناسب العصر.. وإلى نص الحوار.. كثر الجدل حول تجديد الخطاب الديني في الآونة الأخيرة.. كيف ترى ذلك؟ كثر الحديث والجدل حول الخطاب الديني، في الفترة الأخيرة، خاصة بعد ظهور الجماعات المتطرفة، وتوظيف الإسلام توظيفًا سياسيًّا في عهد جماعة الإخوان الإرهابية، وأصبح وسيلة في يد المتطرفين والإرهابيين، ليبررون أفعالهم التي لا تمت للإسلام بصلة، وبه سيطروا على دول والتهموا مقدرات شعوب، كما تحالفوا مع الاستعمار، واشتركوا فى المؤامرات العالمية الرامية لتقسيم أراضي العرب والمسلمين ومن هنا كثرت دعوات تجديد الخطاب الديني كان أبرزها دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي. فى رأيك.. ما هى محاور تجديد الخطاب الدينى؟ هناك ثلاثة محاور في ذلك الأمر، أولها؛ تنقية التراث، حيث إن التراث الإسلامي غير الدين نفسه، فهو الوحي المعصوم من عند رب العالمين الذي يتمثل في القرآن الكريم والسنة النبوية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يمس أحد الثوابت، كما أنه ليس فيها مشكلة، فالثوابت لم تصطدم مع الواقع ولا مع التطور، ولا تتسبب في الإرهاب، لكن الإشكالية في التراث، الذي يعني تفسيرات الفقهاء في العلوم الشرعية المختلفة، وهو ما استند عليه الإرهابيون، مثل أقوال ابن تيمية، وبعض غلاة الحنابلة، إذ أخذوا كلامهم على أنها أحاديث شرعية، ووظفوها نحو القتل والتدمير، ويجب أن نعلم أن رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم هو من أمرنا بالتنقية. ولدينا في الفقه الإسلامي أشياء، الجميع متفق على أنه لا يمكن أن تكون صحيحة، فمثلًا هناك قصة الغرانيق في تفسير الطبري، مسيئة للإسلام، فلماذا هي موجودة حتى الآن؟!. والتنقية مشروع حضاري كبير قد يحتاج عشرات الأعوام، لكن لا بد من البدء فيه، بحيث يتم تعديل كل كتاب سواء في الفقه المالكي أو الشافعي أو الحنبلي أو العلوم المختلفة، ويُطرح للناس، كما يجب استئصال كل الموضوعات التي استند إليها الإرهابيون في أساليبهم وممارساتهم. والنقطة الثانية فى تجديد الخطاب؛ تتعلق باللغة فكتب التراث مكتوبة باللغة التى كانت موجودة في القرنين التاسع عشر أو العشرين، وفيها مصطلحات مبهمة، لكن الخطاب ينبغي أن يكون واضحًا. الأمر الثالث يتعلق بتطوير الخطاب الديني، حيث التركيز على أساليب الخطاب، بدلًا من أن يكون خطبة وموعظة وندوة، وهنا نتحدث عن وسائل الاتصال الجماهيري، وتطوير مهارات الأئمة، وهذا لن يتم إلا بإعادة هيكلة قطاعات المؤسسة الدينية؛ مثل الأزهر الشريف بجميع قطاعاته ووزارة الأوقاف كذلك. هناك عدد من المشايخ الذين يبثون بذور التطرف فى المجتمع.. ما دور الخطاب الديني في مواجهتهم؟ المؤسسة الدينية إن كانت قوية، وكان على الساحة مشايخ أقوياء، سيتوارى كل هؤلاء الذين يدعون للتطرف، لكن للأسف ليس لدينا نماذج قوية على الساحة، مثل الشيوخ محمد متولي الشعراوي وجاد الحق على جاد، ومحمد الغزالي، رحمهم الله؛ فلدينا فقر دم على الساحة الإعلامية بالنسبة للدعوة، ويجب تشجيع الشباب وإعطائهم الثقة للظهور في الإعلام، لأن الكثيرين منهم يخافون من التحدث في أشياء عدة، بل إنهم يُحاربون بضراوة من قبل بعض المدعين الذين يبثون أفكار التطرف مثل الشيخ يوسف القرضاوي، فهو ليس عالمًا، لأن هناك فرق بين العالم وجامع المعرفة، فليس كل من جمع المعرفة عالم، وإلَّا نستطيع أن نقول عن إبليس إنه أعلم العلماء، لأن كان لديه علم ربما أكبر من آدم، لكن العالم لا بد أن يكون ولاءه لله، وانتماءه لمجتمعه، لكن من يستخدم علمه ومعرفته في الشرع والشريعة حتى يوظفه لجماعة أو رؤيته الشخصية أو يتاجر به ليس عالمًا، ومن يريد المال وأن يوظف الإسلام أيديولوجيًّا، نسميه "ترزي فقه"، وهؤلاء أخطر على الإسلام من أي شيء آخر. وسبق وأن طالبت بقانون يتعلق بالحديث في الدين على غرار قانون الخطابة وصعود المنابر، خاصة في وقت يُستخدم فيه الدين لصالح الإرهاب، حيث يحدد من له حق الحديث في الدين أو عنه. وماذا عن رؤيتك لوضع غير الأزهريين في الدعوة؟ أؤمن بأن الذي يُمارس الدعوة في هذه الفترة الحرجة هو الأزهري، دون غيره، ويمكن لغير الأزهريين أن يُمارسوا الوعظ في المحيط الذي هم فيه، على ألا يصعدوا للمنبر، ولا يعطون دروسا في المساجد، لأن الأزهر هو المؤسسة الوحيدة المعنية بالدعوة الإسلامية، كما أنها المؤسسة التي نضمن وسطيتها. كيف ترى قرار وزير الأوقاف الخاص بالاستعانة بالشباب في شغل المناصب القيادية داخل الوزارة باعتبارك أحدهم؟ أولًا أنا موجود في منصب قيادي في وزارة الأوقاف، منذ ثورة 30 يونيو، بدافع خدمتي لديني وبلدي وليس من أجل منصب وحتى هذه اللحظة أنا محتفظ بدرجتي كإمام وخطيب بالأوقاف، ومكلف للعمل مديرًا عامًا، ونحن نحتاج عددا كبيرا من الشباب للعمل على أرض الواقع، وإعطائهم فرصة حقيقية، والاستماع إليهم، وفتح المجال أمامهم على مصراعيه.. هناك كثير من الشباب خائفون من القيادة بسبب التضييق الاداري، وعدم وضوح الرؤية أو خطة مرسومة، وكثيرًا منهم يظنونها مجازفة قد يفشلون فيها أكثر من نجاحهم، ومن ثم لا بد من وجود آلية تستوعب طاقات الشباب وتجعلهم يعملون دون خوف. وفي الوقت الذى يجب أن نشجع فيه الشباب على تولى المناصب القيادية فى الشأن الدينى يجب التخلص فورا من نوعين من القيادات، الأول هو كل من له انتماء إرهابي وخاصة لجماعة الإخوان بعدما ظهرت حقيقتهم، فهناك منهم كثير جدًا في الهيكل الإداري للمؤسسة الدينية ظهر انتمائهم ضد الدولة في الفترة السابقة، ورغم ذلك مازالوا موجودين في مواقعهم حتى الآن.. والثانى هو القيادات الفاسدة والتى لا تقل خطورة من الإرهابيين، وقد يتحالفان ضد الدولة. ومن المؤسف أن عامين مرا منذ ثورة 30 يونيو وكان من الممكن أن تُنقل المؤسسة الدينية خلالهما نقلة نوعية لكننا تأخرنا في مواجهة الفساد والإرهاب وهو ما لم يحقق الانطلاقة المأمولة التى كنا نرجوها. وماهى رؤيتك للارتقاء بالإدارة العامة للتدريب؟ الإدارة العامة للتدريب من أهم الإدارات الموجودة بوزارة الأوقاف، لأنها معنية بتدريب الإمام الذي يُمثل محور الدعوة، وقد وافق الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، على عدة مطالب، تقدمت بها، تخص إعادة تأهيل 9 مراكز تدريبية معطلة على مستوى الجمهورية، حيث إن المركز الوحيد الذي يعمل هو التابع لمسجد النور في العباسية، وخلال ثلاثة إلى ستة أشهر سيكون لدينا 9 مراكز تدريبية في مصر. كما وضعت خطة واضحة، حيث لاحظت أن لقاءات التدريب كلها تلقينية، لكن سأعمل على تحويل التلقين إلى تدريب على مهارات وليست المحاضرات التي تعتمد عليها الجامعة، وذلك بالتعاون مع وزارة الشباب بعد أن منحتنا 1000 منحة تدريب على مهارات الحوار والتواصل، ستحدد للأئمة من عمر 25 إلى 49 عام، علاوة على أنه سيكون هناك تدريب مهارات نفسية وشرعية، فضلًا عن أن التدريب سيكون لبعض قيادات الأوقاف وليس للإمام فقط؛ للمفتشين والشئون القانونية والموظفين. وكنت مكلفا بمهام إدارة بحوث الدعوة، حيث تسلمتها، وكانت تعتبر غرفة الفئران في الوزارة منذ 80 عامًا، حيث كانت مهملة جدًا، وكان يتولاها من تغضب عليه الإدارة، لكن بعد عدة أشهر أصبحت من أهم الإدارات الموجودة في وزارة الأوقاف، وقبلها في إدارة المساجد الكبرى، وشاركت في ضبط الخطاب في المساجد الكبرى بعد ثورة 30 يونيو. هناك دعوات لتأسيس حزب يدعو لحق الإلحاد وخلع الحجاب وإباحة الشذوذ الجنسي.. كيف ترى الأمر؟ أرى أننا في حرب ضد الهوية الدينية والمصرية، وإذا كان الإرهاب خطرًا علينا، فتلك الدعوات الهدامة لا تقل عنه خطورة، التي منها تطويع العلم لمحاربة الدين، تزويرًا وزورًا، كما أنها محاولات لجرح الناس في مشارعهم الدينية ومحاولة لتشكيكهم في عقيدتهم وحبهم لله ورسوله، وأتساءل لماذا تظهر الآن؟، فيجب أن يكون هناك وقفة من الدولة ضد كل من يحاول العبث بالهوية الدينية الوسطية التنويرية. الإسلام يقول لا إكراه في الدين، ولم نرى الأزهر يومًا يطالب بضرب امرأة خلعت حجابها بالكرباج كما حدث في السودان، فكل شخص له الحق في أن يستقيم أو لا، فما على الرسول إلا البلاغ، لكن الدعوة عيانًا بيانًا بخلع الحجاب شيء مُعارض للدين، وبمثابة ممارسة دجل علمي ضد الإسلام، مثلما قال أحد أن ماء زمزم مسمومة، وأن الصيام مضر بالصحة، فهذا موجود منذ فترة كبيرة، حتى في أوروبا نجد أن هناك بعض المؤسسات العلمية خصصت أبحاثا لتأييد الشذوذ الجنسي رغم أنه ضد الفطرة.