تناولت مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية في تقرير لها أعده جرايم دوبل، كلمة وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في قمة الأمن الأسيوي ال 14، التي اتهم فيها الصين بأنها تخالف كل القواعد الدولية في بحر الصينالجنوبي، مؤكداً أن الأمن البحري في شرق آسيا يقع ضمن أولويات الإدارة الأمريكية. طالبت الصين بحقها في السيطرة على أكثر من ألفين فدان وهي مساحة تزيد عن جميع المطالبات الأخرى مجتمعةً وأكثر من أي مطالبات أخرى في تاريخ المنطقة وحذر الكاتب من "أن يكون بحر الصينالجنوبي هو الفيل الرابض في الغرفة"، على حد تعليق وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين، الذي ذكر في وضوح أن المواجهة في بحر جنوبالصين قد تتصاعد "لتصبح واحدة من أعنف الصراعات في عصرنا أو تاريخنا". وحول عواقب التعديات الصينية، أكد كارتر أنه في حال عدم توقف الصين "فستتبلور إحدى العواقب في تلاحم الدول المعنية في المنطقة وحول العالم"، مضيفاً أن الصين أنشأت "بؤراً استيطانيةً ضخمةً" على الشعاب المرجانية في بحر الصينالجنوبي، وهو ما جعلها تذهب "أبعد وأسرع بكثير من أي دولة أخرى" في إثارة التوتر في بحر الصينالجنوبي. ويحدد الكاتب السبب وراء التوتر الذي يحيط ببحر الصينالجنوبي وجعله يتصدر الصفحات الأولى للأخبار في جميع أنحاء العالم، حيث طالبت الصين بحقها في السيطرة على أكثر من ألفين فدان، وهي مساحة تزيد عن جميع المطالبات الأخرى مجتمعةً، وأكثر من أي مطالبات أخرى في تاريخ المنطقة، وفعلت الصين ذلك خلال الأشهر ال 18 الماضية، ومن غير الواضح إلى أي مدى ستذهب في هذا الصدد. ويرى الكاتب أن الولاياتالمتحدة تشعر بقلق بالغ إزاء وتيرة ونطاق السيطرة على الأراضي في بحر الصينالجنوبي، فضلاً عن الاحتمالات المتزايدة بمزيد من العسكرة، والمخاطر التي تثيرها تلك الأنشطة باحتمالات نشوب صراع بين الدول المتنازعة. وجنباً إلى جنب دعوته للوقف الفوري والدائم للاستيلاء على الأراضي في بحر الصينالجنوبي، أكد كارتر نية الولاياتالمتحدة مجدداً استخدام "طائرات وسفن في أي مكان يسمح به القانون الدولي"، وأكد كارتر أن أمريكا، مع حلفائها وشركائها في المنطقة الإقليمية، لن تتراجع عن ممارسة هذه الحقوق المكفولة لكل الدول. وأوضح كارتر أن "تحويل صخرة من تحت الماء إلى مطار ببساطة لا يمنح حقوق سيادة، أو يسمح بفرض قيود على المرور الجوي أو البحري الدولي". وحول سياسة الولاياتالمتحدة تجاه إعادة التوازن والشراكة عبر المحيط الهادئ، أفاد التقرير بأن هناك بعض الأسئلة الشائكة التي يجب أن يجيب عليها كارتر: إذا كانت الولاياتالمتحدة واضحة وثابتة في إعلانها بينما تحافظ الصين على وتيرة استيلائها على الأراضي، فما معنى ذلك من حيث الفعالية والالتزام الأمريكي تجاه السياسات المعلنة؟ وكيف يمكن للإقليم التعامل مع "الاستفزازات منخفضة الحدة" للصين؟ ما هو مقدار التعديل الاستراتيجي الذي ستجريه الولاياتالمتحدة للتعامل مع الصعود الصيني؟ ولفت التقرير إلى أن النصف الأول من خطاب كارتر قد يشكّل رداً على هذه الأسئلة، حيث امتدح الطريقة التي أدت بها التجارة والتكنولوجيا إلى تحويل اقتصادات آسيا إلى سلسلة من المعجزات، "وكانت أمريكا في وسط عصر المعجزات الآسيوية، حيث كانت تبني الأنظمة الآسيوية وتحميها، وتوسع دور لاعبين آخرين من خلال 'بنية إقليمية مشتركة‘". وقال كارتر إن المرحلة القادمة لخطة إعادة التوازن التي تنتهجها الولاياتالمتحدة ستعمل على تعميق التحالفات والشراكات طويلة الأمد، وتنويع قوة الموقف الأمريكي، والقيام باستثمارات جديدة في القدرات العسكرية، معلناً عن مبادرة جديدة للأمن البحري في جنوب شرق آسيا، حيث سيتم إنفاق ما يصل إلى 425 مليون دولار لبناء القدرات البحرية.